13/02/2024 - 15:03

جنوب إفريقيا تقدم طلبا عاجلا للعدل الدولية بشأن اجتياح الاحتلال الوشيك لرفح

أعلنت جنوب إفريقيا، الثلاثاء، أنها قدمت طلبا لمحكمة العدل الدولية للنظر فيما إذا كان قرار إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في رفح يتطلب استخدام المحكمة سلطتها، لمنع وقوع المزيد من الانتهاكات لحقوق الفلسطينيين.

جنوب إفريقيا تقدم طلبا عاجلا للعدل الدولية بشأن اجتياح الاحتلال الوشيك لرفح

(Getty Images)

أعلنت جنوب إفريقيا، اليوم الثلاثاء، أن البلاد قدمت طلبا عاجلا إلى محكمة العدل الدولية للنظر في قرار إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في رفح، وتحديد ما إذ كان يتطلب أن تستخدم المحكمة سلطتها لمنع المزيد من الانتهاكات لحقوق الفلسطينيين في قطاع غزة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

ومن جانبه، قال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في تصريحات نقلتها وكالة "رويترز"، إن إسرائيل لم تتواصل مع المكتب بشأن خطة لإخلاء منطقة رفح في قطاع غزة سواء بشكل منفرد أو مشترك، مضيفا أن المكتب لن يشترك في أي إجلاء قسري حتى إذا تواصلت معه إسرائيل بهذا الشأن.

وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لايركه، ردا على أسئلة حول المخططات الإسرائيلية لإخلاء رفح أنه "لم يتواصل المسؤولون الإسرائيليون معنا بشكل رسمي مطلقا"، وأضاف "بعيدا عن هذا، الأمم المتحدة لا تشارك في إجلاء قسري أو غير طوعي. ليست هناك خطة في الوقت الراهن لتسهيل إجلاء المدنيين".

وأمرت محكمة العدل الدولية، الشهر الماضي، سلطات الاحتلال الإسرائيلي باتخاذ كل الإجراءات التي في وسعها من أجل منع قواتها من ارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة في إطار قضية رفعتها جنوب إفريقيا.

وتعتزم سلطات الاحتلال توسيع نطاق اجتياحها البري لقطاع غزة ليشمل مدينة رفح حيث لجأ أكثر من 1.5 مليون فلسطيني هربا من العدوان الإسرائيلي الذي تسبب في تدمير جزء كبير من القطاع المحاصر.

وخلال الأيام الماضية، بدأت إسرائيل شن غارات جوية على مدينة رفح المتاخمة للحدود المصرية. ووصف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، رفح، بأنها المعقل الأخير لحماس، حيث تتمركز 4 كتائب من قوات الحركة،

وقال إن إسرائيل لا تستطيع تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على حماس إذا لم تشن هجوما على رفح، وسط ضغوط إقليمية ودولية لإثنائه عن هذه الخطوة، ومخاوف من تعميق الكارثة الإنسانية في غزة.

وأكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، الثلاثاء، أن ما يحدث في غزة من "حرب إبادة" خطير للغاية، وإن إسرائيل مصممة على مهاجمة مدينة رفح جنوب القطاع، داعيًا إلى حماية المدنيين وتوفير ممرات آمنة لهم.

وقال المالكي، في مؤتمر صحافي مع نظيرته الألمانية، أنالينا بيربوك، في برلين: "رفح مهددة بالاجتياح والدمار كما بقية المدن والمخيمات، هناك مليون ونصف مليون فلسطيني محاصرون في المدينة".

وتابع "إذا كان لإسرائيل نية للعملية ويبدو أن هناك تصميمًا للهجوم على رفح، المطلوب منا جميعا حماية المدنيين وتوفير ممرات آمنة لهم للخروج منها، وضمانات أن تكون ممرات آمنة لا يجب الاعتداء عليها".

وشدد المالكي على أنه "يجب التمكن من السماح لهؤلاء النازحين بالعودة إلى مناطق سكناهم حتى لو كانت مدمّرة في شمال غزة".

وبيّن أن "الفلسطينيين في قطاع غزة يُقتلون بالرصاص والقصف، ومنهم من يقتل جرّاء الجوع والأوبئة، غزة تتحول إلى منطقة موبوءة ومنطقة كارثية وبحاجة إلى تدخل دولي عاجل"، مؤكدا أنه "لا يوجد مكان أمن في قطاع غزة".

وبيّن المالكي أن "السلطة الفلسطينية تعمل على 4 مسارات، أولها العمل على وقف إطلاق النار، أو هدنة إنسانية لتوفير الخدمات للسكان".

وذكر أن "قطر والولايات المتحدة ومصر يبذلون جهدا للتوصل إلى اتفاق، والاجتماع في مصر استكمال لمقترح باريس ومرحب به، والمشاركة الإسرائيلية ضرورية للتوصل إلى توافق".

والمسار الثاني، يقوم على الإصلاح الحكومي الفلسطيني الذي "بدأ ومستمر" وفق المالكي الذي قال: "نحتاج إلى دعم ومساعدة الدول الصديقة والشقيقة لتحقيق الإصلاحات".

أما المسار الثالث، بحسب المالكي، فهو "إعادة الإعمار، وهو بحاجة لجهد دولي، وقد بدأنا نتحدث مع البنك الدولي والأصدقاء والأشقاء لكي نضع خطة وتصورًا فور توقف الحرب، لنعيد البناء بشكل سريع وتوفير الاحتياجات الضرورية".

وأكمل: "رابعا المسار السياسي، بحيث يكون هناك رؤية لفتح أفق سياسي بعد الحرب، نبذل جهدا مشتركا مع العرب وهناك اجتماعات تتم ومن المهم أن تكون فلسطين جزءا من المنظومة الدولية".

والأحد، قالت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11")، إن الجيش الإسرائيلي صدّق على خطة عملياتية لشن عملية برية في رفح، التي تعد آخر ملاذ للنازحين في القطاع المنكوب.

الإعلان الإسرائيلي قوبل بتحذيرات ودعوات دولية لعدم الإقدام على العملية لما سيكون لها من نتائج "كارثية" على نحو مليون و700 ألف فلسطيني معظمهم نازحون من مناطق أخرى في القطاع مثّلت رفح آخر ملاذ لهم.

التعليقات