23/04/2023 - 16:23

الحكومة الإسرائيلية تعتزم مطالبة العليا برد التماس بشأن إخلاء الخان الأحمر

الحكومة ستسعى لتبرير موقفها عبر الادعاء بأنها تفاوض أهالي الخان الأحمر لإخلاء القرية وترحيل سكانها عبر "الاتفاق"، بالإضافة إلى "تداعيات سياسية ودولية وأمنية" محتملة في ظل التوترات الإقليمية.

الحكومة الإسرائيلية تعتزم مطالبة العليا برد التماس بشأن إخلاء الخان الأحمر

الخان الأحمر (Getty Images)

تعتزم الحكومة الإسرائيلية التوجه للمحكمة العليا، اليوم الأحد، بطلب لرد الالتماس الذي يطالب بتنفيذ أمر قضائي سابق بإخلاء قرية الخان الأحمر، المقامة على أراضي قرية أبو ديس على الطريق المؤدي إلى أريحا شرقي القدس المحتلة.

جاء ذلك بحسب ما أفادت تقارير إسرائيلية، اليوم، ولفتت إلى أن الحكومة تسعى لتبرير موقفها عبر الادعاء بأنها تعمل على التفاوض مع أهالي الخان الأحمر لإخلاء القرية الفلسطينية بـ"التراضي".

وتزعم الحكومة الإسرائيلية أنها تجري محادثات مع الأهالي في الخان الأحمر في محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن الإخلاء والترحيل، ومن المتوقع كذلك أن تكرر الحكومة الحجة التي استخدمتها في الماضي بأن الإخلاء القسري في هذا الوقت سيكون له عواقب سياسية وأمنية.

بن غفير وسموتريتش يعارضان

من جانبه، وجه الوزير في وزارة الأمن ووزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، رسالة إلى سكرتير الحكومة، وطالب بإرجاء تقديم "رد الدول" على الالتماس الذي يتضمن طلب الحكومة من المحكمة العليا تأجيل تهجير الخان الأحمر، المقرر خلال الأسابيع المقبلة.

وشدد سموتريتش على أن هذا الرد لا يتلاءم مع سياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية والسياسات التي يدفع بها هو نفسه في وزارة الأمن.

وادعى سموتريتش، في رسالته، أن الاتفاقات الائتلافية التي تشكلت على أساسها الحكومة الإسرائيلية الحالية، والاتفاق الثنائي الذي وقعه مع وزير الأمن، يوآف غالانت، تمنحه صلاحية تحديد رد الدولة على التماسات تتعلق بالمشاريع الاستيطانية والبناء الفلسطيني في المناطق الفلسطينية المصنفة (ج) بناء على اتفاق أوسلو.

وطالب سموتريتش بتعليق فوري لتقديم "رد الدولة" على الالتماس للمحكمة العليا، وعدم تقديم أي رد، إلى حين عقد اجتماع لبحث هذه المسألة مع الجهات المعنية، بما في ذلك النيابة العامة، وهي الجهة التي تمثل الحكومة بهذه الدعاوى القضائية.

وأصدر وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بيانا دعم فيه موقف سموتريتش، وشدد على ضرورة إخلاء الخان الأحمر وتهجير سكانه، عملا بالاتفاقات الائتلافية بين الليكود برئاسة نتنياهو وتيار "الصهيونية الدينية".

وفي أعقاب ذلك، قرر نتنياهو عقد اجتماع مصغر مساء اليوم، يضم سموتريتش وغالانت وبن غفير، لبحث مسألة رد الدولة على الالتماس الذي يطالب بتسريع عملية إخلاء الخان الأحمر وتهجير سكانه.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") قد أشارت إلى أن بنيامين نتنياهو قرر إرجاء ترحيل وهدم "الخان الأحمر"، إلى ما بعد شهر رمضان، وذلك تحسبًا من رد الفعل الفلسطيني والدولي.

يذكر أن الالتماس الذي يطالب الحكومة بتنفيذ قرار هدم القرية الفلسطينية وتهجير سكانها، مقدم من منظمة "ريغافيم" الإسرائيلية اليمينية المتطرفة التي تعمل على تعزيز المشروع الاستيطاني وتسريع عمليات الهدم للمباني الفلسطينية في مناطق (ج).

وفي شباط/ فبراير الماضي، قررت المحكمة العليا الإسرائيلية عقد جلسة للنظر بإخلاء وتهجير الخان الأحمر في الأول من أيار/ مايو المقبل، وردت طلب الحكومة بتأجيل تقديم ردها حول تهجير القرية الفلسطينية لمدة أربعة أشهر - حتى حزيران/ يونيو المقبل.

وبموجب هذا القرار، باتت الحكومة الإسرائيلية ملزمة بتقديم ردها للعليا بشأن موعد إخلاء وتهجير خان الأحمر حتى نيسان/ أبريل الجاري، علما بأن الحكومة طلبت تأجيل تقديم ردها إلى المحكمة بهذا الشأن تسع مرات.

وفي تشرين أول/ أكتوبر الماضي، منحت المحكمة العليا الإسرائيلية الحكومة (السابقة) مهلة جديدة في سلسلة قرارات مماثلة تنتهي مطلع شباط/ فبراير للرد على التماس جمعية "ريغافيم" الاستيطانية، بشأن تأجيل إخلاء تجمع "الخان الأحمر".

وضمن مسار قضائي طويل امتد لسنوات، أصدرت المحكمة العليا في 5 أيلول/ سبتمبر 2018، قرارا نهائيا بإخلاء وهدم التجمع بعد رفضها التماس سكانه ضد تهجيرهم وهدم الخان الأحمر المكون أغلبه من خيام ومساكن من الصفيح.

وفي حينه حذرت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتوا بنسودا، سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من هدم تجمع "الخان الأحمر". وقالت بنسودا آنذاك، إن التدمير الشامل للممتلكات "دون ضرورة عسكرية"، وتهجير السكان عنوة في أراض محتلة، يشكل جرائم حرب بموجب ميثاق روما".

وتعتبر سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الأراضي المقام عليها التجمع البدوي الخان الأحمر "أراضي دولة"، على حد تعبيرها، وتدعي أنه "بني من دون ترخيص"، وهو ما ينفيه السكان.

ويحيط بالتجمع مستوطنات إسرائيلية ويقع ضمن الأراضي التي تستهدفها سلكات الاحتلال لتنفيذ مشروع "E1" الذي يتضمن إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية لربط مستوطنة "معالي أدوميم" مع القدس وعزل المدينة عن محيطها، وتقسيم الضفة الغربية إلى قسمين، بما يؤدي إلى القضاء على خيار "حل الدولتين" وفق مراقبين فلسطينيين.

وينحدر سكان التجمع البدوي الذي يبلغ تعدادهم نحو 200 فلسطيني، من صحراء النقب، وسكنوا بادية القدس عام 1953، إثر تهجيرهم القسري من قبل السلطات الإسرائيلية. ويعيش السكان حالة من القلق والترقب، يخشون تنفيذ عملية الهدم والإخلاء.

وفي تصريحات سابقة، أوضح رئيس التجمع السكاني في "الخان الأحمر"، عيد الجهالين، إن "هناك مخاوف حقيقية من تنفيذ عملية الهدم، لكن السكان يصرون على البقاء، ولن يكون هناك هجرة جديدة". وأضاف "إذا ما هدمت إسرائيل المساكن نعيد بناءها".

واعتبر أن إسرائيل "تهدف إلى محو كل ما هو فلسطيني في المناطق المصنفة (ج)، وعملية الهدم والإخلاء في الخان الأحمر تعني سيطرة إسرائيلية على الأراضي من القدس حتى البحر الميت، وبالتالي تتم عملية فصل جنوب الضفة الغربية عن وسطها".

وقال الجهالين إن "اقتلاعنا من الخان بمثابة الطلقة الأخيرة على مشروع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة". وتابع: "المطلوب الآن وقفة تضامن حقيقية عربية وإسلامية ودولية مع الخان الأحمر، وعلى كل حر وشريف أن يأتي للتضامن".

التعليقات