05/04/2023 - 09:51

اعتداء الاحتلال بالأقصى: توثيق مصوّر أدى لإطلاق المقذوفات من غزة

تقارير حول اتصالات مع إسرائيل بهدف التهدئة تشارك فيها مصر والأردن والأمم المتحدة والولايات المتحدة، وتطالب بوقف الاقتحامات للمسجد الأقصى والاعتداءات على المصلين ومنع اقتحامات المستوطنين

اعتداء الاحتلال بالأقصى: توثيق مصوّر أدى لإطلاق المقذوفات من غزة

اعتداء قوات الاحتلال على المصلين بالمسجد الأقصى، اليوم (Getty Images)

قالت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم، الأربعاء، إن اتصالات جارية من خلف الكواليس بهدف التوصل إلى تهدئة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، بعد أن شهدت الليلة الماضية إطلاق قذائف صاروخية من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل، فيما قصف الطيران الحربي الإسرائيلي مواقع في القطاع.

وجاء هذا التصعيد في أعقاب اعتداء قوات الاحتلال على المصلين في المسجد الأقصى واعتقال المئات منهم وإصابة العشرات، والسماح باقتحام المستوطنين للحرم القدسي.

اقتحام المستوطنين للأقصى، اليوم (Getty Images)

وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن اتصالات أجراها مع مسؤولين إسرائيليين كل من مصر والأردن ومبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، تور وينسلاند، خلال الليلة الماضية، بهدف التوصل إلى تهدئة. كذلك تشارك الولايات المتحدة في هذه الاتصالات، حيث تحدث السفير الأميركي في إسرائيل، توماس نايدس، مع مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.

وهاجم وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الجيش الإسرائيلي معتبرا أن غاراته في قطاع غزة "ضعيفة". وكتب في تويتر أنه "طلبت صباح اليوم عقد الكابينيت الأمني في أعقاب أحداث الليلة الماضية. وينبغي أن ترد بشدة الحكومة التي أشارك في عضويتها على إطلاق القذائف الصاروخية من غزة، وقذيفة صاروخية لحماس تستوجب ردا يتجاوز قصف كثبان رملية وأماكن خالية (من الناس). وحان الوقت لإنزال رؤوس في غزة. ويحظر التراجع عن معادلة تلزم برد جدي على أي قذيفة صاروخية".

وطالب رؤساء المعارضة في الكنيست بعقد اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، على إثر التصعيد الحاصل، وقالوا إن الكابينيت لم ينعقد منذ منتصف شباط/فبراير الماضي.

وقال رئيس المعارضة، يائير لبيد، إنه "لن يصدر أي شيء جيد لأمن إسرائيل عن كابينيت يجلس فيه متطرفون عديمو المسؤولية". واعتبر رئيس "المعسكر الوطني، بيني غانتس، أن "دولة إسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بوزير أمن مع وقف التنفيذ مقابل التحديات التي أمامها. وهذا صباح صعب في جنوب البلد، وأدعم سكان غلاف غزة، وواثق من أن الجيش الإسرائيلي سيعيد الهدوء بقوة وحزم واستهداف شديد للمنظمات الإرهابية".

وذكرت التقارير الإسرائيلية أن هذه الأطراف تمارس ضغوطا على حماس من أجل وقف إطلاق القذائف الصاروخية، وأن حركة الجهاد الإسلامي أطلقتها، وطالبت إسرائيل بوقف الاقتحامات في الأقصى والاعتداء على المصلين فيه.

ونددت وزارات خارجية الأردن ومصر والسعودية وتركيا وإيران باعتداءات الاحتلال الإسرائيلي في الأقصى، وطالبت بوقفه.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إنه توجد اتصالات حول تهدئة، معتبرا أنه بالإمكان لجم التصعيد في المرحلة الحالية، لكنه زعم أن الفلسطينيين بادروا إلى هذا التصعيد "الذي شمل دعوات في الشبكات الاجتماعية" للرباط في المسجد الأقصى.

إلا أن قوات الاحتلال اقتحمت المصلى القبلي في الحرم القدسي، واعتدت على المصلين بالضرب بأعقاب البنادق، قبيل صلاة الفجر، بهدف إفراغ المسجد من المصلين والتمهيد لاقتحامات المستوطنين. ويرجح أن انتشار مقطع فيديو وثّق هذا الاعتداء، دفع إطلاق القذائف الصاروخية من القطاع.

ونقل جيش الاحتلال الإسرائيلي رسالة عبر وسطاء إلى حماس، اعتبر فيها أن "الهدوء سيُقابل بهدوء"، وأنه يريد الامتناع عن تصعيد عشية الفصح اليهودي الذي يصادف مساء اليوم.

من جانبه، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، إن "العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى المبارك اليوم وما ارتكبه بحق المصلين والمعتكفين هي جريمة كبرى سيرد عليها الشعب ومقاومته بكل قوة".

وصف رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، ما يجري في المسجد الأقصى بأنه "جريمة غير مسبوقة ولها ما بعدها".

وحذّر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، الاحتلال الإسرائيلي من تجاوز الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة، والتي ستؤدي إلى الانفجار الكبير. وقال إنه "نحمّل حكومة الاحتلال كامل المسؤولية عن أي تدهور، وعليها التصرف بمسؤولية وأن توقف هذا العبث الذي سيكون له نتائج خطيرة على الجميع".

وفي هذه الأثناء، تتواصل استفزازات المستوطنين من حركات الهيكل المزعوم في محاولات "تقديم قرابين" في المسجد الأقصى. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن رئيس حركة "عائدون إلى الجبل"، رفائيل موريس، قوله إن "توجد استجابة واسعة هذه السنة بين ناشطين مستعدين أن يُعتقلوا خلال محاولة تقديم قرابين".

التعليقات