14/12/2023 - 01:45

تقرير: إسرائيل تضع شرطين لعدم تصعيد المواجهة مع حزب الله

تقرير يتحدث عن شرطين إسرائيليين من شأنهما إنهاء كل أشكال وجود "حزب الله" في جنوب نهر الليطاني، وذلك لمنع تصعيد المواجهات مع حزب الله على جبهة لبنان إلى "عملية عسكرية واسعة" تشنها إسرائيل على لبنان.

تقرير: إسرائيل تضع شرطين لعدم تصعيد المواجهة مع حزب الله

جنود في جيش الاحتلال في المنطقة الحدودية مع لبنان (Getty Images)

ذكر تقرير إسرائيلي، مساء الأربعاء، أن إسرائيل كثفت خلال الأيام الماضية جهودها الدبلوماسية في محاولة لتحريك عملية سياسية من شأنها أن تفضي إلى إبعاد قوات حزب الله عن المناطق الحدودية جنوبي لبنان، وتحدث التقرير عن شرطين إسرائيليين وأن البديل عن الاتفاق لإبعاد حزب الله عن الحدود سيكون "شن عملية عسكرية واسعة النطاق".

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في تلغرام

وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، مساء الأربعاء، بأن تل أبيب "شرعت بجهود لتحريك عملية سياسية من شأنها أن تبعد قوة الرضوان التابعة لحزب الله عن المناطق الحدودية بشكل كبير، في إجراء سوف يرتكز على شرطين"، ونقلت القناة عن مسؤول أمني رفيع، قوله: "نقترب من مفترق طرق حيث سيتعين علينا اتخاذ قرارات إذا لم نتوصل إلى حل دبلوماسي".

ووفقا للقناة فإن الشرط الأول الذي تضعه إسرائيل يتمثل بإبعاد حزب الله إلى مسافة لا تقل عن 5-7 كيلومترات من المناطق الحدودية، بهدف عدم تمكينه في المستقبل من إطلاق النار مباشرة لاستهداف البلدات والمستوطنات الإسرائيلية في المنطقة الحدودية، ومنعه من تنفيذ عمليات تسلل واسعة للشريط الحدودي.

والشرط الثاني الذي تضعه إسرائيل، بحسب التقرير، يتمثل بمنع حزب الله من إعادة إقامة نحو 100 موقع رصد ومراقبة كان قد أقامها في المنطقة الحدودية، وهاجمها الجيش الإسرائيلي خلال المواجهات اليومية الدائرة على الحدود اللبنانية الجنوبية بين حزب الله وجيش الاحتلال، ولفتت القناة إلى أن هذا الشرط ينسجم مع الشرط الأول الرامي لإبعاد حزب الله.

وأشار التقرير إلى قناعة في تل أبيب بأن "السكان الذين تم إجلاؤهم من المستوطنات الشمالية منذ بداية القتال، لن يعودوا إلى منازلهم إذا لم يحدث تغيير عملي واضح بحيث يمكنهم ملاحظته بالعين المجردة"، ولفتت القناة إلى"إجماع في كابينيت الحرب على أنه دون ضغط سياسي لإبعاد حزب الله، لن يكون هناك مفر من عملية عسكري واسعة ضده".

وذكرت القناة أن الحكومة الإسرائيلية ترى ضرورة ببدء نقل موقفها من المواجهات مع حزب الله على الجبهة الشمالية إلى شركائها الدوليين في إطار عملية دبلوماسية، في محاولة للتحقيق أهدافها بإبعاد حزب الله أو الحصول على شرعية لعملية عسكرية قد تشنها ضد حزب الله في لبنان، في مرحلة لاحقة.

وبحسب التقرير، فإن الاتصالات من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي بشأن لبنان وإبعاد عناصر "حزب الله" من المنطقة الحدودية "باتت مكثفة في الأيام الأخيرة"، والمقترح الإسرائيلي بهذا الشأن هو "زيادة تواجد قوات اليونيفيل، ومن خلال الضغط على الحكومة اللبنانية، لإبعاد حزب الله عن الحدود".

وخلال الأيام الماضية، شرع الوزير في "كابينيت الحرب"، بيني غانتس، في سلسلة من الاتصالات شملت "رؤساء دول ووزراء خارجية من جميع أنحاء العالم بما في ذلك مع قادة دول عربية، لإجراء محادثات موسعة بشأن لبنان"، ولفتت إلى أن غانتس تحدث بهذا الشأن مع وزراء خارجية الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا.

كما يعتزم غانتس إجراء محادثات بهذا الشأن كذلك مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الخميس؛ والموقف الذي ينقله في المحادثات هي أنه "إذا استمرت هجمات حزب الله ولم تصبح المنطقة القريبة من السياج الأمني ​​خالية من مقاتليه، فلن يكون أمام إسرائيل خيار سوى شن عملية عسكرية واسعة النطاق في الشمال".

في المقابل، نفى مصدر نيابي في "حزب الله"، تحدث لصحيفة "العربي الجديد"، أن يكون حزب الله يعتزم التوصل إلى "اتفاق مع إسرائيل"، مشددا على أن "الجبهة الجنوبية في لبنان مرتبطة بجبهة غزة"، موضحا أن "الاحتلال وداعميه الأميركيين والغربيين لن يفرضوا أي مخطط مرتبط بجنوب الليطاني، مهما ارتفعت تهديداتهم".

وقال المصدر إن "على العدو أن يوقف خروقاته في لبنان، وينسحب من الأراضي المحتلة"، وذلك في ظل التقارير الإسرائيلية عن منطقة عازلة في منطقة جنوب الليطاني، تسمح بعودة المستوطنين إلى المستوطنات التي أخليت بفعل المواجهات العنيفة الدائرة منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ويأتي ذلك فيما تعهّد وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، قبل أيام، بدفع حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، سواء بالوسائل الدبلوماسية أو العسكرية، في حين برز الملف في زيارات دبلوماسيين وعسكريين غربيين إلى لبنان، لا سيما وإجراء محادثات في هذا الشأن، من بوابة شعار تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر عام 2006.

ويتوقع أن تُستكمل المحادثات بشأن هذا الملف خلال زيارة يرتقب أن تقوم بها وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، إلى لبنان، ليل الجمعة أو السبت، (هي الثانية لها منذ بدء المواجهات) في إطار جولتها على الكتيبة الفرنسية في قوات "اليونيفيل" في الناقورة جنوبًا.

وسبقت زيارة كولونا مباحثات هاتفية أجرتها مع الوزير في "كابينيت الحرب" الإسرائيلي، غانتس، شدد خلالها الأخير على أن "الواقع الذي يهدد فيه حزب الله بالوكالة عن إيران، سكان شمال البلاد، لا يمكن أن يستمر، ولفرنسا دور مهم، إلى جانب المجتمع الدولي، في القدرة على التحرك وبذل الجهود مع دولة لبنان من أجل إزالة التهديد".

التعليقات