قال المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، خلال لقاء مع مفتشين عامين وضباط شرطة كبار أمس، الإثنين، إنه مستاء من أداء وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير. كما عبر شبتاي عن استيائه بهذا الخصوص خلال محادثات مغلقة أجراها في الأيام الأخيرة، حسبما ذكر موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني اليوم، الثلاثاء.
وأشار شبتاي خلال المحادثات المغلقة إلى أن بن غفير يعرقل عمل الشرطة وينشغل بـ"تفاهات"، وأن بن غفير "يتوجه إلى ضباط برتب متدنية ولا يسمح للشرطة بالعمل بصورة منظمة، وهو يكسر بنية الشرطة. والضباط برتبة كولونيل يسألونني من المفتش العام هنا، أنت أم هو؟".
ووجه مفتشون عامون وضباط برتبة كولونيل سابقون، أمس، انتقادات شديدة حيال أداء الشرطة وأداء شبتاي مقابل بن غفير. وقال شبتاي لهم إنه يواجه صعوبة بالعمل مقابل بن غفير، الذي يتدخل كثيرا في عمل الشرطة ويتوجه إلى الضباط بشكل مباشر.
وتطرق المفتش العام الأسبق للشرطة، موشيه كرادي، إلى هذا الموضوع خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم. وقال كرادي إنه "لا أحسد المفتش العام الحالي على ما يمر عليه". كذلك فإن كرادي وصف بن غفير بأنه "ظاهرة تشكل خطرا على أمن الدولة بصورة ملموسة، فهذا شخص لا يفهم ما هي هرمية جهاز كالشرطة".
وأشار كرادي إلى أن المحادثة مع شبتاي، أمس، "لم تكن سهلة. ونحن قلنا رأينا. وأعتقد أنه تلقى دعما. فقد جئنا من أجل دعمه. وسررت برؤية المفتش العام، أمس، أنه واثق جدا بنفسه".
وأضاف كرادي أن شبتاي "يدرك أن الشرطة في وضعها الحالي هو الأمر الأهم لدولة إسرائيل، لأن إسرائيل قد تجد نفسها في فوضى دستورية. والشرطة هي الجهاز الوحيد الذي بإمكانه مواجه ذلك".
وحسب الصحيفة، فإن شبتاي قال لمقربين منه في الأيام الأخيرة إن بن غفير منشغل "بتفاهات" مثل إقامة "حرس وطني"، في الوقت الذي تستعد فيه الشرطة "للتعامل مع أحداث متوقعة في شهر رمضان المقبل" ومع الاحتجاجات ضد خطة إضعاف جهاز القضاء.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الشرطة قولها إن شبتاي يدرس إمكانية التوجه إلى المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) ويطالب بالبحث في تعليمات بن غفير بمواصلة هدم المنازل في القدس المحتلة خلال شهر رمضان، خلافا لموقف الشرطة بوقف عمليات الهدم هذه خلال رمضان في سنوات ماضية بادعاء منع التصعيد الأمني.
وطالب شبتاي ضباط الشرطة برتبة كولونيل، أمس، بعدم التحدث مباشرة مع بن غفير. وجاءت مطالبة شبتاي بعد أن تساءل أحد الضباط خلال اجتماع قيادة الشرطة، ماذا عليه أن يفعل لدى اتصال بن غفير به. وأضاف الضابط أن بن غفير "يتصل بنا، ويصدر تعليمات. هل نقطع المكالمة؟ نحن مرتبكون". وأجاب شبتاي أن "أي محادثة مع الوزير أو من مكتبه، تكون عن طريقي فقط".
في غضون ذلك، ردت المحكمة العليا ردها على طلب بن غفير أن يمثل نفسه أمام المحكمة في التماسات ضده، وقالت المحكمة أن عليه أن يتوجه أولا إلى المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، مثلما هو متعارف عليه في حالات كهذه.
وقال بن غفير إنه "ليس لدي ثقة بالمستشارة القضائية وباعتباراتها وبقراراتها، وحان الوقت لأتوقف عن الاستماع بواسطة وسائل الإعلام عن رسائل ترسلينها إليّ". وجاء ذلك بعد رفض بهاراف ميارا طلبه بأن يمثل نفسه أمام المحكمة، وأوضحت في رسالة بعثتها إلى بن غفير، أمس، أنه لا يمكنه تمثيل نفسه، سوى في حالات استثنائية وبعد دراسة مشتركة للوضع. ولفتت المستشارة القضائية إلى أنها توجهت إلى بن غفير بشأن الموضوع نفسه، الأسبوع الماضي، وقبل قرار بن غفير بإقصاء قائد الشرطة في منطقة تل أبيب، عامي إيشد، وهو القرار الذي أوعزت بهاراف ميارا بتجميده.
التعليقات