"أيام عاموس": كيف تجسس "الشاباك" على خصوم مباي السياسيين؟

الكتاب يحكي السيرة الذاتية لعاموس منور، الذي تولى منصب رئيس المخابرات من عام 1953 – 1963، وهو من تأليف رجل المخابرات السابق يئير شبيغل، وصدر عن جهاز المخابرات العامة "الشاباك"، وقدم له رئيسه الحالي نداف أرغمان المقدمة.

توضيحية (أ ف ب)

يروي كتاب "أيام عاموس"، الذي صدر مؤخرا، قصة المخابرات الإسرائيلية في سنواتها الأولى، تحت قيادة إيسار هرئيل، وكيف شكلت بمثابة فرع سري لحزب مباي، تجسس من خلالها على خصومه من اليمين ومن اليسار.

الكتاب يحكي السيرة الذاتية لعاموس منور، الذي تولى منصب رئيس المخابرات من عام 1953 – 1963، وهو من تأليف رجل المخابرات السابق يئير شبيغل، وصدر عن جهاز المخابرات العامة "الشاباك"، وقدم له رئيسه الحالي نداف أرغمان المقدمة.

ويشير الكاتب إلى أن منور، أملى على الجهاز المهنية والرسمية، برغم أنف وامتعاض إيسار هرئيل المقرب من بن غوريون والذي شغل في حينه منصب رئيس أجهزة المخابرات (الشاباك والموساد)، وكيف توصل منور مع أعداء مباي، من مناحيم بيغن وحتى شموئيل تمير وأوري أفنيري، بهدوء إلى اتفاقات اللاقتال، وهو يلفت إلى اجتياز جهاز المخابرات هزات غير بسيطة، ولم توقعه أيا منها في المستنقع الحزبي، حيث حافظ على طابعا رسميا.

إيسار هرئيل ورفاقه ترعرعوا في شرق أوروبا، وبنوا الدولة على طريقتهم: بعقل، برؤية، بقوة، بدهاء، بإنجازات هائلة وبأخطاء كبرى، وأيضا بإقصاء الخصوم السياسيين. الحزب والمملكة كانا بالنسبة لهم جوهرا واحدا، غير قابل للفصل. خيرا كان أم شرا، هم آباء الدولة، كما يقول ناحوم بارنيع.

بن غوريون وظف "الشاباك" لأغراضه الحزبية أيضا، حيث شكل وحدة خاصة تدعى "نيتسح" للتجسس على الأحزاب الأخرى بما فيها الأحزاب الموجودة معه في الحكومة، وعلى سياسيين من مباي ذاتها، كما تعقبت الوحدة المذكورة أطرافا دينية وإثنية والتي أشير إلى نشاطها المحرض والقانوني كخطر أمني.

ويشير أرغمان في مقدمته إلى دور منور في تدعيم الطابع الرسمي المؤسساتي لـ"الشاباك" وإسباغه الصفة المهنية عليه. وقد لمع اسم "الشاباك" في عهده بفضل تعقبه لما يحدث في الكتلة الشرقية، ونجاحه في تزويد الغرب بمعلومات سرية على غرار خطاب الرئيس السوفييتي نيكيتا خورتشوف، الذي انتقد فيه العهد الستاليني، قبل إلقائه.

وكان منور قد انضم لصفوف الشاباك عام 1950 وعين مسؤول قسم التجسس المضاد، وعام 1952 عين نائبا لرئيس "الشاباك" ثم رئيسا لـ"الشاباك "عام 1953 وكان له دور في "عملية بيرن"، التي وقعت عام 1954 وخطف خلالها الضابط ألكسندر يسرائيل، وهو مهندس في سلاح البحرية من قبل الموساد و"الشاباك"، بعد أن علمت إسرائيل أنه توجه إلى السفارة المصرية في غرب أوروبا، عارضا تزويدها بمعلومات عسكرية.

وكما هو معروف، فقد أدخل يسرائيل إلى داخل صندوق جرى تحميله على متن طائرة مسافرة إلى إسرائيل، إلا أنه مات خلال الرحلة بسبب كمية زائدة من المخدر الذي تم حقنه به، إلى جانب درجة الحرارة المنخفضة التي كانت تسود الطائرة.

وينسب إلى منور أيضا تعزيز العلاقات الاستخبارية مع الولايات المتحدة، ونسج علاقات شخصية مع مسؤول الملف الإسرائيلي فيها، إضافة إلى تسريب خطاب خورتشوف المذكور.

في عام 1964 قبل بن غوريون موقف منور وأعلن عن وقف التجسس السياسي وأعلن عن حل "ماطيه 1" الذي مارس هذا النشاط، وإحراق مواد الأرشيف التابعة له.

التعليقات