التجمع يبادر للقاء ثلاثي مع الجبهة والإسلامية من أجل القائمة المشتركة

عبد الفتاح: لم يعد بالإمكان مواصلة إدارة الظهر للرغبة الشعبية في مواجهة تغوّل الدولة العبرية.. القائمة المشتركة مقدمة لمأسسة العمل المشترك، وتحصين مجتمعنا.. التجمع نجح في كسر الطابو على تمثيل النساء ونقل المرأة إلى مكانها الصحيح في معادلة التحرر والبناء

التجمع يبادر للقاء ثلاثي  مع الجبهة والإسلامية من أجل القائمة المشتركة

عبد الفتاح:

- "لم يعد بالإمكان مواصلة إدارة الظهر للرغبة الشعبية في مواجهة تغوّل الدولة العبرية".

- "القائمة المشتركة مقدمة لمأسسة العمل المشترك، وتحصين مجتمعنا".

- "التجمع نجح في كسر الطابو على تمثيل النساء ونقل المرأة إلى مكانها الصحيح في معادلة التحرر والبناء".


بعث المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي، السبت الماضي، برسالة إلى الجبهة الديمقراطية والحركة الإسلامية، دعا فيها إلى عقد لقاء ثلاثي لبحث فكرة القائمة المشتركة.

وفي الرسالة الموجهة إلى النائب محمد بركة وقيادة الجبهة والحزب الشيوعي، وإلى الشيخ حماد أبو دعابس وقيادة الحركة الإسلامية، جاء أنه نظرا للتطورات الخطيرة علي الساحة الحزبية والشعبية والرسمية الإسرائيلية والمتمثلة في تصاعد العداء والتطرف ضد المواطنين العرب وعموم الشعب الفلسطيني، وفي تحالف "الليكود – بيتينو"، هذه التطورات التي تشكل امتدادا لمسلسل القهر ضد شعبنا، فإن التجمع يرى أنه من الضروري والواجب الوطني التداول في كيفية التعاطي مع هذه المخاطر المتراكمة.

واقترح التجمع عقد لقاء ثلاثي يضم التجمع والجبهة والحركة الإسلامية، وذلك لبحث فكرة القائمة المشتركة.

وجاء أن الرسالة هذه تأتي بناء علي قرار المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي، الذي ناقش (في اجتماعه يوم الأربعاء الموافق 24/10/2012)، من بين أمور أخرى متصلة، مسألة مواجهة القوى اليمينية المتطرفة، وظاهرة تزايد عزوف المواطنين العرب عن المشاركة في الانتخابات.

وفي حين اقترح التجمع أن يكون اللقاء الجمعة القادم أو السبت القادم، علم أن اللقاء سيكون خلال الأسبوع القادم.

وفي ردّ على سؤال حول إمكانية تحقق هذه الفكرة، أي فكرة خوض الأحزاب العربية انتخابات الكنيست بقائمة واحدة، قال أمين عام التجمع عوض عبد الفتاح: "إن جماهيرنا الفلسطينية في الداخل والأحزاب العربية التي تمثلها تدرك، بل متفقة على تراكم المخاطر الجسيمة الناجمة عن تغوّل المؤسسة الإسرائيلية وزيادة تطرف الشارع الإسرائيلي ضد الفلسطينيين بشكل عام وضد المواطنين العرب في الداخل بشكل خاص، الأمر الذي يُحتم عليهم خوض المعركة السياسية الحالية – انتخابات الكنيست، بطريقة مختلفة وجديدة تؤدي إلى زيادة الوزن السياسي والتأثير الحقيقي بين جماهيرها، وترسل رسالة إلى حكام الدولة العبرية أن عرب الداخل هم رقم صعب في معادلة الصراع والنضال من أجل الحرية والعدالة".

وأضاف متسائلاً: "إلى متى نواصل إدارة الظهر لرغبة الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، في تطوير العمل المشترك القائم على إستراتيجية سياسية وطنية وديمقراطية ووحدوية. والقائمة المشتركة بجميع التيارات السياسية والفكرية: التجمع، الجبهة، الحركة الإسلامية، هي من أهم الوسائل والآليات لتحقيق رغبة جماهيرنا الفلسطينية، لأن من شأن خوض الانتخابات بقائمة مشتركة أن يفتح الباب على تطوير التعاون الحقيقي ويحدث انقلابًا في المزاج الشعبي نحو استعادة الثقة بالحركات والأحزاب الوطنية، والأهم الثقة بالعمل السياسي الآخذة في التآكل.. وبالتالي في الاستعداد للنزول إلى الشارع وتصعيد النضالات الشعبية، والتي تعجز عنها أيضًا قوى مركزية غير متمثلة في الكنيست".

وواصل حديثه: "إن خطورة الاستمرار في إدارة الظهر لرغبة جماهيرنا، من شأنه أن يعزز الدعاية الصهيونية الرسمية وغير الرسمية بأن الأحزاب العربية لا تهتم بقضاياهم، وكما تعرفون، فإن هذه الدعاية المغرضة والعنصرية تهدف إلى تضليل المواطنين العرب وإلى تبرئة المؤسسة الإسرائيلية من مخططاتها العدوانية ضد جماهير شعبنا، ومخططات النهب المستمرة للأرض، وحصار البلدات العربية، استيطانيًا واقتصاديًا".

وردًا على سؤال ما إذا كان لدى التجمع اعتقاد بإمكانية تحقق ذلك، وهل لديه آلية لبناء القائمة الواحدة فيما لو وافقت الجبهة على ذلك قال: "بالنسبة لإمكانية تحقيق ذلك الأمر ليس متوقفًا علينا فتوجهات التجمع بهذا الخصوص معروفة وهي مبدئية وليست تكتيكية، مع أن قيادات في الجبهة مثل حنا سويد ورامز جرايسي اللذين أعلنا سابقًا تأييدهما لهذه الآلية ينظران إليها على أنها تكتيك ولا بأس في ذلك. أما بخصوص الآلية، نعم توجد أفكار مثل إقامة لجنة حيادية، والأفضل أن تتفق الأحزاب نفسها على الآلية، وهي تتمثل بتشكيل القائمة وترتيبها وفقًا لقوة كل تيار في الانتخابات الأخيرة، وهذه القائمة تشمل أيضًا يهودا ديمقراطيين ويمكن تسميتها بالقائمة المشتركة، بدل القائمة العربية الموحدة – مع أنه سيتم وصفها بالإعلام وعلى المستوى الشعبي بالقائمة العربية ولا بأس في ذلك، بل قد يكون مفيدًا في تشجيع الشارع العربي وإخراجه من لامبالاته وإحباطاته.

ونقترح هذه الآلية لتسهيل الأمر على الجبهة باعتبارها قائمة عربية-يهودية. وهذا الأمر أيضًا توافق عليه الحركة الإسلامية، وكما هو معروف، فإن التجمع لا ينظر إلى مسألة العمل المشترك مع اليهود المعادين للاحتلال وللعنصرية والكولونيالية مسألة تكتيكية فحسب بل مسألة مبدئية تنسجم مع الرؤية الديمقراطية لحل الصراع في فلسطين. ولنا نظرة فكرية خاصة بنا في شكل التعاون ومعايير العمل المشترك ومواقف القوى الإسرائيلية المطروحة.

وردًا على سؤال حول ما العمل في حالة فشل إمكانية قائمة واحدة قال: "طبعًا، في حالة فشل المبادرة وهو احتمال قائم، وسيكون سيئًا، ولكن حينها علينا إيجاد الوسائل والآليات في كيفية التعويض عن ذلك وتلبية جزء من رغبات الجمهور العربي الذي لا زال مقتنعًا بضرورة أن يبقي الصوت العربي هادرًا داخل مؤسسة الكنيست، كأحد روافد العمل السياسي المتاحة أمام عرب الداخل، رغم تناقضات هذا الخيار.

وأضاف: "هناك من يطرح التحالفات الثنائية، ونحن لسنا ضدها بشرط أن تقوم على الندية، وبالمناسبة للأسف فقد أثبتت التجربة السابقة أن خيارات التحالفات الثنائية لا تقل صعوبة نتيجة عدم استعداد القوى الأخرى، التعامل بندية مع الآخرين، ونتيجة تمسك أعضاء كنيست ليس لديهم قوة شعبية حقيقية على الأرض بكراسيهم وبأماكن لا تعكس قوتهم. ولكن ألحظ هذه المرة أصواتا جديدة صادقة تنادي بالقائمة الواحدة، وأخرى تنادي بالتحالفات الثنائية لتحصين الجماهير العربية في مواجهة تطرف وجنون المؤسسة والشارع الإسرائيليين".

وردًا على سؤال حول ما هو خيار التجمع في حالة فشل كل هذه الخيارات أجاب: "التجمع حزب مركزي وريادي ومتجدد ومستقل وهو جاهر كما كان دائمًا لخوض معركته وبل معاركه السياسية والانتخابية بعزم وقوة معهودتين، وسيكون هذه المرة أكثر عزمًا وواثقًا من زيادة قوته بفضل مواقفه الوطنية والديمقراطية والمبدئية الثابتة، ودوره بين جماهيرنا في الدفاع عن حقوقها، وبفضل نجاحه في كسر الطابو على تمثيل النساء في القائمة الانتخابية عبر إدراج إمرأة في موقع متقدم وما يعني ذلك من استعداد للتجديد وتقدير دور ومكانة المرأة العربية الفلسطينية وفي معادلة التحرر وبناء المجتمع. ينضاف إلى ذلك، وبما لا يقل أهمية، تسهيل الطريق أمام الأجيال الشابة الصاعدة لتأخذ مكانها في الصفوف الأمامية. فكما هو معروف فإن مؤتمر الحزب السادس عام 2011 اختار ثلث اللجنة المركزية من الشباب.. الذين تخرجوا من الحركة الوطنية الطلابية في العقد الأخير".

 

لزيارة الصفحة الرسمية للتجمع الوطني الديمقراطي على "فايسبوك".

التعليقات