هليفي، رئيس الموساد سابقاً: حماس عرضت هدنة 30 عاماً على إسرائيل قبل محاولة اغتيال مشعل الفاشلة..

إقتراح الهدنة نقل عن طريق الملك حسين إلا أنه وصل إلى إسرائيل بعد محاولة الإغتيال * إسرائيل درست حل القضية الفلسطينية في الضفة الشرقية وإسقاط "المملكة الهاشمية"!

هليفي، رئيس الموساد سابقاً: حماس عرضت هدنة 30 عاماً على إسرائيل قبل محاولة اغتيال مشعل الفاشلة..
في كتابه الجديد "من الظلال: في ثنايا الأزمة في الشرق الأوسط، من الرجل الذي قاد الموساد" للمؤلف أفرايم هليفي، الرئيس السابق للموساد، يقول إنه قبل أيام معدودة من محاولة اغتيال خالد مشعل الفاشلة في عمان عام 1997، نقل الملك حسين إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية في حينه بنيامين نتانياهو، اقتراحاً، عن طريق ممثل للموساد، من قيادة حماس للتوصل إلى هدنة لمدة ثلاثين عاماً، إلا أن الاقتراح وصل إلى نتانياهو بعد محاولة تنفيذ الإغتيال الفاشلة!

وجاء أن الكتاب الذي صدر في الأيام الأخيرة في لندن، وسيصدر عما قريب نسخة منه بالعبرية، يكشف تفاصيل لم تكن معروفة عن قضايا أمنية من ماضي إسرائيل.

وبحسب الكتاب، في أيلول/سبتمبر 1997 حاولت خلية من عناصر الموساد اغتيال رئيس حماس خالد مشعل بواسطة إدخال السم عن طريق الأذن، إلا أن المحاولة فشلت وألقي القبض على خلية الموساد.

وبحسب هليفي، فإن الملك حسين رأى في ذلك خيانة كبيرة، خاصة في ظل الإقتراح الذي نقله من حماس إلى إسرائيل. وطلب نتانياهو في حينه من أفرايم هليفي المساعدة في تهدئة الملك الذي طلب من جانبه ألا يصل هليفي إلى عمان، لأنه لم يشأ أن يكون صديقه المقرب على صلة بهذه القضية، إلا أن هليفي سافر بالرغم من ذلك إلى عمان.

ويتابع هليفي أن العلاقات ساءت مع عمان في أعقاب ذلك، لدرجة أن الملك حسين قد درس بجدية كبيرة إمكانية اقتحام السفارة الإسرائيلية في عمان لإلقاء القبض على عملاء الموساد الذين احتموا في مبنى السفارة.

وفي المناقشات التي أجراها الموساد طرح اقتراح لتهدئة الملك حسين عن طريق تقديم معدات للجيش الأردني، مثل أجهزة الرؤية الليلية وتطوير الطائرات الحربية الأردنية. إلا أن هليفي فكر بطريقة أخرى، حيث اقترح إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين من السجون الإسرائيلية ونقله إلى الأردن، وعندها يطلب الملك حسين إعادته إلى قطاع غزة.

وبحسب الكتاب فقد عارض هذا الإقتراح الموساد والمخابرات والجيش، وكانت المعارضة كبيرة، إلا أن تأييد الإقتراح كان من قبل وزير الأمن في حينه، يتسحاك مردخاي، ورئيس الحكومة نتانياهو.

وفي الكتاب يتحدث هليفي عن حرب الخليج الأولى عام 1991، حيث حذرت إسرائيل الملك حسين من عملية عسكرية قاسية، في حال مواصلته السماح للطائرات الحربية العراقية بالتدريب في الأردن بالقرب من الحدود مع إسرائيل. وكانت إسرائيل قلقة خاصة وأن الطيران العراقي قد أجرى تدريباته بالقرب من الحدود القريبة من النقب، وعلى بعد ليس كبيراً من المفاعل النووي في ديمونا!

وعندما تبين للمخابرات الإسرائيلية أن الطائرات الأردنية تشارك في التدريب مع الطائرات العراقية، تم نقل رسالة إلى الملك حسين، الذي لم ينكر بدوره هذه الحقيقة، وقال أن الحديث هو ترتيب مع العراق يؤدي إلى تقليص نفقات سلاح الجو الأردني.

وبعد دخول الجيش العراقي إلى الكويت، كشفت الإستخبارات الإسرائيلية أن الطيران العراق يجري طلعات جوية بالقرب من النقب بعد أن يتم وضع العلامة الخاصة بالطيران الأردني على الطائرات العراقية.

وجاء أن التحذيرات الإسرائيلية بأنها ستضطر إلى اللجوء إلى عملية عسكرية ضد الأردن، أقنعت الملك حسين أنه أمام وضع خطير. وكان قد تلقى اتصالات شديدة اللهجة من رئيسة حكومة بريطانيا مارغريت تاتشر، وكذلك الرئيس جورج بوش الأب، حول القضية نفسها.

وتم التوصل إلى تفاهم بعد لقاء سري جمع رئيس الحكومة الإسرائيلية في حينه، يتسحاك شمير والملك حسين، وبحسب التفاهم التزم الملك حسين بعدم السماح للطائرات الحربية العراقية باستخدام المجال الجوي الأردني. ورفض الملك حسين المطالب الإسرائيلية بالسماح للطيران الحربي الإسرائيلي باستخدام المجال الجوي الأردني في حال تعرض إسرائيل إلى هجوم بصورايخ أرض – ارض العراقية التي تمر فوق أراضي الأردن.

ويقول هليفي إنه بعد حرب الخليج وفي أعقاب اكتشاف الطلعات الجوية العراقية، كان في إسرائيل من يعتقد أنه هناك فرصة ذهبية لوضع حد للعلاقات السرية مع الأردن، وحل القضية الفلسطينية في الضفة الشرقية، أي العمل ضد الصورايخ العراقية عن طريق المجال الجوي الأردني، وفي الوقت نفسه العمل على إسقاط "المملكة الهاشمية". إلا أنه بعد التوصل إلى تفاهم مع الملك حسين، سقط هذا الإقتراح.

وبحسب الكتاب، فإن العلاقات بين الملك حسين ويتسحاك رابين، قبل توقيع اتفاقية السلام، كانت تدار من قبل هليفي إلى حد كبير. وكان قد أقلق الملك حسين العلاقات السرية بين إسرائيل وعرفات. ويقول هليفي أنه عرف بنفسه عن عدد من الإتصالات والمفاوضات التي تجري بسرية.

وعندما اكتشف الملك حسين هذه العلاقات توجه إلى هليفي وطلب من توضيحاً لماهية هذه الإتصالات بين إسرائيل والفلسطينيين. وبدوره نقل هليفي إلى رابين مخاوف الملك حسين.

وبحسب هليفي، فقد رأى الملك حسين في الإتصالات السرية ما يشبه الخيانة السياسية من قبل إسرائيل، وكانت مخاوفه من إمكانية أن تسمح إسرائيل لعرفات بزيارة القدس، إلا أن التطورات السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، دفعت الملك حسين إلى الإقدام على الخطوة الكبيرة والتوقيع على اتفاقية سلام مع إسرائيل.





التعليقات