25/10/2023 - 17:44

غوتيريش يعرب عن "صدمته" حيال "تحريف" تصريحاته بشأن الحرب على غزة

رفض الأمين العام للأمم المتحدة، الاتهامات بأنه برر هجمات حركة حماس على إسرائيل، في بيانه أمام مجلس الأمن، أمس الثلاثاء؛ وطالب بـ"وضع الأمور في نصابها الصحيح، على الأقل من باب احترام الضحايا وعائلاتهم"، لكن هذه التصريحات لم تهدئ غضب إسرائيل.

غوتيريش يعرب عن

غوتيريش في معبر رفح، الأسبوع الماضي (Getty Images)

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الأربعاء، عن "صدمته" حيال ما وصفه بـ"تحريف" تصريحات أدلى قبل يوم بشأن حماس أثارت غضب الجانب الإسرائيلي.

وقال غوتيريش للصحافيين إنه "صُدمت من تحريف بعض تصريحاتي التي أدليت بها في مجلس الأمن الدولي أمس (...) كما لو أنني كنت أبرر الأعمال الإرهابية التي تقوم بها حماس، هذا غير صحيح. كان العكس".

وأضاف "أعتقد أن من الضروري وضع الأمور في نصابها الصحيح، خاصة من باب احترام الضحايا وعائلاتهم".

وكان غوتيريش قد ألقى كلمة أمس، الثلاثاء، أمام اجتماع خاص لمجلس الأمن حول الحرب التي تشنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقال غوتيريش إنه يدين بشكل لا لبس فيه "الأعمال الإرهابية المروعة وغير المسبوقة التي ارتكبتها حماس في إسرائيل"، على حد تعبيره.

وأضاف "لا شيء يمكن أن يبرر قتل المدنيين وجرحهم واختطافهم عمدا أو إطلاق الصواريخ على أهداف مدنية. لكن يجب وضع ذلك في السياق، من المهم الاعتراف بأن هجمات حماس لم تأت من فراغ".

وقال غوتيريش إن "الشعب الفلسطيني يتعرض لـ56 عاما من الاحتلال الخانق. لقد رأى أراضيه تلتهمها المستوطنات بشكل مطرد، كما يعاني من العنف وخنق اقتصادهم وتهجير أهلهم وهدم منازلهم. لقد تلاشت آمالهم في التوصل إلى حل سياسي لمحنتهم".

واعتبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن غوتيريش حاول من خلال التصريحات التي صدرت عنه اليوم، التراجع عن تصريحات الأمس.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة في رده على الصحافيين، اليوم، إن "مظالم الشعب الفلسطيني لا يمكن أن تبرر الهجمات المروعة التي تشنها حماس. تلك الهجمات المروعة لا يمكن أن تبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".

لكن هذه التصريحات لم تهدئ غضب إسرائيل. وقال رئيس مؤسسة "ياد فاشيم"، داني ديان، في بيان "مذبحة اليهود على يد حماس في السابع من أكتوبر كانت إبادة جماعية في نواياها ووحشية لا تقاس في شكلها"، وفقا لمزاعمه.

وأضاف أن ذلك "يختبر صدق قادة العالم الذين جاءوا إلى ياد فاشيم وتعهدوا بأن المحرقة ‘لن تحدث مرة أخرى أبدا‘".

وقال إن "أولئك الذين يسعون إلى الفهم، ويبحثون عن سياق مبرر، ولا يدينون الجناة، ولا يطالبون بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المختطفين - يفشلون في الاختبار. لقد فشل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الاختبار".

وكان مسؤولون إسرائيليون قد أعربوا عن غضبهم، بسبب تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، بأن هجوم حماس على جنوب إسرائيل "لم يأت من فراغ".

وألغى وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، اجتماعا كان مقررا مع غوتيريش، بينما قال مجلس إدارة مؤسسة متحف ياد فاشيم، النصب التذكاري للمحرقة في إسرائيل، إن الأمين العام للأمم المتحدة "فشل في الاختبار".

وقال كوهين، الثلاثاء، "لن أجتمع مع الأمين العام للأمم المتحدة بعد مجزرة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، لا يوجد مكان لمقاربة متوازنة. يجب محو حماس من على الكوكب".

ودعا مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، غلعاد إردان، غوتيريش إلى الاستقالة، وقال إن "إسرائيل يجب أن تعيد النظر في علاقاتها مع المنظمة الدولية".

وهدد إيران بأن إسرائيل "سترفض منح تأشيرات لممثلي الأمم المتحدة. رفضنا بالفعل إعطاء تأشيرة لوكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث. غوتيريش يبرر المذبحة. لقد حان الوقت لتلقينهم درسا".

مجلس الأمن يصوت على مقترح أميركي وآخر روسي بشأن الحرب على غزة

وعلى صلة، يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في وقت لاحق، اليوم الأربعاء، على مقترحين مختلفين قدمت الولايات المتحدة أحدهما وروسيا الآخر بخصوص التحرك إزاء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر دبلوماسية.

ويسعى البلدان إلى استصدار قرار من المجلس يتعلق بالنقص في الغذاء والمياه والإمدادات الطبية والكهرباء في قطاع غزة. لكن الولايات المتحدة دعت إلى فترات وقف مؤقتة فحسب لإطلاق النار بهدف السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، في حين تريد روسيا وقفا إنسانيا لإطلاق النار.

التعليقات