02/11/2023 - 23:11

مسؤول إسرائيلي رفيع: قد نوافق على وقف الهجمات لبضع ساعات

الضغط الأميركي قد يدفع تل أبيب للموافقة على "وقف مؤقت للهجمات لبضع ساعات" ما قد يتيح إدخال المزيد من المساعدات لقطاع غزة المحاصر. تل أبيب تقول إن ذلك يعتمد على الظروف الميدانية والتطورات على الأرض.

مسؤول إسرائيلي رفيع: قد نوافق على وقف الهجمات لبضع ساعات

(Getty Images)

قال مسؤول إسرائيلي رفيع، مساء اليوم، الخميس، إن إسرائيل قد توافق على "وقف الهجمات لبضع ساعات" في قطاع غزة المحاصر، وذلك في ظل الضغط الأميركي على الحكومة الإسرائيلية لاتاحة دخول المزيد من المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر، وإجراء بعض التحركات التي تتعلق بالأسرى والرهائن لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة.

جاء ذلك بحسب ما أوردت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، نقلا عن مسؤول إسرائيلي رفيع، عشية زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، المقررة إلى إسرائيل، مشيرا إلى أنه سيطلب من تل أبيب "خطوات ملموسة" لتقليل الأذى اللاحق بالمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.

وشددت القناة الرسمية الإسرائيلية، على أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يدرس الامتثال للمطلب الأميركي بوقف مؤقت لإطلاق النار، أو حتى الحديث عن هدنة أو وقف مؤقت للهجمات من جانب واحد، غير أن الجانب الإسرائيلي يصر على أن "هذا الأمر يعتمد أيضًا على الظروف نفسها"، في إشارة إلى تطور العمليات العسكرية على الأرض.

وتشدد واشنطن على أن "الهدنة" التي تقترحها ليس وقفا لإطلاق النار، وإنما وقف مؤقت للهجمات "لتمكين المساعدات من الدخول ولخروج الرهائن والمحتجزين"، فيما ترفض واشنطن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرة أن ذلك "يمنح حماس الوقت لإعادة تنظيم صفوفها وشن هجمات جديدة".

وكان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، قد شدد في وقت سابق اليوم على أن "مفهوم وقف إطلاق النار ليس مطروحا على الطاولة حاليا على الإطلاق" في اليوم السابع والعشرين من الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة إثر هجوم القسام في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وقال بلينكن للصحافيين في قاعدة أندروز الجوية قبل توجهه إلى الشرق الأوسط "سنتحدث عن خطوات ملموسة يمكن وينبغي اتخاذها لتقليل الأذى الذي يلحق بالرجال والنساء والأطفال في غزة" مؤكدا "هذا أمر تلتزم به الولايات المتحدة". وكرر بلينكن أن بلاده تؤمن بأن إسرائيل "لها الحق بالدفاع عن نفسها" بعد هجوم حركة حماس.

لكن، تماشيا مع تحول خفيف في لهجة الرئيس جو بايدن، قال بلينكن إنه يشعر بالحزن إزاء مقتل فلسطينيين، وهو أمر يثير غضب الكثيرين في العالم العربي. وقال "عندما أرى طفلا فلسطينيا - صبيا أم فتاة - ينتشل من تحت أنقاض مبنى منهار، فهذا يؤلمني مثلما أشعر عند رؤية طفل في إسرائيل أو أي مكان آخر".

ماذا عن الوقود؟

وزعم هليفي أن إسرائيل ستنظر عند نفاده في السماح بنقل الوقود إلى المستشفيات في إطار إجراءات رقابية، في حين سارع مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، لإصدار بيان قال فيه إن الأخير لم يوافق على إدخال الوقود إلى قطاع غزة، في حين أشارت تقارير صحافية إلى أن "كابينيت الحرب" الإسرائيلي ناقش ذلك في ظل الضغط الأميركي.

ونقلت "كان 11" عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن "إسرائيل ستسمح بدخول الوقود إلى قطاع غزة في حال نفاده من المستشفيات"، زاعما أنه "لا توجد مشكلة وقود في المستشفيات في هذه المرحلة. ويتم فحص هذا الموضوع يوميًا".

وشدد المسؤول الأمني الإسرائيلي على أنه "إذا كان هناك نقص في الوقود، فإن إسرائيل ستسمح بنقله بطريقة محسوبة مع حساب عدد اللترات - وستركز نقل الوقود فقط إلى أقسام المستشفيات التي يمكث فيها المدنيون، وليس إلى جرحى القتال".

في المقابل، قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن إسرائيل ستواجه صعوبة في السيطرة على حركة الوقود داخل قطاع غزة ومنع وصوله إلى حركة حماس، لكن "الوقود سيذهب فقط إلى العلاج الطبي للمدنيين".

وقال مسؤول سياسي إن تل أبيب تبحث مع واشنطن إدخال مساعدات إنسانية لقطاع غزة، مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس. ونقلت "كان 11" عن مسؤول لم تسمه، قوله إن تل أبيب تبحث مع واشنطن إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، مقابل إطلاق عدد من الأسرى الإسرائيليين في غزة.

وأشارت الهيئة إلى أن تصريح المسؤول الإسرائيلي جاء تأكيدا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الخميس، قالت فيه إن وزير الخارجية، بلينكن، الذي يزور إسرائيل غدا، سيضغط عليها لموافقة على هدن متقطعة، بهدف تقديم المساعدات الإنسانية والسماح بالإفراج الآمن عن الأسرى في غزة.

وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن بلينكن سيطلب من الحكومة الإسرائيلية الموافقة على وقف الهجمات على غزة لفترات قصيرة ومتسلسلة من أجل السماح بإطلاق الرهائن وضمان سلامتهم، وتسهيل توزيع المساعدات الإنسانية.

وأضافت الصحيفة أن الضغط الذي يسميه مسؤولون أميركيون من أجل فرض "هدن إنسانية" سيكون من الملفات التي سيطرحها بلينكن خلال لقائه نتنياهو، وغيره من المسؤولين عندما يصل الجمعة إلى تل أبيب.

وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، إن البيت الأبيض يبحث فكرة فترات هدنة لمساعدة المدنيين في غزة ويعمل مع الاحتلال الإسرائيلي لتقليل الخسائر البشرية.

وأضاف في مؤتمر صحافي أن "ما نحاول القيام به هو استكشاف فكرة فترات الهدنة التي قد تكون ضرورية لمواصلة إدخال المساعدات ومواصلة العمل لإخراج الناس بأمان، بما في ذلك الرهائن".

وذكرت "نيويورك تايمز" أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، يواجه ضغوطًا متصاعدة من أجل التجاوب مع الأزمة الإنسانية التي يعاني منها سكان غزة، في ظل غياب الطعام والماء والدواء والوقود.

والأربعاء، أعلن الرئيس الأميركي ردًّا على امرأة قاطعته خلال تجمّع انتخابي، أنّه يؤيد "فترة توقف" في الحرب الإسرائيلية على غزة، من أجل السماح للأسرى بمغادرة القطاع.

وتفرض إسرائيل حصارا مطبقا على القطاع وقطعت عنه إمدادات الغذاء والوقود والكهرباء والماء. وبسبب نفاد الوقود، تتوقف المستشفيات الواحد تلو الآخر عن تقديم الخدمات، بينما هي مليئة بآلاف الجرحى والمرضى. ودخلت شحنات محدودة من المساعدات خلال الأسابيع الماضية إلى القطاع، لكنها لم تحمل وقودا.

وكانت إسرائيل قد منعت إدخال الوقود والكهرباء إلى غزة، فيما تقيد بشكل كبير جدا دخول الماء والغذاء والدواء منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي؛ وفي وقت سابق اليوم، زعم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، أن الوقود في القطاع لم ينفد.

ولليوم الـ27 يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد 9061 فلسطينيا، بينهم 3760 طفلا، وأصيب 32 ألف شخص، كما استشهد 133 فلسطينيا واعتقل نحو 1900 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.

التعليقات