12/05/2023 - 10:05

الشاباك وجيش الاحتلال يوصيان بالسعي لوقف إطلاق النار في غزة

الشاباك والجيش يوصيان بالسعي لوقف إطلاق النار وإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة؛ محادثات التهدئة عبر الوسيط المصري تواصلت طوال ساعات الليل، وسط حديث عن "عقبة" تحول دون التوصل إلى اتفاق.

الشاباك وجيش الاحتلال يوصيان بالسعي لوقف إطلاق النار في غزة

أطفال في بيت لاهيا على يبحثون عن مقتنايتهم تحت الدمار الذي خلفه الاحتلال (Getty Images)

أوصى رئيس جهاز أمن الاحتلال العام (الشاباك)، رونين بار، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، بالسعي لوقف إطلاق النار في غزة بزعم أن الاحتلال "تم استنفاد معظم أهداف الاغتيالات والتصفية"، بحسب ما أفادت تقارير إسرائيلية، صباح اليوم الجمعة، فيما تواصلت محادثات التهدئة عبر الوسيط المصري طوال ساعات الليل، وسط حديث عن "عقبة" تحول دون التوصل إلى اتفاق.

وجاءت توصيات بار وهليفي خلال المداولات الأمنية التي عقدت أمس، في مكتب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بمشاركة قادة الأجهزة الأمنية ومستشار الأمن القومي ووزير الأمن ووزير الأمن ووزير الشؤون الإستراتيجية، في أعقاب مقتل إسرائيلية في صاروخ للمقاومة أصاب مبنى في "رحوفوت"، جنوب تل أبيب.

وبحسب القناة 13 الإسرائيلية، فإن قادة الأجهزة الأمنية يعتقدون أنه "من الصواب السعي لإنهاء العملية"، وأضافت القناة، نقلا عن مصدر مطلع (لم تسمه)، أن رئيس الشاباك اتخذ موقفا أكثر حسما في هذه المسألة. علما بأن نتنياهو كان قد أعلن في أعقاب المداولات أنه قرر مواصلة "الحملة العسكرية" التي بدأت فجر الثلاثاء.

وأكد مصدر مطلع على المداولات الأمنية، في حديث لموقع "واللا"، ما أوردت القناة 13، وقال إن رئيس الشاباك أوصى بالسعي لإنهاء العملية العسكرية التي أطلق عليها الاحتلال تسمية "الدرع والسهم"، "على ضوء حقيقة أنه تم استنفاد معظم أهداف الاغتيالات".

وأضاف المصدر أن "رئيس الشاباك ورئيس الأركان أوصيا بأنه إذا لم يتم إطلاق النار من قطاع غزة، فعلى إسرائيل الامتناع عن الهجمات من جانبها إلا لغرض إحباط إطلاق النار على مواقع إسرائيلية"، وذلك خلال المباحثات في جلسة تقييم للوضع الأمني في قطاع غزة.

مباحثات وقف إطلاق النار "اصطدم بعقبة"

وتواصلت محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل والجانب المصري، طوال ساعات الليل، بحسب ما أفاد موقع "واينت" الإلكتروني، في حين قالت مصادر مصرية تحدثت لشبكة "بي بي سي"، إن اتفاق وقف إطلاق النار "اصطدم بعقبة"، في حين تشير التقارير إلى تراجع وتيرة القصف الإسرائيلي منذ ساعات، علما بأن آخر رشقة صاروخية أطلقتها فصائل المقاومة كانت في حدود الساعة العاشرة من مساء الأمس.

ووفقا للتقارير الواردة، فإن إسرائيل ترفض المطالب التي تطرحها حركة "الجهاد الإسلامي" عبر الوسيط المصري، الذي كان قد جمّد اتصالاته خلال الأمس مع الأطراف المعنية ضمن جهود الوساطة التي يبذلها لوقف إطلاق النار، قبل أن تُستأنف لاحقا.

وذكرت تقارير إسرائيلية أن مطالب حركة الجهاد تشمل الإفراج عن جثمان الشهيد حضر عدنان، والتزام إسرائيلي بوقف الاغتيالات التي تستهدف قادة المقاومة في غزة، وإلغاء "مسيرة الأعلام" التي ينظمها المستوطنون الأسبوع المقبل في القدس المحتلة.

"قد تنتهي المحادثات بـ‘تفاهمات شفهية‘"

في المقابل، قال مصدر إسرائيلي مطلع، تحدثت لموقع "واينت" إن "العقبة" التي يتحدث عنها الجانب المصري تتمثل برفض إسرائيل تقديم التزام بوقف عمليات الاغتيال والتصفية التي تستهدف قادة فصائل المقاومة في غزة، وأضافت أنه يجري العمل على إيجاد صيغة يتفق عليها الطرفان.

ولخص المصدر المساعي الأخيرة لوقف إطلاق النار بالقول: "إنهم (في حركة "الجهاد الإسلامي") يريدون الوصول إلى وضع لا توجد فيه اغتيالات بين الجولات القتالية. في واقع الأمر، منذ أكثر من عقد من الزمان لم تكن هناك اغتيالات دون إطلاق قذائف من قبل الجهاد"، وأشار إلى أن ذلك "قد ينتهي بتفاهمات شفهية كما كان الوضع في الماضي".

وذكر المصدر أن "رسالة إسرائيل إلى حركة الجهاد الإسلامي هي أنه مع كل لحظة تمر قد يخسرون المزيد من الموارد، لذلك عليهم الموافقة على وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن"، واعتبر أن "النقاش في الواقع، رمزي جدا، الجهاد تطلب التزامًا بشيء يحدث بالفعل عندما لا يطلقون النار. أي أنه لا توجد اغتيالات دون إطلاق قذائف".

وبحسب المصادر المصرية، فإن هذا الاتفاق سيُرفع للمناقشة بين الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وملك الأردن، الملك عبد الله الثاني، ووزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن.

محادثات "مكثفة وجدية" في القاهرة

في المقابل، وصل رئيس الدائرة السياسية لحركة "الجهاد الإسلامي"، محمد الهندي، إلى العاصمة المصرية، القاهرة، أمس، الخميس، وشارك في المحادثات التي تستمر اليوم، في محاولة للتوصل إلى اتفاق تهدئة يوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ فجر الثلاثاء الماضي.

وأوضح مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ"الأناضول"، أن ما يعترض التوصل للاتفاق إصرار "الجهاد الإسلامي" على الحصول على ضمانات تتعلق بوقف إسرائيل لسياسة الاغتيالات، وهو ما ترفض الأخيرة تقديمه حتى اللحظة. وأشار إلى أن المحادثات تسير "بشكل مكثف وجدي"، دون مزيد من التفاصيل.

وكان مصدر في حركة "الجهاد الإسلامي" قد تحدث مساء الخميس عن مناقشة "صيغة نهائية لوقف لإطلاق النار" في مصر. وأكد رئيس الدائرة السياسية في الحركة، الهندي، أن "المباحثات تستكمل اليوم" الجمعة، معبّرا عن أمله في أن "نصل الى اتفاق مشرّف يعكس مصلحة شعبنا والمقاومة".

وقالت مصادر قريبة من محادثات التهدئة إن مصر نجحت في خفض وتيرة التصعيد لإعطاء فرصة لإتمام صيغة نهائية للاتفاق. وأكد مصدر في الجهاد الإسلامي أن الحركة تشترط أن "تتعهّد اسرائيل بوقف الاغتيالات بغزة والضفة الغربية بضمان الإخوة في مصر"، مشددا على أن "هذا أهم شرط لوقف إطلاق النار".

واطلّع الأمين العام للجهاد الإسلامي، زياد النخالة، "على الورقة المصرية النهائية الليلة الماضية وجرى نقاشها في الأوساط القيادية في الحركة".

وفي بيان مقتضب صدر عن مكتب نتنياهو، مساء أمس، جاء أنه "رئيس الحكومة ووزير الأمن (يوآف غالانت)، أوعزا الجيش الإسرائيلي بمواصلة جباية ثمن باهظ من حركة الجهاد الإسلامي بغزة"، وأن "الحملة العسكرية في غزة ستستمر طالما كان ذلك ضروريًا".

وفي ما يتعلق بمساعي القاهرة للتوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار، قال مسؤولون إسرائيليون، مساء أمس، إن "فرص وقف إطلاق النار في الساعات القليلة المقبلة لا تتعدى الـ50%". وأضافوا "تجمدت الاتصالات مع المصريين خلال النهار، وفي مراحل كثيرة لم يكن ممكنا التواصل مع ‘الجهاد الإسلامي‘. إسرائيل تنتظر التطورات، لكن التهدئة ستقابل بتهدئة".

وذكر مسؤول إسرائيلي رفيع، تحدث لهيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، أن "إسرائيل معنية بالضغط على حركة حماس لدفعها إلى التحرك باتجاه وقف إطلاق النار"، وشددت المصادر على أن "الساعات القليلة المقبلة ستكون حاسمة في ما يتعلق بالذهاب إلى وقف إطلاق النار أو تصعيد الهجمات على غزة".

ومنذ فجر الثلاثاء، تنفذ مقاتلات إسرائيلية هجمات على غزة أسفرت عن استشهاد 31 فلسطينيا بينهم 6 أطفال و4 نساء، و5 من قادة حركة "الجهاد الإسلامي". وبدأت الفصائل الفلسطينية، الأربعاء، الرد برشقات صاروخية وصلت تل أبيب ومدن وسط البلاد، فيما تبذل أطراف إقليمية ودولية جهودا لوقف التصعيد الإسرائيلي.

التعليقات