24/04/2023 - 20:56

تل أبيب تدعو حميدتي والبرهان لعقد اجتماع "مصالحة" في إسرائيل

وفق التقرير، فقد كانت التقديرات في إسرائيل، حتى قبل أسبوعين من اليوم، تشير إلى أن "الاتفاق على حكومة مدنية، هو مسألة أيام"، مشيرا إلى تفاجُؤ إسرائيلي من تطوّر الأمور نحو معارك واشتباكات مسلحة.

تل أبيب تدعو حميدتي والبرهان لعقد اجتماع

من السودان (Getty Images)

دعت تل أبيب قائد الجيش السودانيّ، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات "الدعم السريع"، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، للحضور إلى اجتماع "مصالحة" في إسرائيل، يبحث طرفا النزاع في السودان خلاله، وقفا لإطلاق النار بوساطة إسرائيلية.

جاء ذلك بحسب ما أورد موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، في تقرير نشره مساء اليوم الإثنين، نقلا عن مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية، وصفهم برفيعي المستوى بدون أن يسمّهم.

كما يأتي ذلك فيما حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن أعمال العنف المتواصلة في السودان بين الطرفين المتحاربين، قد "تمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها".

ووفق التقرير، فقد كانت التقديرات في إسرائيل، حتى قبل أسبوعين من اليوم، تشير إلى أن "الاتفاق على حكومة مدنية، هو مسألة أيام"، مشيرا إلى تفاجُؤ إسرائيلي من تطوّر الأمور نحو معارك واشتباكات مسلحة.

ووفق مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية، فإنه منذ اندلاع القتال في السودان، نقل وزير الخارجية، إيلي كوهين، والمدير العام لوزارته، رونان ليفي "رسائل، وتحدّثا مباشرة إلى برهان وحميدتي"، ودعاهما لوقف القتال. كما بعث مسؤولون في الموساد برسائل إلى الجانبين في السودان، تطالبهما بوقف التصعيد، وفق التقرير.

وذكر التقرير أن المحادثات مع البرهان وحميدتي، قد شهدت تقدما في الأيام الأخيرة، وعرَض كوهين على الاثنين، الحضور إلى إسرائيل، وعقد اجتماع؛ "للتوصل إلى اتفاق من شأنه إنهاء القتال، واستئناف المفاوضات السياسية".

("أ ب")

وقال المسؤولون ذاتهم، إن كلا من البرهان وحميدتي "لم يستبعدا إمكانية حضور مثل هذا الاجتماع في إسرائيل"، مشيرين إلى أن الطرفين "ينظران إلى الأمر بشكل إيجابيّ".

ولفت التقرير إلى أن إسرائيل نسّقت تحرّكاتها الدبلوماسية بشأن السودان، مع الإدارة الأميركية، ومع دول أخرى في المنطقة، مثل الإمارات، و"أبلغتهم مسبقًا باقتراح عقد قمة مصالحة بين البرهان وحمدتي في إسرائيل".

وأشار التقرير إلى أن محاولة الوساطة الإسرائيلية، تذكّر بعملية الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، باستثناء أنه في الحالة السودانية، "تمتلك إسرائيل معرفة أعمق، وقدرة على ممارسة تأثير أكبر على الجانبين".

وفي سياق ذي صلة، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مساء اليوم: "تحدثنا مع الأطراف السودانية بشكل مباشر وندعم جهودا إفريقية للمساعدة في التوسط وإنهاء القتال".

وأضاف في تصريحات صحافية أدلى بها: "نهدف إلى استئناف المفاوضات التي كانت مستمرة قبل اشتعال الأزمة" في السودان "لإكمال التحول الديمقراطي".

وفي شباط/ فبراير الماضي، زار كوهين السودان، وبعد زيارته، أعلن مجلس السيادة السوداني حينها، أن رئيسه البرهان التقى وزير الخارجية الإسرائيلي في الخرطوم، وبحثا تعزيز آفاق التعاون المشترك لا سيما في المجالات الأمنية والعسكرية.

بينما أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي أن توقيع اتفاقية التطبيع مع السودان سيتم في واشنطن خلال شهور قليلة من العام الجاري.

وذكر تقرير "واللا" أن "الدافع الإسرائيلي" بدفع مصالحة بين الجانبين؛ "يتعلق جزئيا بخشية إسرائيلية من أن تدهور السودان إلى حرب أهلية جديدة، سيدمّر البلاد، ويمنع إقامة حكومة مدنية، ويزيل... إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والسودان".

من اليمين؛ "حميدتي"، والبرهان (Getty Images)

ونقل عن كوهين قوله، إنه "منذ اندلاع الاقتتال في السودان، تعمل إسرائيل من خلال قنوات مختلفة، للتوصّل إلى وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أن "التقدّم المحرَز في الأيام الأخيرة في المحادثات مع الطرفين، مشجّع للغاية".

وأضاف كوهين: "إذا كانت هناك طريقة يمكن لإسرائيل من خلالها المساعدة في وقف الحرب والعنف في البلاد (السودان)، فسوف نكون سعداء للغاية للقيام بذلك".

وفي سياق آخر، بحث وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، الإثنين، مع نظيره الإماراتي، ‏عبد الله بن زايد آل نهيان، جهود وقف التصعيد في السودان

جاء ذلك في اتصال هاتفي بين الوزيرين، وفق بيان للخارجية السعودية، ووكالة الأنباء الإماراتية، تزامنا مع استمرار الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني، وعناصر الدعم السريع، لليوم العاشر.

وأفادت الخارجية السعودية، في بيان، بأن وزيرها تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الإماراتي، هنأه بـ"نجاح عملية إجلاء المواطنين السعوديين وعدد من مواطني الدول الشقيقة والصديقة".

كما بحث الوزيران "الجهود الدولية المبذولة لوقف تطورات الأوضاع في السودان، والسبل الملائمة لوقف التصعيد".

ووفق وكالة الأنباء الإماراتية، أشاد عبد الله بن زايد آل نهيان بجهود السعودية في إجلاء رعايا بلاده، دون تفاصيل أكثر.

(Getty Images)

وبدأت السبت، عمليات إجلاء رعايا عدد من الدول العربية والأجنبية، وأعلنت الخارجية السعودية في بيان آنذاك، تنفيذها عملية إجلاء من السودان شملت 91 سعوديا، و66 أجنبيا بينهم رعايا دول عربية.

وفي السادس عشر من الشهر الجاري، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن إسرائيل ضالعة في اتصالات "تهدئة" مع طرفي المواجهات العنيفة التي اندلعت في السودان.

وأفاد موقع "واينت" الإلكتروني ("يديعوت أحرونوت") بأن "وزارة الخارجية الإسرائيلية ضالعة في محادثات بين أطراف المواجهات العنيفة في السودان، وتحاول نقل رسائل تهدئة".

وبحسب موقع صحيفة "يسرائيل هيوم" الإلكتروني، فإن مندوبين عن البرهان وعن خصمه حميدتي أجروا اتصالات مع إسرائيلي، في اليومين الأخيرين حينها، في أعقاب اندلاع المواجهات. وأضافت الصحيفة أن مندوبي إسرائيل طالبوا الطرفين السودانيين المتخاصمين بوقف التدهور العنيف وإعادة التهدئة. وأفادت الصحيفة بأنه يتوقع تأجيل التوقيع النهائي على اتفاق سلام بين إسرائيل والسودان.

ووفقا للصحيفة، فإن الحكومة الإسرائيلية توصلت إلى استنتاج بأنه لن يكون بالإمكان التوقيع على اتفاق سلام كامل بين إسرائيل والسودان قبل انتهاء المواجهات في السودان، وذلك خلافا لتقديرات إسرائيلية سابقة بأنه بالإمكان توقيع الاتفاق رغم عدم إنهاء الانتقال إلى حكم مدني.

التعليقات