02/10/2023 - 22:38

الخارجيّة الإسرائيليّة تجري محادثتَي "توبيخ" مع دبلوماسيين فرنسيين بشأن التوتر على الحدود مع لبنان

قال مسؤولون إسرائيليون، إن "الرسالة الموجهة إلى الفرنسيين هي أن القرار الذي يحاولون الترويج له يتجاهل تماما طلبات إسرائيل، ويتبنى الرواية اللبنانية بالكامل، بل ويجعل صياغة القرار أسوأ خلال المفاوضات".

الخارجيّة الإسرائيليّة تجري محادثتَي

قوات تابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) في منطقة كفر شوبا (Getty Images)

أجرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، مؤخرا، "محادثتي توبيخ" مع دبلوماسيين فرنسيين، أعربت خلالهما تل أبيب عن احتجاجها إزاء ما ترى أنه تبنٍّ من قِبل فرنسا لموقف الحكومة اللبنانية بشكل كامل وتجاهل تمركز "حزب الله" في المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل، بحسب ما أورد موقع "واللا" الإخباريّ، في تقرير نشره مساء الإثنين.

وذكر التقرير إلى أن فرنسا تُعدّ من الدول التي تتمتع بأكبر قدر من التأثير على الحكومة اللبنانية و"تقيم علاقات مع جميع الأحزاب السياسية في البلاد"، هم أيضا الذين قادوا قبل بضعة أسابيع صياغة قرار مجلس الأمن بشأن تمديد ولاية قوة المراقبة الدولية في جنوب لبنان (اليونيفيل).

ولفت التقرير إلى أن الخارجية الإسرائيلية لم تعلن عن عقد المحادثات، خلافا لما حدث في الماضي.

وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية وصفهم التقرير برفيعي المستوى، بدون أن يسمّهم، إنه خلال المفاوضات بشأن قرار مجلس الأمن بتجديد مهمة اليونيفيل في آب/ أغسطس الماضي، وضعت باريس "مسودّة تتبنّى بشكل شبه كامل موقف الحكومة اللبنانية، وتفرض قيودا على أنشطة اليونيفيل في جنوب لبنان".

ولفت إلى أن "الضغوط المضادة من الولايات المتحدة وإسرائيل وأعضاء آخرين في مجلس الأمن، قد أدت إلى تغيير المشروع الفرنسيّ، وعدم تضمينه في النهاية قيودًا على قوات اليونيفيل".

وفي 12 أيلول/ سبتمبر، تم استدعاء نائب السفير الفرنسي إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية، ووصف مسؤولون في الوزارة اللقاء بأنه "دعوة توبيخ"، وقالوا إن "سبب الخطوة هو السلوك الفرنسي في المفاوضات بشأن قرار مجلس الأمن بشأن اليونيفيل".

وذكر التقرير أن المسؤولين الإسرائيلين، قد أعربوا خلال المحادثة عن "خيبة أمل إسرائيل إزاء السلوك الفرنسي قبل وأثناء المفاوضات، وبخاصة في ضوء حقيقة أن وفدا من وزارة الخارجية والجيش الإسرائيلي، قد زار باريس قبل بضعة أسابيع، وعرض بالتفصيل تعزيز قوات ’حزب الله’ على الحدود، ومحاولات تقييد خطوات مراقبي الأمم المتحدة".

وقال المسؤولون أنفسهم، إن "الرسالة الموجهة إلى الفرنسيين هي أن القرار الذي يحاولون الترويج له يتجاهل تماما طلبات إسرائيل، ويتبنى الرواية اللبنانية بالكامل، بل ويجعل صياغة القرار أسوأ خلال المفاوضات".

وفق التقرير، فقد قال مسؤولون بوزارة الخارجية للدبلوماسي الفرنسيّ، إن "الوضع الذي يتعزَّز فيه حزب الله تحت مظلّة اليونيفيل، ويتجاهل مجلس الأمن ذلك، يجعلنا أقرب إلى صراع آخر (مع لبنان) ويثير الشكوك حول استمرار ضرورة وجود قوة مراقبين تابعة للأمم المتحدة".

كما قال مسؤولو وزارة الخارجية لنائب السفير الفرنسيّ، إنه في ضوء حقيقة أن فرنسا تدرك جيدا الوضع على الأرض و"لكنها اختارت تجاهله عن علم، فإنه ليس من المؤكد أن هناك أي جدوى من الحوار معهم حول الموضوع في المستقبل".

وأشار التقرير إلى أن نائب السفير الفرنسي قد أجاب أنه في ضوء حقيقة أن روسيا والصين تعارضان بشكل عامّ تمديد مهمة اليونيفيل، فإن فرنسا تحاول فقط التأكد من أن قوة المراقبين التابعة للأمم المتحدة لم توقف أنشطتها في جنوب لبنان، الأمر الذي من شأنه أن يعزز "حزب الله"، فيما قال المسؤولون الإسرائيليون إن الادعاء بأن روسيا تعتزم استخدام حق النقض ضد تمديد ولاية اليونيفيل، غير صحيح.

وذكر التقرير أنه في اليوم نفسه، حضر المسؤول عن السفارة الإسرائيلية في فرنسا، حاييم فاكسمان، إلى اجتماع مع كبار المسؤولين في وزارة الخارجية في باريس، للتعبير عن الاحتجاج ذاته.

ولفت إلى أنه قد جاء في البرقية التي لخّصت الاجتماع المذكور: "لقد وبّخهم فاكسمان بشدة".

وقالت السفارة الفرنسية في إسرائيل إن اللقاء بين نائب السفير الفرنسي ومسؤولي وزارة الخارجية لم يكن "استدعاءً"، ولم تقدمه وزارة الخارجية الإسرائيلية على هذا النحو.

وقال مسؤول في السفارة الفرنسية: "لقد قالوا فقط إنهم يريدون مقابلتنا ونحن ذهبنا لمقابلتهم".

وذكرت السفارة أنه خلال المفاوضات كان هناك تنسيق بين فرنسا وإسرائيل، وأن "الهدف الرئيسي لكلا البلدين هو تمديد ولاية اليونيفيل، وقد تحقَّق هذا الهدف".

كما ذكر المسؤول الفرنسيّ، أنه "خلال المفاوضات كان علينا أن نحاول تحقيق التوازن بين بعض القوى داخل مجلس الأمن. وكان هناك عدد من أعضاء مجلس الأمن الذين أيدوا الموقف اللبناني. في رأينا، نجحنا في تحقيق أفضل نتيجة يمكن توقُّعها".

وذكرت السفارة الفرنسية أن فرنسا تمكنت خلال المفاوضات من "إدخال عدة مواقف إسرائيلية في القرار، مثل ذِكر ميادين الِرماية في جنوب لبنان، وذِكر حاويات منظمة ’أخضر بلا حدود’ - وهي منظمة تعمل بمثابة منظمة لتغطية أنشطة حزب الله في المنطقة الحدودية مع إسرائيل"، بحسب التقرير.

وقال التقرير إلى أن الإدارة الأميركية، تحاول تهدئة التوتر على الحدود بين إسرائيل ولبنان، مشيرا إلى أن كبير مستشاري الرئيس جو بايدن، عاموس هوخشتاين، الذي وصفه التقرير بأنه كان "مهندس" اتفاقية الحدود البحرية بين البلدين، يحاول الآن، "بدء المفاوضات بشأن الحدود البرية بين البلدين"، على افتراض أن بدء مثل هذه العملية سيخفف التوترات.

التعليقات