02/01/2024 - 09:55

تقرير: إسرائيل تسرح قوات احتياط من غزة وتخطط لاستمرار الحرب لفترة طويلة

مغادرة حاملة الطائرات "جيرالد فورد" المنطقة وعودتها للولايات المتحدة "لا تبشر بالخير بالنسبة لإسرائيل" وفي خلفية ذلك التوتر بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو بسبب تصريحات متكررة حول تهجير الفلسطينيين وعودة الاستيطان للقطاع

تقرير: إسرائيل تسرح قوات احتياط من غزة وتخطط لاستمرار الحرب لفترة طويلة

مخيم النازحين من شمال القطاع في رفح، أمس (Getty Images)

سرّح الجيش الإسرائيلي عددا من ألوية قوات الاحتياط، وبدأ يقترب من الانتقال إلى ما يوصف بالمرحلة الثالثة من الحرب على غزة، بشكل غير معلن، على إثر تراجع في شدة القتال في شمال قطاع غزة، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الثلاثاء.

وأضافت الصحيفة أن نسبة الخسائر الإسرائيلية التي سجلت في الأيام الأخيرة كانت منخفضة قياسا بالأسبوعين السابقين، وعزت ذلك إلى تقليص في المناطق التي يدور فيها القتال في القطاع.

إلا أن إسرائيل لا تزال تعتبر أن الحرب على غزة ستستمر لفترة طويلة. وفيما يتحدث وزير الأمن، يوآف غالانت، عن استمرار الحرب لسنة، فإن قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي تتحدث عن استمرار الحرب لفترة تتراوح بين سنة وسنتين، وفقا للمحلل العسكري في الصحيفة، عاموس هرئيل.

وحسب الخطط العسكرية، فإن عديد القوات سيتراجع قياسا بحجمها خلال المناورة البرية في القطاع، لكن حجم القوات سيبقى كبيرا، قياسا بالفترة قبل الحرب، "لاحتياجات دفاعية وكذلك لمواصلة الهجوم داخل القطاع. كما سيتم الحفاظ على انتشار قوات معززة عند الحدود اللبنانية طوال العام 2024، وحتى في عدم حدوث تصعيد أوسع، حسب هرئيل.

قوات إسرائيلية وذخيرة مدفعية عند حدود قطاع غزة، أمس (أ.ب.)

وينفذ الجيش الإسرائيلي "عمليات هندسية واسعة" في المناطق الواقعة داخل القطاع والمحاذية لحدوده، التي يعتزم الجيش الإسرائيلي إقامة منطقة أمنية عازلة ويحظر دخول الفلسطينيين إليها.

وأضاف هرئيل أن آلاف المواطنين الفلسطينيين عادوا إلى الأحياء ومخيمات اللاجئين المدمرة في شمال القطاع. "وعمليا، الجيش الإسرائيلي لا يسيطر على ذلك بشكل كامل، وعلى الأرجح أن مقاتلي حماس بلا زي عسكري أو أسلحة ظاهرة يتحركون بين المواطنين. وهذا يحدث بالأساس في المناطق التي قلص الجيش الإسرائيلي قواته في شمال القطاع".

وأشار هرئيل إلى أن حزب الله لا يزال يطلق قذائف باتجاه شمال إسرائيل بشكل محدود نسبيا، وأن أمينه العام، حسن نصر الله، يحاذر من الانجرار إلى حرب شاملة ضد إسرائيل. وأضاف أن "المصيبة هي أن كلا الجانبين يسيران على الحافة، فيما هذه المواجهة تشمل تدريجيا أهدافا إيرانية، بهجمات منسوبة لإسرائيل".

ويجري بين الولايات المتحدة وإيران، وفقا لهرئيل، حوارا يشمل رسائل سرية وعلنية. "ومن الجائز أن تقليص القوة البحرية الأميركية في المنطقة، الآن، رافقته رسائل سرية لإيران بألا تحاول تصعيد الوضع المتوتر أصلا، بعد مغادرة حاملة طائرات أميركية. وإلى جانب ذلك قد يكون هنا رهان أميركي خاطئ، سيفسره حزب الله على أنه فرصة لزيادة حيز المخاطر".

واعتبر هرئيل أن تقليص القوات البحرية الأميركية في المنطقة، بانسحاب حاملة الطائرات "جيرالد فورد" وبوارج حربية أخرى عائدة إلى مينائها في ولاية فيرجينيا، حسبما ذكرت شبكة "ايه.بي.سي."، وبقاء حاملة الطائرات "أيزنهاور" وحدها في المنطقة، "لا يبشر بالخير بالنسبة لإسرائيل".

وأشار إلى أن الدعم الأميركي لحرب إسرائيل على غزة "ليس غير محدود". ولفت هرئيل إلى أنه جرت مؤخرا محادثات هاتفية "متوترة" بين الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، "على خلفية تعامل الأخير مع السلطة الفلسطينية"، في إشارة إلى تصريحات نتنياهو الرافضة للبحث في "اليوم التالي" بعد الحرب وخطة بايدن لعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة.

وأضاف هرئيل أن "تكرار تصريحات وزراء اليمين المتطرف في الحكومة، التي تتعهد بترانسفير فلسطيني من القطاع وإقامة المستوطنات مجددا هناك، لا تسهم بكل تأكيد في زيادة ثقة واشنطن بنوايا إسرائيل".

التعليقات