01/08/2023 - 19:35

كوهين: طلبنا من السعوديين الموافقة على رحلات جوية مباشرة من تل أبيب إلى مكة

في ظل تضارب التقارير حول مدى تقدم الجهود التي تقودها واشنطن للتطبيع بين تل أبيب والرياض، وزير الخارجية الإسرائيلي يدعى أنه طلب من المسؤولين في السعودية الموافقة على تنظيم رحلات جوية مباشرة من تل أبيب إلى مكة.

كوهين: طلبنا من السعوديين الموافقة على رحلات جوية مباشرة من تل أبيب إلى مكة

(Getty Images)

ادعى وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، اليوم الثلاثاء، أنه "طالب السعوديين بالموافقة على تنظيم رحلات جوية مباشرة من تل أبيب إلى مكة"، زاعما أنه "من الممكن إحلال السلام مع السعودية في العام المقبل"، وذلك في ظل تضارب التقارير حول مدى تقدم الجهود التي تقودها واشنطن للتطبيع بين تل أبيب والرياض.

وجاءت تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي خلال جولة أجراها في النقب، وذلك غداة التصريحات التي صدرت عن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، الذي شدد على أن الطريق "لا يزال طويلا" أمام تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع السعودية، مستبعدا إمكانية تقديم أي تنازلات إلى الفلسطينيين في إطار اتفاق للتطبيع.

ولم يوضح كوهين الطريقة التي نقل بها طلبه بشأن الرحلات الجوية للجانب السعودي، علما بأن الإدارة الأميركية كانت قد سعت إلى دفع السعودية وإسرائيل لاتخاذ خطوات قد تترجم على أنها تعكس تقدما في جهود تطبيع العلاقات الثنائية قبل موسم الحج الأخير، بما في ذلك تنظيم رحلات جوية مباشرة.

وقال كوهين "آمل أن نتوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية قبل مارس المقبل". وأضاف "التوصل إلى سلام مع السعودية هو أمر مهم للاستقرار الإقليمي". وادعى أن "أحد الأشياء التي قلتها للسعوديين أن يوافقوا على إطلاق رحلات من مطار بن غوريون في تل أبيب إلى مكة، خصيصا لأداء مناسك الحج والعمرة من أجل سكان إسرائيل المسلمين".

واعتبر أن "السلام" مصلحة لجميع الأطراف، مضيفا "يدرك السعوديون أنه من الأفضل أن تكون لهم علاقات مع إسرائيل، (لإمكانية التعاون في مجالات) التجارة، الاقتصاد، والتكنولوجيا". فيما تتزايد على نحو غير مسبوق، تصريحات الوزراء والمسؤولين في إسرائيل خلال الأيام الأخيرة عن قرب تطبيع العلاقات مع السعودية.

ويسعى مسؤولون أميركيون منذ شهور للتوصل إلى اتفاق تاريخي للتطبيع مع السعودية، وقال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إنه سيكون خطوة كبيرة نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، لكن الرياض أشارت إلى أن الأمر مرهون بإقامة دولة فلسطينية وتنفيذ خطوات عملية على الأرض في إطار عملية سياسية مع الجانب الفلسطيني.

وأرسل الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأسبوع الماضي، مستشاره للأمن القومي، جيك سوليفان، إلى الرياض لمناقشة اتفاق محتمل، وقال يوم الجمعة "هناك تقارب ربما يكون جاريا"، وسط تقارير عن شروط سعودية من الجانب الأميركي، تتمثل بتطوير برنامج نووي مدني وحلف دفاعي مشترك وإبرام صفقات للحصول على أسلحة متطورة.

وقال هنغبي في تصريحات لهيئة البث العامة الإسرائيلية ("كان") إنه "يمكنني أن أتفق مع ما صرح به رئيس الولايات المتحدة في مقابلة قبل أيام قليلة، عندما قال إن الطريق لا يزال طويلا لكنه يعتقد أن من الممكن إحراز تقدم". وأضاف أن إسرائيل غير منخرطة في المباحثات الأميركية السعودية.

وأضاف "أستطيع القول إن إسرائيل لن ترضخ لأي شيء من شأنه أن يقوض أمنها". وردا على سؤال عما إذا كان ذلك يشمل إقامة الرياض لبرنامج نووي مدني على أراضيها، قال إن هذا ليس بحاجة لموافقة إسرائيل. وأضاف "عشرات الدول تدير مشروعات نووية مدنية، وتحاول توليد الطاقة من خلال الجهود النووية، لا يشكل هذا خطرا عليها أو على جيرانها".

في المقابل، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، كوهين، إن "إسرائيل أقرب الآن من أي وقت مضى من إبرام اتفاق سلام مع السعودية"، مضيفا أنه يتوقع الإعلان عن الاتفاق بحلول آذار/ مارس المقبل، قبل الانتخابات الأميركية المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، مشيرا إلى ما وصفه بـ""نافذة زمنية توشِك أن تفتح".

وأعرب وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية الدينية، من بينهم وزيرة المهام القومية، أوريت ستروك ("الصهيونية الدينية")، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير ("عوتسما يهوديت")، عن رفضهم لتقديم أي تنازلات (على غرار تجميد الاستيطان) للفلسطينيين في إطار اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية.

وفي هذا السياق، أشار كوهين إلى اتفاقات التطبيع التي أبرمتها إسرائيل مع بعض الدول العربية في وقت سابق، على غرار "اتفاقيات أبراهام" التي ضمت الإمارات والبحرين والمغرب، قائلا إن سياسات الحكومة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين "لا تشكل عقبة أمام السلام"، على حد تعبيره.

واعتبر كوهين أن هناك "مصلحة أميركية واضحة" في عقد اتفاقية سلام بين تل أبيب والرياض، في إشارة إلى حاجة إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن إلى إنجاز كهذا، قبيل الانتخابات الأميركية المقبلة، فيما أشار موقع "واللا" الإسرائيلي، أمس الإثنين، إلى أن البيت الأبيض يحاول التوصل إلى اتفاق مع السعودية حتى نهاية العام الحالي أو بداية العام المقبل، قبل أن يبدأ الرئيس بايدن، حملته الانتخابية.

بدوره، رفض هنغبي القول إذا كانت إسرائيل ستعارض برنامجا نوويا مدنيا سعوديا، وقال للإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، إن "إسرائيل والولايات المتحدة لن تسمحا بتخصيب اليورانيوم ’لأغراض عسكرية’. وليس لدى إسرائيل مؤشرات حول تفاهمات بين الولايات المتحدة والسعودية، ولا توجد مؤشرات كهذه حتى الآن. وعندما يعرضونها علينا، ستحافظ القيادة في إسرائيل على مصالحنا".

وكان وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، قد شدد في كانون الثاني/ يناير الماضي، على أن "الاتفاق على إقامة دولة فلسطينية سيكون شرطا مسبقا للسعودية لإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل". فيما تؤكد التقارير أن الرياض قدمت لواشنطن مطالب لقبول التطبيع مع إسرائيل "تشمل الحصول على أسلحة متطورة وإقامة تحالف دفاعي، ودعما أميركيا لبرنامج نووي سعودي".

التعليقات