13/07/2023 - 21:34

قبل مغادرته لواشنطن: هرتسوغ يبحث مع نتنياهو التطورات في الملف الإيراني

قبل زيارته إلى واشنطن على وقع تصاعد الأزمة بين حكومة نتنياهو وإدارة بايدن، الرئيس الإسرائيلي يجتمع مع نتنياهو ويبحث معه أبرز الملفات المطروحة على جدول الأعمال قبل سفره إلى الولايات المتحدة.

قبل مغادرته لواشنطن: هرتسوغ يبحث مع نتنياهو التطورات في الملف الإيراني

(Getty Images)

اجتمع الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، اليوم الخميس، برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في جلسة تعقد قبل أيام من زيارة مقررة للرئيس الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة، مع تصاعد الأزمة في العلاقات بين إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، وحكومة نتنياهو.

وجاء في الإعلان الرسمي عن الاجتماع بين نتنياهو وهرتسوغ أنه عقد في سياق اللقاءات الدورية للتنسيق بين الجانبين؛ وأن الاثنين بحثا "المواضيع المطروحة على جدول الأعمال، وعلى رأسها التهديد النووي الإيراني وأنشطة إيران الهادفة لزعزعة استقرار في المنطقة".

وقالت مصادر مقربة من رئيس الحكومة، لوسائل إعلام إسرائيلية، إن نتنياهو حدد لهرتسوغ "خطين أحمرين" لا يجب تجاوزهما في العلاقات مع الولايات المتحدة، قبل زيارته المتوقعة الأسبوع المقبل.

وبحسب المصادر، فإن نتنياهو أوضح لهرتسوغ أن "إسرائيل لن توافق على عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الخطير مع إيران، وستستخدم كل الوسائل لمنع طهران من الحصول على أسلحة نووية".

كما شدد نتنياهو على أن "إسرائيل لن توافق على سياسة ‘لا مفاجآت‘" في ما يتعلق بإيران، في إشارة إلى أن الولايات المتحدة تطالب إسرائيل بإبقائها على اطلاع مسبق على جميع الأنشطة والخطوات والإجراءات التي تتخذها ضد إيران.

ويأتي اجتماعهما قبل زيارة هرتسوغ إلى الولايات المتحدة المقررة الأسبوع المقبل، حيث سيلتقي بالرئيس الأميركي، جو بايدن، وسيلقي كلمة أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس الأميركي بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس إسرائيل.

كما سيجتمع الرئيس الإسرائيلي مع عدد من المسؤولين في الإدارة الأميركية من بيهم نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، وكذلك مع مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان. وسيبحث معهم القضايا المشتركة، بما في ذلك الملف الإيراني والأوضاع في الضفة الغربية المحتلة.

وقال البيت الأبيض، اليوم الخميس، إن الرئيس الأميركي سيستضيف الرئيس الإسرائيلي في البيت الأبيض يوم الثلاثاء 18 تموز، يوليو الجاري، مضيفا أنهما سيبحثان قضايا من بينها "التكامل الإقليمي لإسرائيل والعلاقات العسكرية الروسية مع إيران".

وجاء في بيان البيت الأبيض أن بايدن سيؤكد لهرتسوغ "أهمية القيم الديمقراطية المشتركة بين البلدين"؛ كما جاء في البيان أن "الجانبين سيناقشان سبل تعزيز تدابير عادلة للحرية، والازدهار، والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين".

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، في البيان، إن "الرئيسين سيبحثان تعميق روسيا علاقاتها العسكرية مع إيران وسلوك طهران المزعزع للاستقرار في المنطقة"، وفق البيان.

كما أشار البيت الأبيض إلى أن بايدن سبحث مع هرتسوغ "سلوك طهران الذي يزعزع استقرار المنطقة؛ بالإضافة إلى ذلك سيؤكد بايدن من جديد التزام الولايات المتحدة بأمن اسرائيل، وسيبحث الزعيمان فرص تعميق عملية اندماج إسرائيل بالمنطقة وجعل الشرق الأوسط أكثر سلاما وازدهارا".

وتتزامن زيارة هرتسوغ إلى واشنطن مع تصاعد الأزمة بين واشنطن وتل أبيب في ظل مساعي حكومة نتنياهو لإجراء تعديلات واسعة على النظام القضائي الإسرائيلي، ما أشعل خلافا علنيا نادرا مع البيت الأبيض، حيث دخلت إدارة بايدن على خط الأزمة، مطالِبةً بدايةً بتحقيق قدرٍ من التوافق على التعديلات المقترحة، قبل أن تدعو صراحة إلى التخلي عن الخطة برمّتها.

كما تأتي زيارة هرتسوغ لواشنطن بعد فترة تشهد تصعيدا عسكريا وأمنيا إسرائيليا في الضفة الغربية المحتلة مدفوعا بمساعي حكومة نتنياهو لبناء المزيد من المستوطنات رغم المعارضة الأميركية للخطوات أحادية الجانب في الضفة.

وفي تصريحات صدرت عنه أمس، اعتبر وزير الأمن الإسرائيلي السابق ورئيس "المعسكر الوطني"، بيني غانتس، أن "ما نراه هذه الأيام هو إلحاق ضرر إستراتيجي في العلاقات مع الولايات المتحدة. لم تكن أي قيادة مسؤولة لتسمح بذلك"؛ ووصف غانتس سلوك الحكومة بأنه "لعب بالنار على حساب مواطني إسرائيل".

ولم يستقبل البيت الأبيض نتنياهو بعد على الرغم من فوزه بولاية سادسة في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وهي إشارة إلى استياء الولايات المتحدة من سياسات حكومته نتنياهو التي وصفها بايدن علنا بأنها "الأكثر تطرفا" على الإطلاق.

وفي تقريره الإستراتيجي السنوي لعام 2023، كان "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، قد اعتبر أن أكبر تهديد إستراتيجي وأمني تواجهه إسرائيل في الوقت الحالي، يتمثل بإمكانية تدهور علاقاتها مع الدول الغربية والإدارة الأميركية، بسبب مخطط إضعاف الجهاز القضائي إلى جانب تغيير نمط العلاقات مع السلطة الفلسطينية.

وفي وقت سابق اليوم، نقل موقع "واينت" الإلكتروني عن وزير إسرائيلي من حزب الليكود خلال اجتماع مغلق، أمس، قوله إن "الإدارة الأميركية تتصرف تجاه نتنياهو بصورة غير نزيهة ومهينة. وليس من كرامة نتنياهو أن يستجدي لقاء (مع بايدن). هذا وضع صعب وإشكالي".

كذلك اعتبر قسم من الوزراء أنه كان يتعين على الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، أن يرفض دعوته إلى البيت الأبيض. إلا أن مصادر مقربة من هرتسوغ أفادت بأن الزيارة منسقة مع نتنياهو.

وسيسعى بايدن، حسب "واينت"، إلى استقبال حار لهرتسوغ، بحيث يظهر فرقا بين دعمه لإسرائيل وبين حكومة نتنياهو. وهذه ستكون ثاني زيارة لهرتسوغ إلى واشنطن خلال أقل من سنة، بينما يرفض بايدن دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض منذ عودته إلى منصب رئاسة الحكومة، في نهاية العام الماضي.

ولفت "واينت" إلى أن "إعادة تقييم" العلاقات أجرتها عدة إدارات أميركية في الماضي. فقد تم إجراء "إعادة تقييم" علاقات في المرة الأولى في العامين 1974 و1975، بمبادرة وزير الخارجية، هنري كيسنجر، على خلفية غضب الولايات المتحدة إثر رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية، يتسحاق رابين، الاستجابة لمطلبها بالدخول إلى مفاوضات حول اتفاق مرحلي بين إسرائيل ومصر.

التعليقات