24/10/2023 - 18:06

رهينة إسرائيلية أطلق سراحها تروي عن "المعاملة الجيدة" والمقاتلين "الودودين" في غزة

في الوقت الذي تحاول فيه المؤسسة الإسرائيلية استنفاد كل الجهود في الدعاية التي تسعى من خلالها لتبرير الحرب على غزة والمجازر بحق المدنيين، رهينة إسرائيلية أطلق سرحها من غزة تتحدث عن خاطفيها "الودودين والمهذبين"، الأمر الذي "ينسف" جهود "الهسبراه".

رهينة إسرائيلية أطلق سراحها تروي عن

يوشيفيد ليفشيتز في مستشفى "إيخلوف" (Getty Images)

قالت مسنّة إسرائيلية كانت رهينة لدى حركة حماس في قطاع غزة إنها تلقت "معاملة جيدة" من مقاتلي الحركة واقتيدت في "شبكة عنكبوتية" من الأنفاق، وذلك في مؤتمر صحافي عقد على الهواء مباشرة من مستشفى "إيخلوف" في تل أبيب، حيث أجرت فحوصات طبية، اليوم الثلاثاء، غداة الإفراج عنها بعدما أمضت أكثر من أسبوعين في الأسر، في تصريحات اعتبرها الجانب الإسرائيلي "ضربة قوية" للدعاية الإسرائيلية التي تهدف لتبرير الحرب على قطاع غزة والمجازر بحق المدنيين.

وقالت يوشيفيد ليفشيتز (85 عامًا) التي كانت تقيم في كيبوتس "نير عوز" بالقرب من قطاع غزّة المحاصر "عرفت الجحيم، لم أكن أعتقد أو أعلم قطّ أنني سأصل إلى هذا الوضع. شنّوا حملة هوجاء في الكيبوتس الخاص بنا، واختطفوني ووضعوني على دراجة نارية (...) وانطلقوا بي عبر حقول محروثة".

وأضافت فيما كانت ابنتها إلى جانبها "ضربني الرجال في الطريق. لم يكسروا ضلوعي لكنهم آذوني بشدة". وفي غزة، اقتيدت ليفشيتز، وفق قولها، إلى شبكة من الأنفاق تحت الأرض. وقالت "نزلنا تحت الأرض وسرنا كيلومترات في أنفاق رطبة لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات في شبكة عنكبوتية".

ومن هناك، تمّ نقلها إلى قاعة مع 25 رهينة أخرى، وبعدها إلى غرفة منفصلة مع أربعة آخرين حيث وُضعت على فراش. وتابعت في تصريحات لوسائل الإعلام أن مقاتلي الحركة "عاملونا بشكل جيد"، موضحة أن طبيبًا كان يزورها هي ورهائن آخرين كل يومين أو ثلاثة أيام.

وأوضحت ليفشيتز ردًا على سؤال عن سبب مدّ يدها لمصافحة أحد مقاتلي القسام لحظة الإفراج عنها وتسليمها إلى ممثلين للصليب الأحمر "عاملونا بلطف وقدّموا لنا كلّ ما نحتاج إليه". ووصفت ليفشيتز خاطفيها بأنهم "ودودون جدًا" و"مهذبون جدًا"، مشيرة إلى أنها كانت محتجزة برفقة أربع رهائن أخرى.

وقالت للصحافيين "بدوا مستعدّين لذلك، أعدّوا لذلك لفترة طويلة، وكان لديهم كل ما يحتاجه الرجال والنساء، بما في ذلك غسول الشعر". وتابعت "تناولنا الطعام ذاته الذي كانوا يتناولونه هم، أي رغيف خبز مع أنواع من الجبن والخيار. كانت تلك وجبة ليوم كامل".

وذكرت المسنّة أن أشخاصا من غزة اقتربوا من السياج الحدودي قبل أسابيع من عملية حماس و"أرسلوا بالونات حارقة لإشعال النار في حقولنا"، مضيفة "الجيش لم يأخذ الأمر على محمل الجد على ما يبدو". وتابعت "تسبب ذلك لنا بأذى كبير (...) الحكومة تخلّت عنّا".

وأثارت تصريحات الأسيرة المسنة، موجة من الغضب والاستياء في الأوساط الإعلامية والسياسية في إسرائيل، معتبرين أن التصريحات التي صدرت عنها والطريقة التي تحدثت فيها تشكل "ضربة قوية" و"تنسف" الدعاية الإسرائيلية في حربها على قطاع غزة، التي تحاول ربط حركة حماس بتنظيم "داعش" الإرهابي، لتبرير المجازر التي ترتكب بحق أهالي القطاع المحاصر.

وطالب مسؤولون في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قبيل المؤتمر الصحافي في مستشفى "إيخيلوف"، للأسيرة التي كانت محتجزة في غزة وتم الإفراج عنها أمس، ألا يتم القول إن مقاتلي حماس "اعتنوا بها جيدا"، وفق ما أفادت القناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية.

وأضافت القناة أن مكتب نتنياهو يصر على عدم نقل رسالة كهذه لعائلة الأسيرة وإنما لمستشفى "إيخيلوف" فقط؛ في المقابل، شن المعلقون والمحللون في قنوات التلفزيون الإسرائيلية على السلطات الإسرائيلية واتهموها بـ"فشلها في السيطرة على الحدث"، من خلال عدم تحركها لمنع تنظيم المؤتمر الصحافي دون تنسيق مع الأسيرة، وحثها على قول أمور معينة تخدم الرواية والدعاية الإسرائيلية، وتجنب تفاصيل أخرى.

ولفت المحللون الإسرائيليون إلى أن وسائل الإعلام ووكالات الإنباء الدولية شرعت بتداول هذه التصريحات حول "مقاتلي القسام الودودين" وحسن المعاولة التي حظي بها الأسرى الإسرائيليون لدى كتائب القسام، فيما استشهد أسيران على الأقل خلال الساعات الـ24 الماضية في سجون الاحتلال.

ووجهت جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية انتقادات حادة للحكومة الإسرائيلية والجهات التي "سمحت" بتنظيم المؤتمر الصحافي، ونقلت هيئة البث العام ("كان 11") عن مسؤول معني بجهود الدعاية الإسرائيلية (لم تسمه) أنه "هذا كان خطأ. ليست متؤكدا أن شخصا ما أجرى محادثات أولية حول الموضوع وطرح على نفسه الأسئلة اللازمة، ما حصل اليوم هو هجوم استهدف الدعاية" الإسرائيلية (الهسبراه).

ولفتت "كان 11" إلى أن الأسيرة الإسرائيلية المسنة اجتمعت أمس مع مسؤولون في منظومة الدعاية الإسرائيلية ومنسق شؤون الأسرى المفقودين الذي عينه نتنياهو حديثا، غال هيرش، وقدموا لها توجيهات حول التصريحات التي ينبغي أن تصدر عنها، كما أنها خضعت للتحقيق لدى الشاباك قبل الإدلاء بتصريحاتها.

التعليقات