اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل ج 5/ جادالله صفا

-

اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل ج 5/ جادالله صفا
الاعتماد على العامل الاقتصادي وبناء قوة اقتصادية قادرة على التحكم بسياسة الدولة، هي من الاهداف الاساسية التي تعمل من اجلها الحركة الصهيونية، ولا يخفى على احد العروض التي قدمتها الحركة الصهيونية للحكومة العثمانية بتقديم مساعدات مالية لمساعدتها للخروج من الازمة التي تمر بها بنهاية عهدها اثناء حكمها لفلسطين مقابل فتح ابواب الهجرة اليهودية الى فلسطين والسماح لهم بشراء الاراضي، فهذا الجانب تنظر له الحركة الصهيونية بغاية من الاهمية، فالامثلة التي سنقوم بسردها لمؤسسات اقتصادية ومالية لبعض كبار رؤوس الاموال اليهود والصهاينة، انما تهدف بالاساس الى اعطاء تقدير لحجم راس المال اليهودي الصهيوني ومقدار تاثيراته مستقبلا على اي قرار باتجاه قضايا سياسية واحداث عالمية للحركة الصهيونية وكيانها اسرائيل.

النشاط اليهودي والصهيوني والاسرائيلي بالبرازيل واسع جدا وبكل المجالات الاقتصادية، فهي تنشط بالحقول الاقتصادية التي تسمح لها ببناء قاعدة اقتصادية قادرة على التحكم بسياسة الدولة، وقادرة على التاثير على القرارات التي تخدم سياستها وتوجهاتها، فتعمل على شراء الاسهم للسيطرة على المؤسسات الاقتصادية الكبيرة والضخمة، ونذكر على سبيل المثال شركة VALE بولاية ميناس جراييس التي هي اكبر الشركات البرازيلية بمجال مناجم الحديد، اما بوسائل الاعلام فهي تنشط بهذا المجال من خلال شراء الاسهم لتكون الاغلبية بها لصالح الجماعات اليهودية ونذكر على سبيل المثال المحطة الاذاعية الاكثر شهرة بالبرازيل Trans América حيث اكبر المساهمين بها من اصول يهودية، كما وتسعى للسيطرة على شركات الهواتف وشبكات التلفزيون الرئيسية، وكبرى المطابع الرئيسية بالبلاد.

اما المؤسسات المالية والشركات الاقتصادية الكبرى التي تعود ملكيتها الى يهود، نذكر منها بنك Safra التي تعود ملكيتها الى عائلة يهودية من اصول لبنانية وبنك Pan Americana والتي تعود ملكيتها الى Silvio Santos والذي يملك ايضا شبكة تلفزيون SBT،ثاني اكبر محطة تلفزيون بالبرازيل، اما مؤسسة ARACRUZ CELULOSE الشركة المتخصصة بصناعة الورق حيث تغطي عروضها ما نسبته 24% من السوق العالمي لتصنيع ورق الكتابة والطباعة وأوراق صحية متخصصة وأوراق ذات قيمة عالية، حيث تعود جذور وملكية هذه الشركة الى عائلة كلابين التي وصل اولى مهاجريها الى البرازيل عام 1889، وبدات تعمل بمجال صناعة الورق منذ عام 1890، حيث هذه الشركة تملك من الاراضي والغابات ما يفوق مساحة فلسطين.

تعمل الجماعات اليهودية على بناء الشركات الكبيرة، كالشبكات التجارية التي تحتوي على اعداد كبيرة من العمال، كشبكة محلات Casas Bahia والتي اسسها Samuel Klein يهودي من اصل بولندي وصل البرازيل خلال عقد الاربعينات، وقد بلغ عددها مايزيد على 560 محلا تجاريا حتى نهاية العام الماضي، وما يزيد على ستين الف عامل، وزادت مجموع مبيعاتها للعام 2007 ما يفوق 13 مليار ريال برازيلي اي ما يعادل تقريبا 7 مليارات دولار، وتكون بذلك قد فاقت بمبيعاتها مجموع منافسيها بالسوق المحلي البرازيلي، وشبكة محلات Ponto Frio حيث تعتبر ثالث اكبر شبكة محلات تجارية ويزيد عدد العمال بها على 10 الاف عامل، وهناك العديد من شبكات المحلات التجارية التي تعمل من خلالها السيطرة على السوق المحلي البرازيلي وتاكيد نفوذها وسيطرتها على السوق المحلي، حيث تصب هذه الشركات نشاطاتها بتمويل وسائل اعلامية للجماعات اليهودية، وتمويل نشاطات تقوم بها المؤسسات الصهيونية واليهودية من خلال المساهمات المالية التي تقتطعها من ضرائبها التي تدفعها للحكومة البرازيلية.

ايضا توجد مؤسسات يهودية صهيونية تعمل على الصعيد الدولي كمؤسسة Gems للاستثمارت ذات الاصل الاسرائيلي والتي مقرها لوكسمبوغ، والتي يقدر راسمالها باربعة مليارات دولارا امريكيا، وقد دخلت السوق المالي البرازيلي عام 2005، ومن خلال مجموعة من المستشارين الاقتصاديين الذين يعملون بمكتبها بتل ابيب يقومون بتوجيه كافة الاستثمارات لكبار المستثمرين بالعديد من دول العالم ومنهم البرازيليين، فالاستثمارات التي تفوق المليون دولارا لرجال الاعمال البرازيلين تكون للاستثمار خارج البلاد، اما الاستثمارت التي تنقص عن المبلغ المذكور سابقا تستثمر من خلال شراء اوراق مالية تابعه للشركة من بنك HSBC الذي له فروعا بالعديد من دول العالم، وتحدد الشركة بالتعاون مع هذا البنك نوعية المعاملات المالية التي يمكن التعامل بها والتي تخصها.

وبالتاكيد لا يمكن ان نستبعد اهتمام كبار الشركات الاسرائيلية واصحاب رؤوس الاموال اليهودية والتي مقرها الكيان الصهيوني من اهتمامها بالاستثمار بالبرازيل، حيث نخص بالذكر بهذا المقال مؤسسة Gazit Globe ومقرها الكيان الصهيوني، حيث تستثمر مئات الملايين من الدولارات على صعيد العالم من خلال شرائها للمراكز التجارية الكبرى، فقامت بالعام الماضي بشراء احدى المراكز التجارية بمدينة Caxias do Sul التي تقع بولاية الريو غراندي دو سول جنوب البرازيل.

من ما تم ذكره اعلاه، هي عينة من حجم اقتصاد الجماعات اليهودية والحركة الصهيونية بالبرازيل، وبالتاكيد ومن خلال المتابعة والمراقبة لهذه الحركة الاقتصادية، بلا شك سيصل المراقب الى نتيجة خلاصتها ان الحركة الصهيونية تجند هذه الامكانيات والطاقات لتخدم سياستها القائمة على التدخل بالشؤون الداخلية للدول التي تتواجد بها، كذلك لتصب بخدمة سياستها القائمة على الارهاب والقمع والعنصرية والمعادية للقيم الانسانية والاخلاقية، والتي تسخرها ايضا للدفاع عن الكيان الصهيوني وجرائمه التي يمارسها بمنطقة الشرق الاوسط ضد دول وشعوب المنطقة، فمعرفتنا بالمؤسسات الاقتصادية الصهيونية التي تنشط بالبرازيل تاخذ على عاتق كافة المؤسسات الفلسطينية والعربية بالدولة والقارة لوضعها على قائمة المقاطعة، فلا يجوز ان فقط نقاطع شبكة ماكدونالدز للاكلات السريعة والكوكا كولا، وبنفس الوقت ننشط لشراء منتوجات المؤسسات الصهيونية، فهذه المؤسسات التي تقدم ما نسبته 4% من قيمة ضرائبها التي تدفعها للحكومة البرازيلية الى المؤسسات الصهيونية والجماعات اليهودية تحمل مسميات "الجمعيات الخيرية"، فلا يعقل ان نكون جزءا مساهما من معاناة شعبنا.

جادالله صفا
21/10/2008

التعليقات