21/12/2023 - 22:43

تقارير إسرائيلية: "مفاوضات الإفراج عن الرهائن ليست عالقة لأنها لم تبدأ"

إسرائيل ترفض التسليم بفشل المساعي لاستئناف المفاوضات الرامية للإفراج عن أسرى إسرائيليين لدى فصائل المقاومة في غزة رغم تأكيد حماس على أنه "لا تفاوض قبل وقف الحرب"، تل أبيب تعول على محادثات الوسطين المصري والقطري مع قادة حركة حماس.

تقارير إسرائيلية:

متظاهرون في تل أبيب يطالبون بالعمل على صفقة تضمن إعادة الرهائن أحياء (Getty Images)

حاولت التقارير الإسرائيلية التقليل من تأثير إعلان حركة حماس عن قرار الفصائل الفلسطينية بأنه "لا حديث حول الأسرى ولا صفقات تبادل" مع إسرائيل "إلا بعد وقف شامل للحرب على قطاع غزة"، وأشارت إلى أن المساعي لاستئناف المفاوضات لا تزال في مراحلها الأولى، ومن "السابق لأوانه نعي" هذه الجهود.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

ويستدل من التصريحات التي أدلى بها مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى لوسائل إعلام إسرائيلية وأجنبية، أن تل أبيب تعوّل على المحادثات التي يجريها الوسيط المصري في القاهرة مع وفد حركة حماس الذي يترأسه رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، لتحريك المفاوضات، وكذلك على محادثات لاحقة لقادة حماس مع الوسيط القطري.

ونقلت موقع "واللا" الإسرائيلي عن مسؤولَين رفيعي المستوى في الحكومة الإسرائيلية قولهما إن "إسرائيل لم تتلق حتى الآن أي رد رسمي من حماس عبر الوسطاء القطريين والمصريين في ما يتعلق باقتراح تجديد المفاوضات حول التوصل لصفقة جديدة لإطلاق سراح الرهائن" الإسرائيليين في غزة.

وقال أحد هذين المسؤولَين إن "وفد حماس لا يزال موجودا في مصر لإجراء محادثات مع عناصر المخابرات المصرية بشأن الاقتراح الإسرائيلي ومن المتوقع أن يعود إلى الدوحة خلال عطلة نهاية الأسبوع، للقاء رئيس الوزراء القطري لإجراء محادثات ومناقشات في هذا الشأن".

وشدد مسؤول إسرائيلي رفيع على أنه ""المفاوضات لم تتوقف لأنها لم تبدأ بالأساس"، وتابع "إسرائيل قدمت عرضا ونقدر أننا سنتلقى ردا من الوسطاء القطريين خلال أيام قليلة"، ووفقا للتقارير، فإن العرض الإسرائيلي يتمثل بـ"هدنة لمدة أسبوع مقابل إطلاق سراح أربعين محتجزا من النساء والأطفال والذكور غير العسكريين".

يأتي ذلك وسط تباعد في المواقف، إذ تطالب حماس بوقف كامل للقتال قبل إجراء أي مفاوضات بشأن مصير الرهائن، بينما تبدي إسرائيل استعدادا لهدنة مؤقتة وترفض أي وقف لإطلاق النار قبل "القضاء" على فصائل المقاومة في قطاع غزة، فيما تتواصل الجهود على عدة جبهات لمحاولة التوصل إلى هدنة جديدة.

وعلى صلة، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن "مسؤول مطلع على المفاوضات"، قوله "من السابق نعي المفاوضات، رغم إعلان حماس. في الأيام المقبلة، من المتوقع إجراء محادثات مهمة بين قطر ومصر وحماس، وبعد ذلك ستتلقى إحاطة بالمستجدات وستكون قادرة على تحديد ما إذا كانت المحادثات تتقدم وفي أي اتجاه".

بدورها، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي وصفته كذلك بـ"المطلع"، قوله إن "كنا نعلم منذ البداية أن الأمر سيكون صعبًا ومعقدًا؛ نحن مصممون على قلب كل حجر بهدف النجاح في تسجيل تقدم رغم العوائق"، وأشار إلى تعويل إسرائيل على ضغط إدارة بايدن على الوسطاء لتحريك المفاوضات.

وأشارت القناة إلى إجماع في "كابينيت الحرب" الإسرائيلي على عدم "وقف القتال" في قطاع غزة بأي حال من الأحوال، في حين يفسر المسؤولون في كابينيت الحرب موقف حركة حماس بشكل مختلف، إذ يرى آخرون أن الحركة تناور لتحقيق مكاسب في المفاوضات، في حين يرى آخرون أنها مصممة بالفعل على عدم التفاوض في ظل الحرب.

من جهة أخرى، نقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين على المفاوضات، أن تل أبيب تدرس إمكانية "تحسين" العرض الذي تقدمه لحركة حماس عبر زيادة عدد أيام الهدنة لتصل إلى نحو أسبوعين، وتمديدها مقابل إطلاق سراح المزيد الرهائن؛ وأشارت إلى ضغوط يمارسها الوسطاء على حماس للدفع باتجاه صفقة جديدة.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر مطلعة على المحادثات مع الوسطاء، قولهم إن تل أبيب لا ترى أن المفاوضات وصلت إلى "طريق مسدود" وذلك على الرغم من "الفجوة الكبيرة" بين ما تشترطه فصائل المقاومة ما قد توافق سلطات الاحتلال على تقديمه، وقالت المصادر: "وفد قطري يتواجد حاليًا في مصر لمناقشة البدائل المختلفة الممكنة".

وذكرت الصحيفة أن رئيس الموساد، دافيد برنياع، الذي يقود المحادثات مع الوسطاء، "سيجتمع مجددا خلال الأيام المقبلة مع مسؤولين قطريين، في محاولة للدفع نحو تجديد قناة الاتصالات غير المباشرة مع حركة حماس"، ووصفت المصادر الجولة الحالية من المحادثات بأنها "أكثر صعوبة وتعقيدًا من الجولة السابقة".

وفي وقت سابق اليوم، قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، في إحاطة لصحافيين أجانب، إنه "لا توجد مفاوضات حاليا حول صفقة تبادل أسرى ورهائن مع حركة حماس"، وأوضح أنه خلال اللقاءات الإسرائيلية مع الوسطاء "أبدينا استعدادا للتوصل إلى اتفاق".

وأضاف "أوضحنا أننا مستعدون للمواصلة من حيث توقفنا في المرة الماضية (في إشارة إلى اتفاق هدنة المؤقتة التي استمرت أسبوعا بين 24 تشرين الثاني/ نوفمبر ومطلع كانون الأول/ ديسمبر وشملت الإفراج عن 105 رهائن و240 أسيرا في سجون الاحتلال)، بما يشمل تحرير كافة النساء. يجب القيام بذلك في إطار صفقة جديدة".

يأتي ذلك على خلفية تصاعد احتجاج عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة واعتصامهم قبالة مقر وزارة الأمن في تل أبيب، للمطالبة بمنح الأولوية لإعادة المحتجزين أحياء في صفقة تبادل وبأي ثمن، مطالبين بـ"بدء مفاوضات" عبر الوسطاء مع حركة حماس لتأمين الإفراج عنهم.

وفي وقت سابق، قال متحدث كتائب القسام، أبو عبيدة، إن "مسار استعادة العدو لأسراه هو التبادل، واستمرار العدوان لا يسمح بإطلاق سراح الأسرى مطلقا فضلا عن استحالة عملية تحريرهم بالعمليات العسكرية المباشرة". وجدد تأكيد حركته على ضرورة "وقف العدوان والدخول بالتفاوض بمساراته المعروفة عبد الوسطاء، في حال أراد العدو أسراه أحياء".

التعليقات