تتواصل، في هذه الأثناء، الجهود التي يبذلها الوسطاء في محاولة لتمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة المحاصر ليوم واحد إضافي على الأقل، بحسب ما نقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر مصرية وصفتها بـ"المطلعة".
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في تلغرام
ووفقا للمصادر، فإن الاتصالات "جارية لمدّ الهدنة يومًا إضافيًا والضغط على إسرائيل للقبول بالقائمة الجديدة" التي تعرضها حركة حماس لتمديد الهدنة ليوم ثامن قد يكون الأخير، في ظل التعنت الإسرائيلي.
ويسعى الوسطاء، بحسب الصحيفة، إلى "إقناع الجانب الإسرائيلي بقبول تسلم ثلاثة جثامين لطفلين وسيدة ضمن قائمة جديدة إلى جانب 7 أسماء أخرى تنطبق عليها الشروط الخاصة بالهدنة"، علما بأن الجانب الإسرائيلي يصر على تسلم الرهائن الأحياء.
ووفقا للتقرير، فإن حركة حماس "أبلغت الوسطاء بأن القائمة التي يتم التفاوض بشأنها لمدّ الهدنة ليوم ثامن هي آخر الأعداد المتاحة تحت أيدي المقاومة"، من الفئة التي تنطبق عليها شروط الهدنة الحالية.
وأوضحت الحركة أنها "ستكون بحاجة لوقت إضافي للعمل على التواصل مع جهات مختلفة في قطاع غزة وفصائل أخرى بشأن وجود أسرى لدى هذه الفصائل" قد تنطق عليهم شروط الاتفاق الحالي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مصري قالت إنه "مطلع على الجهود المتعلقة بالوساطة" أن حركة حماس كانت قد اضطرت لإضافة ثلاث من الأسيرات والأسرى الأطفال لقائمة اليوم السابع بعد ما اعترضت تل أبيب على تضمين الجثامين الثلاث للطفلين وأمهما.
وقال المصدر المصري إن المسؤولين في الولايات المتحدة، يتوافقون مع الوسطاء في القاهرة والدوحة بشأن ضرورة قبول تل أبيب بالقائمة الجديدة لدى حماس بمكوناتها الحالية.
إسرائيل تستعد لاستئناف القتال
في المقابل، ذكرت التقارير الإسرائيلية أن المسؤولين في تل أبيب "يتوقعون تلقي قائمة جديدة الليلة عبر الوسيط القطري"، فيما تصر الحكومة الإسرائيلية على أن تحتوي القائمة على أسماء 10 نساء أحياء.
يأتي ذلك وسط تلويح بـ"استئناف الحرب والقتال" من الجانب الإسرائيل، وبحسب التقارير، فإن "إسرائيل لن تتنازل أو تتسامح مع أي محاولة من حماس لإدراج جثث" لرهائن فارقوا الحياة أو "أشخاص لا تنطبق عليهم الشروط الخاصة باتفاق الهدنة".
وكانت حركة حماس قد أعلنت مقتل ثلاثة أفراد من أسرة إسرائيلية كانوا قد احتجزوا رهائن في غزة في قصف إسرائيلي استهدف مناطق في القطاع، فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، إنه "لم يتسن التحقق" من ذلك.
وقالت حماس، أمس، إن شيرا بيباس وابنيها كفير وأرييل قتلوا في غارة جوية إسرائيلية. وبثت يوم الخميس لقطات لياردين بيباس، زوج شيرا ووالد الصبيين، وهو يتوسل طالبا من نتنياهو استلام جثثهم.
من جانبه، قال البيت الأبيض، الخميس، إن الولايات المتحدة ستواصل جهودها مع قطر ومصر لتمديد الهدنة الإنسانية في الحرب الإسرائيلية على غزة، فيما أعرب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الذي يزور إسرائيل، عن أمله في تمديد الهدنة.
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، الخميس، "لا نؤيد وقف إطلاق نار دائم في غزة، ولكن نريد رؤية الهدنة الإنسانية تمتد إلى 8 و9 و10 أيام وأكثر".
وأضاف أن إسرائيل وحماس "يجب أن تتفقا في نهاية المطاف على معايير تمديد هذا الاتفاق". وأعلن كيربي أن الولايات المتحدة ستدعم تمديد "الهدنة الإنسانية"، وأنها تعمل جاهدة لتمديدها.
وأوضح أنه "لا ينبغي تجاهل العمل الميداني الذي تم إنجازه خلال آخر أسبوع لتوصيل المزيد من الغذاء والماء والدواء والوقود لشعب غزة"، وشدد كيربي على أن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل.
وأكد أن إسرائيل أعلنت أنها ستواصل هجماتها على قطاع غزة المحاصر عندما تنتهي "الهدنة الإنسانية". وأفاد كيربي بأن واشنطن أرسلت مستشارين وخبراء عسكريين إلى إسرائيل لتزويدها بتجاربها في الحرب.
وأضاف أنه يجب اتخاذ "الإجراءات الأمنية المناسبة" لحماية المدنيين في جنوب غزة ومنع تعرضهم لأذى. وتابع أن بلاده لن تدعم أي عملية عسكرية ضد جنوب غزة ما لم يتم اتخاذ "الإجراءات الأمنية المناسبة".
التعليقات