20/12/2023 - 11:08

نتنياهو يرفض تغيير شكل الحرب بسبب ضغوط اليمين الفاشي

تقرير: "يتبلور في المستوى السياسي وجهاز الأمن الإدراك أن الحرب في قطاع غزة ستنتقل إلى مرحلتها الثالثة – التركيز على اقتحامات عسكرية واسعة بدلا من المناورة البرية، دون تحقيق أهداف إسرائيل. فهذه آمال تصطدم مع الواقع"

نتنياهو يرفض تغيير شكل الحرب بسبب ضغوط اليمين الفاشي

دمار هائل في جباليا جراء القصف الإسرائيلي، نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي (Getty Images)

دار سجال صاخب بين وزراء في الكابينيت السياسي الأمني، بينهم إيتمار بن غفير وميري ريغف، وبين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، على خلفية "تخوف أخذ يتعمق" في اليمين من تقليص ضراوة الحرب على غزة، من دون أن تتحقق في هذه الأثناء أهداف إسرائيل المعلنة، بالقضاء على حركة حماس وإعادة المحتجزين في غزة وإنشاء وضع أمني جديد في "غلاف غزة".

في هذا السياق، ذكر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن "هذه الآمال تصطدم مع الواقع"، وأن عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، المتواصلة منذ شهرين ونصف الشهر، "لم تؤد إلى انهيار كامل لمنظومة القادة والسيطرة في حماس، ولم تضعف الروح القتالية لدى مقاتليها".

وأفاد هرئيل بأنه "يتبلور في المستوى السياسي وجهاز الأمن الإدراك أن الحرب في قطاع غزة ستنتقل إلى مرحلتها الثالثة – بعد المرحلة الجوية ومرحلة المناورة البرية – خلال الشهر المقبل".

وسيتمثل التغيير، بموجب توصية أميركية، بإقامة منطقة عازلة عند حدود القطاع، وربما عزل شمال القطاع عن جنوبه، وتقليص عديد قوات الاحتياط، وشن اقتحامات عسكرية بمستوى ألوية، بدلا من الفرق العسكرية الأربع التي تنفذ المناورة البرية حاليا.

كبينيت الحرب الإسرائيلي خلال لقائه مع أوستن، أول من أمس (مكتب الصحافة الحكومي)

والمداولات حول ذلك في إسرائيل تتركز على توقيت هذا التغيير، وما إذا سيتم في منتصف كانون الثاني/يناير المقبل أم في نهايته. وأشار هرئيل إلى وجود "عقبة مركزية واحدة" وهي الوضع السياسي لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي يخشى من انهيار ائتلافه تحت ضغوط اليمين المتطرف في حكومته.

وأوصت الإدارة الأميركية والبنتاغون والقيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم) بتغيير شكل الحرب في الفترة القريبة، لكنها لا تمارس ضغوطا على إسرائيل في هذا الاتجاه، حسب هرئيل.

وسبب آخر يتعلق "بالأعباء غير المسبوقة" على قوات الاحتياط "وتأثيره طويل المدى على الاقتصاد. فمئات الآلاف منهم يخدمون منذ شهرين ونصف الشهر تقريبا بشكل متواصل ويتزايد ثِقل تأثير ذلك على العائلات، المصالح التجارية والتعليم. وستكون هناك ضرورة لأخذ ذلك بالحسبان وإجراء تغييرات بانتشار الجيش، الشهر المقبل".

وخلال اجتماع الكابينيت، أول من أمس، قال هليفي إنه استغرق الأميركيين عشر سنوات لقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، بعد هجوم 11 أيلول/سبتمبر 2001. وأضاف هليفي أنه "سيستغرق إسرائيل وقتا أقل لاغتيال يحيى السنوار". ورأى هرئيل بذلك أن إسرائيل "ستغير شكل الحرب قبل أن تحقق أهدافها".

قوات إسرائيلية عند حدود قطاع غزة (Getty Images)

وأشار هرئيل إلى أن نتنياهو قد يمنع تنفيذ الخطط لتغيير شكل الحرب، لأن بقاءه في الحكم على رأس اهتماماته، ولذلك، من الجائز أن يخوض مواجهة مع الإدارة الأميركية، على خلفية استمرار الحرب بشكلها الحالي من أجل الحفاظ على حزبي اليمين المتطرف، بقيادة بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، داخل حكومته.

وأضاف هرئيل أنه في هذه الحالة ستنتقل الكرة إلى وزراء كتلة "المعسكر الوطني"، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، بشأن بقائهما في الحكومة، التي انضموا إليها بعد نشوب الحرب مباشرة، أو الانسحاب منها.

وفيما يتعلق بحزب الله في لبنان، أشار هرئيل إلى أن "النقاش كله حول الحرب في القطاع مرتبط مباشرة بما يحدث في جبهة لبنان أيضا. وخلال زيارة وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، لإسرائيل أول من أمس، تم تقديم موقف قاطع من جانب واشنطن: الحل للتوتر في الشمال سياسي وحسب".

وترددت تقارير في إسرائيل، مؤخرا، حول مسعى أميركي لترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل وانسحاب الأخيرة من مزارع شبعا، مقابل إبعاد قوات حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، بينما "إسرائيل لا تزال متشككة حيال احتمالات نجاح مبادرة كهذه، لكنها ستمنح وقتا لها"، حسب هرئيل.

التعليقات