جنرالات إسرائيليون يهددون: مصير القرى الجنوبية سيكون كمصير الضاحية الجنوبية

غيورا آيلاند: تدمير جيش لبنان * آيزنكوت: تفعيل نموذج الضاعية الجنوبية * سيبوني: إنزال ضربات هائلة * آيلاند:الهدف الأول للهجمات الجوية حال اندلاع المواجهات هو البنى التحتية

جنرالات إسرائيليون يهددون: مصير القرى الجنوبية سيكون كمصير الضاحية الجنوبية
بعد أن كان توجيه التهديدات لحزب الله من اختصاص السياسيين الإسرائيليين؛ وعادة ما كاون في إطار اللعبة السياسية الداخلية أو نابع عن شعور بالانتقام لهزيمة حزيران 2006، صدرت في الأسبوع الأخير عدة تصريحات لقادة عسكريين إسرائيليين كبار تهدد بتدمير القرى الجنوبية والبنى التحتية للدولة اللبنانية وتطبيق «موديل» الضاحية الجنوبية واستهداف الجيش اللبناني.
تهدف تلك التصريحات أساسا لردع حزب الله عن الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل خاصة وأن حساب اغتيال القائد العسكري عماد مغنية ما زال مفتوحا. وتهدف في المقام الثاني إلى دفع بعض الأطراف اللبنانية إلى زيادة الضغط على حزب الله ووضع سلاحه في خانة أنه سيأتي بالكوارث على لبنان. ولكنها تعكس في الوقت ذاته العقلية العسكرية الإسرائيلية متداخلة في روح الانتقام للفشل الذريع الذي منيت به أعتى قوة في الشرق الأوسط على يد حفنة مقاتلين أشداء خاصة وأن إسرائيل قصفت لبنان في عدوان تموز بكميات قذائف من كافة الأنواع والأسلحة تفوق ما استخدمته في كل حروبها مجتمعة.
وتفيد تصريحات ثلاثة جنرالات كان لهم دور مركزي في العدوان على لبنان بأن العقيدة الحربية الإسرائيلية تجاه لبنان تحمل عنوانا واحدا وهو «الدمار والتدمير» والتلويح باستهداف البنى التحتية للدولة اللبنانية والجيش. كما وتشير النظريات العسكرية التي أفصحوا عنها علنيا أن إسرائيل ستواصل الاعتماد على الضربات الجوية.
وتأتي تلك التهديدات من قبل الرئيس السابق لشعبة التخطيط والعمليات في القيادة العامة، غيورا آيلاند، وقائد منطقة الشمال، غادي آيزنكوت، والكولونيل غابي سيبوني، صديق آيزنكوت ورفيقه منذ خدمتهما سوية في «غولاني»، ومؤخرا في قيادة منطقة الشمال، في أعقاب موافقة الولايات المتحدة على عدة صفقات سلاح تعزز قدرات التدمير الإسرائيلية، ومنها 25 طائرة إف-35 الحديثة، وألف قنبلة ذكية خفيفة الوزن ذات مفعول تدميري هائل.
وتتجاهل تلك التهديدات القدرة النارية للمقاومة اللبنانية، والتطورات التي طرأت عليها في السنتين الأخيرتين، كما لا تأخذ بعين الاعتبار المفاجآت التي لم يكشف عنها خلال العدوان على لبنان، والتي أعدت خلال السنتين الأخيرتين، وخاصة على ضوء تصريح الأمين العام لحزب الله أن صواريخ المقاومة تطال كل بقعة في فلسطين.

آيلاند يهدد بتدمير جيش لبنان
آخر تلك التصريحات جاءت على لسان غيورا آيلاند، الرئيس السابق لشعبة التخطيط والعمليات في القيادة العامة، ويقول إن الهدف الأول للهجمات الجوية حال اندلاع مواجهات مع حزب الله يجب أن يكون البنى التحتية للدولة اللبنانية. ويقول آيلاند في مقالة ينشرها معهد بحوث الأمن القومي إن «حزب الله ينشط في ظروف مثالية من ناحيته، ففي لبنان هناك حكومة شرعية مدعومة من الغرب، ولكنها خاضعة بشكل كامل لحزب الله». ويقترح آيلاند، القيام بخطوة استباقية من خلال توجيه تحذير للبنان بأن «في الحرب القادمة سيتم تدمير جيش لبنان وستدمر البنى التحتية المدنية وسيعاني السكان اللبنانيون». ويتابع: "لا يمكنهم في بيروت الذهاب إلى البحر بينما في حيفا يجلسون في الملاجئ".
يشار إلى أن اقتراحا مماثلا كان قد قدمه رئيس أركان الجيش السابق، دان حالوتس، في الأيام الأخيرة للحرب، إلا أن اقتراحه لاقى رفضا أمريكيا شديدا بهدف الحفاظ على الحكومة اللبنانية، حينذاك. كما يذكرنا بتهديدات رئيس حزب شاس، إيلي يشاي الذي قال خلال الحرب إن «كل قرية يخرج منها حجر يجب أن تتحول |إلى كومة حجارة».
ويعتبر آيلاند أن لبنان هي العدو وليس حزب الله وحده، ويقول إن «إسرائيل خسرت حرب لبنان الثانية وقد تخسر الحرب الثالثة، لأنها تحارب العدو غير الصحيح، إذ انها تحارب حزب الله بدل دولة لبنان». ويتابع قائلا «التحسن في قدرات حزب الله منذ الحرب يختزل في التحسن في قدرات الجيش الإسرائيلي. ولكن الأهم: لا يمكن الانتصار على تنظيم أنصار يعمل تحت غطاء دولة محصنة من الرد». ويتابع: "وكون حزب الله يبني تحصيناته تحت القرى الجنوبية فإن ذلك يشكل صعوبة على قدرات الجيش على المناورة، كما أن تركيز الجهود على مناطق الإطلاق لن ينجح في تقليص عدد الصواريخ التي ستتلقاها إسرائيل إلى أقل من عدة عشرات في اليوم".
قائد منطقة الشمال في الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، من جهته، عرض «عقيدة الحرب» في أي مواجهة جديدة مع حزب الله، ويهدد بتطبيق «نموذج الضاحية الجنوبية» في التدمير على القرى الجنوبية، مؤكدا أن الحديث يدور عن خطة عسكرية مصادق عليها.
وقال آيزنكوت، الذي كان خلال الحرب رئيس شعبة العمليات في القيادة العامة، في مقابلة مطولة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» يوم الجمعة الماضي إن إسرائيل ستطبق في الحرب القادمة «عقيدة الضاحية» ضد أي قرية لبنانية تنطلق منها صواريخ باتجاهها، وستعتبر كل قرية جنوبية «موقعا عسكريا». ويتابع: "إذا قصفوا من داخل القرى، فتلك هي خطة القيادة، نيران هائلة جدا". ويوضح أيزنكوت أنه تم بناء قرية للتدريب شبيهة بالقرى الجنوبية في قاعدة «إلياكيم العسكرية».
ويضيف آيزنكوت الذي يعتبر أحد المرشحين لمنصب رئيس هيئة الأركان في الدورة القادمة: "ما حل بالضاحية الجنوبية عام 2006 سيحل في كل قرية تطلق الصواريخ على إسرائيل. سنوجه إليها قوة غير متكافئة (تناسبية) ونلحق بها أضرارا ودمارا هائلا. من ناحيتنا سنعتبر تلك القرى قواعد عسكرية وليست مناطق مدنية. ويتابع: نحن نعرف أن حزب الله سينفذ قصفا أكثر عنفا واتساعا من الحرب الأخيرة وسنرد بالمثل. كل قرية تطلق الصواريخ على إسرائيل سننزل عليها قوة غير متكافئة تسبب دمارا هائلا . ولن نفرق كما في الحرب الأخيرة بين أهداف لحزب الله وأخرى للحكومة". ويقول آيزنكوت أن ما أتحدث عنه ليس توصيات بل خطة مصادق عليها. لن نعمل بعد الآن على اصطياد منصات الإطلاق، فهذه خطوة عبثية، حينما يكون في الجانب الآخر آلاف الصواريخ والقذائف لا يمكنك أن تصطادها، يمكن الانبهار بعملية هنا أو أخرى هناك ولكن الجبهة الداخلية ستتعرض للقصف.
ويُسأل آيزنكوت، هل الخطة سارية أيضا على سوريا؟ فيقول: " نعم في سوريا يدركون جيدا أن ما قمنا به في الضاحية نعرف كيف ننفذه عندهم. كل ما قلته عن حزب الله بشأن العقاب وتوجيه الضربات الموجعة صحيح أيضا بأضعاف مقابل دولة لديها مراكز قوة".
ويقول إن «المحميات الطبيعية(قواعد الإطلاق في المناطق الجبلية)» انتهت. من الآن فصاعدا قل "قرية صواريخ أرض أرض" كل قرية هي موقع عسكري مع مركز قيادة ومركز استخبارات ومركز اتصالات. عشرات الصواريخ مخبأة في المنازل، في الطوابق الأرضية وعلى بيوت أدراج الأسطح، وتدار القرى من قبل رجال حزب الله. بكل قرية حسب حجمها يوجد عشرات النشطاء المحليين وإلى جانبهم مقاتلون من الخارج. وكل شيء جاهز لحرب دفاعية ولإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.
الكولونيل غابي سيبوني، صديق آيزنكوت ورفيقه منذ خدمتهما سوية في «غولاني»، ومؤخرا في قيادة منطقة الشمال، قال في مقالة نشرها «معهد أبحاث الأمن القومي»، إنه من أجل تفادي الانجرار إلى حرب استنزاف في الشمال على غرار الحرب على حدود غزة، وكرد لمواجهة شاملة في الشمال وفي غزة، يجب أن يسعى الجيش بدرجة أولى لتوجيه «ضربة هائلة وغير متكافئة، تستهدف نقاط الضعف للعدو، بحيث تكون جهود ضرب قدرات الإطلاق ثانوية».

ويضيف: "فور اندلاع مواجهات سيتطلب من الجيش العمل بسرعة وحزم واستخدام قوة هائلة غير متكافئة مع تهديد وعمليات العدو، لإلحاق الأذى وإنزال عقاب يتطلب مسيرة ترميم طويلة وباهظة". ويتابع: " يجب تفضيل ضرب المنشآت المدنية على مطاردة كل قاعدة إطلاق. العنوان في سوريا للعقاب هو الجيش والدولة ونظام الحكم، وفي لبنان العنوان، إلى جانب مكونات القدرة العسكرية لحزب الله ، المرافق الاقتصادية ومراكز قوة الحزب. وكلما تعمق التماهي بين حكومة لبنان وحزب الله، يجب قصف قسم من البنى التحتية اللبنانية".

التعليقات