19/12/2023 - 12:20

حملة تأثير أجنبية بالشبكة تعمق الفوضى والخلافات بالمجتمع الإسرائيلي

تقرير: الترجيحات في إسرائيل أن إيران تقف خلف هذه الحملة، التي تجري في الشبكات الاجتماعية وتبث رسائل سياسية متناقضة وتصنع شخصيات وهمية وحسابات مزورة وتحرض فئات على أخرى، ويتناقلها إسرائيليون بإعادة إرسالها

حملة تأثير أجنبية بالشبكة تعمق الفوضى والخلافات بالمجتمع الإسرائيلي

حملة التأثير رددت رسائل مؤيدة ومعارضة لخطة إضعاف القضاء (Getty Images)

رصدت منظمة "فيك ريبورتر" حملة تأثير في شبكة الإنترنت تهدف إلى "إثارة فوضى" في المجتمع الإسرائيلي وتعميق الشروخ فيه. ورجح تقرير حول الموضوع نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم، الثلاثاء، أن إيران تقف وراء حملة التأثير هذه التي تجري منذ سنتين من خلال شبكات اجتماعية.

وكشفت "فيك ريبورتر" بداية قناة في "تلغرام" عبارة عن مجموعة تعارف باسم "قلبين"، وانضم إليها مئات الإسرائيليين، وبدأت مضامينها تتغير بمرور الوقت، وصولا إلى تضمينها رسائل سياسية معقدة ومتناقضة أحيانا.

وفي إطار حملة التأثير هذه، "تغلغل العملاء، الإيرانيين على ما يبدو، إلى الشبكة الإسرائيلية قبل سنتين، ودفعوا حملة واسعة النطاق. وفي إطار حملة التأثير، التي جرت في شبكات اجتماعية متنوعة، وتم من خلال ذلك تحريض فئات من الجمهور ضد بعضها: اليسار مقابل اليمين، العلمانيون مقابل المتدينين، مؤيدو نتنياهو مقابل معارضيه"، حسب التقرير.

حملة التأثير عممت رسائل ضد ومع تشكيل حكومة نتنياهو - بن غفير (Getty Images)

وأشار التقرير إلى أن "الحملة غيرت رسائل وفقا لتطورات سياسية في إسرائيل، ونجح شريط مصور مزيف بانتشار واسع في أوساط الجمهور، وعكس مجتمعا متنافرا فيه الحاخامات يكرهون المثليين، والعلمانيين يحتقرون الحريديين، واليمينيين متأكدين من أن اليساريين سرقوا الانتخابات، وأن الجيش الإسرائيلي خان الجميع في 7 أكتوبر" إثر الإخفاق الأمني الإسرائيلي في توقع هجوم حماس.

وأضاف التقرير أن "وكلاء التأثير أنشأوا بنية تحتية واسعة لنشاطهم الرقمي في إسرائيل. وتم شراء أرقام هواتف إسرائيلية وأميركية، وصُنعت شخصيات محلية، وسُرقت هويات معروفة. وجرى تدشين حركات سياسية وهمية مع مجموعات واتس آب، قنوات تلغرام، صفحات فيسبوك وحسابات إنستغرام. وخُلقت مواقع إخبارية من لا شيء. وفُتح للحاخام الرئيس الإسرائيلي، شلومو عمار، قناة يوتيوب حصرية، ومزورة، وجرى من خلالها نشر مقولات كراهية. وتفاقم بشكل أكبر الخطاب السام أصلا ليائير نتنياهو، بواسطة تزوير إحدى تغريداته ونشرها بشكل واسع بين مؤيديه ومعارضيه".

ووفقا للتقرير، فإن شبكة التأثير بدأت تعمل منذ نهاية العام 2021 وحتى اليوم. "وبواسطة هويتهم المختلقة، أقام وكلاء الفوضى علاقات مع إسرائيليين حقيقيين، من اليمين واليسار، الذين نقلوا الرسائل المشوهة التي نُسجت وفقا للخلافات السياسية الدورية. وتناولت الحملة السرية في البداية موضوع الدين والدولة وحرضت ضد المثليين من جهة، وفي موازاة ذلك ضد الجمهور الحريدي الذي يلاحقهم".

حريديون في القدس (Getty Images)

وتابع التقرير أنه بعد ذلك انتقل الوكلاء الأجانب إلى يوم الانتخابات: قالوا لمؤيدي نتنياهو أن الانتخابات سُرقت، فيما قُصف معارضوه بمضامين ضد حكومة نتنياهو – بن غفير الآخذة بالتشكل، وشجعوهم على التظاهر وكذلك على الهجرة من البلاد. ثم ركزت الحملة على المظاهرات ضد الانقلاب على النظام القضائي، وقبل شهرين تغير التركيز ليتحول إلى صور من هجوم حماس في "غلاف غزة"، وشمل رسائل حول "خيانة من الداخل وأنشطة تؤيد وتعارض إعادة المخطوفين. والهدف في هذه الحالات الثلاث مشابه: زيادة تطرف التوترات القائمة في المجتمع".

ونقلت الصحيفة عن باحثة في منظمة "فيك ريبورتر" قولها إنه "نرى تطورا كبيرا في تعقيدات حملات التأثير الأجنبية في إسرائيل، واختيار مصطلح ’إسرائيل الثانية’ يدل على معرفة كبيرة بالخطاب الإخباري، الخطاب الداخلي في الشبكات، ورواد الرأي في المعسكرات الحزبية المختلفة".

وأضافت أنه "بالرغم من ذلك، فإننا نرصد بواطن ضعف كثير أيضا في الشبكات الأجنبية: المضمون الأصلي الذي تنتجه واللغة التي يستخدمونها، تدل على أن أمامها طريقا طويلة كيف تفهم المجتمع الإسرائيلي والسياقات الثقافية والاجتماعية بشكل أعمق. وإذا لم تجد الدولة طريقة لمكافحتها، سيأتي اليوم الذي فيه سيكون رصدها أصعب بكثير".

التعليقات