09/04/2024 - 10:39

ضباط شرطة: بيلد كمفتش عام سيكون "دمية" بأيدي بن غفير

قرار بن غفير بتعيين أفشالوم بيلد مفتشا عاما يلقى معارضة في قيادة الشرطة ومن جانب غانتس. "بن غفير يبحث عن دمى كي يسيطر على الشرطة، وكي لا يكون هناك أحد يقول له لا. وهذا أنباء سيئة لمن تهمهم الديمقراطية"

ضباط شرطة: بيلد كمفتش عام سيكون

الشرطة تقمع مظاهرة ضد نتنياهو وتطالب بإعادة الرهائن من غزة، نهاية الشهر الماضي (أ.ب.)

قرر وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، تعيين ضابط الشرطة أفشالوم بيلد، مفتشا عاما للشرطة، من اطلاع المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، على قراره. وأعلنت كتلة "المعسكر الوطني" برئاسة بيني غانتس أنه لم اطلاعها على القرار، وأن "الاتفاق الذي سمح بتشكيل حكومة الطوارئ يلزم بموافقة الوزير غانتس على تعيين مفتش عام، ويتوقع من رئيس الحكومة أن هذا ما سيحدث".

يشار إلى أن تعيين بيلد في المنصب يستوجب مصادقة اللجنة الاستشارية للتعيينات في المناصب الرفيعة، وبعد ذلك مصادقة الحكومة. وفي حال المصادقة على التعيين، فإنه يتوقع أن يؤدي إلى تغييرات في قيادة الشرطة، إذ سيغادر صفوفها ضباط كبار، بينهم المرشح الثاني لمنصب المفتش العام وقائد منطقة الشاطئ السابق، يورام سوفير، وقائد منطقة تل أبيب، بيرتس عمار، وقائد منطقة القدس، دورون تورجمان، وضباط آخرون، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الثلاثاء.

ولفتت الصحيفة إلى أن قرار بن غفير بتعيين بيلد "ليس صدفة". فقد قال بن غفير في محادثات مغلقة، وفقا للصحيفة، إن بيلد "هو الوحيد الذي سيطبق سياستي في الشرطة".

وأضافت الصحيفة أن ضباطا كثيرين قابلهم بن غفير قبيل قراره بترشيح أحدهم للمنصب، "شعروا أن هذه المقابلات كانت مسرحية وحسب، لأن بن غفير قرر منذ فترة أنه يريد تعيين الضابط المقرب منه، الذي كال عليه المديح في أي مناسبة كمفتش عام قادم للشرطة".

أفشالوم بيلد مرشح بن غفير لمنصب المفتش العام للشرطة (مكتب الصحافة الحكومي)

وكان بن غفير قد عين بيلد نائبا للمفتش العام الحالي، يعقوب شبتاي، العام الماضي. ويصف بن غفير مرشحه بأنه "عزيزي"، وأن بيلد هو "الرجل الذي علمني معنى أن أحب الشرطة، وأن أقدّر الشرطة. ونفذ معجزات خلال فترة خدمته في الخليل"، في السنوات 2007 – 2009، عندما كان بن غفير ناشطا يمينيا متطرفا ومتهما بدعم إرهاب المستوطنين.

ونقلت الصحيفة عن ضباط شرطة كبار، شهدوا تقارب العلاقات بين بن غفير وبيلد، منذ بداية العام الماضي، قولهم إن "أفشالوم سيكون دمية بأيدي بن غفير ومدير مكتبه حنمئيل دورفمان"، وهذا الأخير هو ناشط متطرف في المستوطنات.

وخلال فترة عمل بيلد في منطقة الخليل، حدثت احتكاكات متواصلة بين الشرطة والمستوطنين المتطرفين الذي نفذوا اعتداءات واسعة على الفلسطينيين واستولوا على ممتلكاتهم. لكن بيلد قال حينها لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "نشاط اليسار المتطرف من شأنه يكون خطيرا".

وبعد نشوب الحرب الحالية على غزة، نفذ بيلد تعليمات بن غفير بتشكيل ميليشيات "الفرق المتأهبة" في المدن والبلدات الإسرائيلية وفي المستوطنات وتزويدها بكميات كبيرة من السلاح، ما أدى إلى تقارب بين بيلد ودورفمان أيضا.

ونقلت الصحيفة عن ضابط شرطة كبير قوله إنه "لا يُعقد اجتماع من أن يبدأه بيلد بمديح لبن غفير وحنمئيل ’اللذان أحضرا إلينا المال والميزانيات ويطوران الشرطة’. وهذا نفاق من أجل النفاق".

في هذه الأثناء، لا يزال غير واضح كيف سيتأثر تعيين بيلد بمخالفات ارتكبها أثناء عمله كضابط شرطة كبير. ففي العام 2015 خضع لتحقيق رسمي في قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة ("ماحاش") بشبهة خيانة الأمانة واستخدام صلاحيات منصبه بشكل سيئ، في أعقاب تنصت سري نفذته الشرطة، ومحاولته "تبييض" بناء غير قانوني.

ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن إفادة بيلد في "ماحاش" كانت "مليئة بالتناقضات". وفي نهاية التحقيق تم إغلاق الملف وتحويله لعناية تأديبية، وتوصية بعدم ترقيته إلى رتبة عميد، لكن المفتش العام السابق، روني ألشيخ، تجاهل هذه التوصية وقام بترقية بيلد لرتبة عميد.

وأشار ضباط في قيادة الشرطة إن تعيين بيلد هو استمرار لسياسة بن غفير بتعيين مسؤولين سينفذون تعليماته، وقال أحد الضباط إنه "مثلما عيّن بن غفير سكرتيره، كوبي يعقوبي، قائدا لمصلحة السجون، هكذا سيفعل الآن مع بيلد. فهو يبحث عن دمى كي يسيطر على الجهاز (الشرطة) وكي لا يكون هناك أحد يقول له لا. وهذا أنباء سيئة لمن تهمهم الديمقراطية"، وفق ما نقلت عنه الصحيفة، التي أشارت إلى أن بن غفير يريد أن يمارس بيلد يد حديدية وقمع الاحتجاجات ضد الحكومة.

التعليقات