عامي أيالون: قتلت عرباً أكثر مما قتل نشطاء حماس يهوداً!!

أيالون يدعي حق إسرائيل مواصلة البناء في الكتل الإستيطانية معاليه أدوميم وغوش عتسيون، ويؤيد إستمرار بناء جدار الفصل العنصري، ويرفض مبدأ "دولة جميع مواطنيها"!!

عامي أيالون: قتلت عرباً أكثر مما قتل نشطاء حماس يهوداً!!
قال رئيس جهاز الشاباك الاسرائيلي الاسبق والقيادي في حزب العمل عامي ايالون انه لا يعارض التفاوض مع حركة حماس في حال مشاركتها بالحكم في السلطة الفلسطينية معترفا "بانني قتلت عربا اكثر مما قتل نشطاء حماس يهودا".

واضاف ايالون في مقابلة خاصة اليوم الاثنين "لقد كنت طوال 38 عاما جزءا من جهاز الامن الاسرائيلي وقتلت عربا كما سقط رفاقي قتلى من حولي، ولذلك فانه من ناحيتي اذا قتل احد اشخاصا من ابناء شعبي فهذا ليس سببا لعدم التفاوض معه لكني لن افاوض من يقولون انهم سيواصلون اعمال القتل".

يشار الى ان ايالون الذي صاغ وثيقة سياسية مع رئيس جامعة القدس الفلسطينية البروفيسور سري نسيبة وعرفت باسم "وثيقة ايالون - نسيبة" هو احد ابرز القياديين في حزب العمل اليوم عشية الانتخابات العامة الاسرائيلية المزمع إجراؤها في 28 اذار/مارس القادم.

وكانت الصحف الاسرائيلية قد تحدثت ان ايالون هو مرشح رئيس العمل عمير بيرتس لمنصب وزير الدفاع في حال شكل العمل الحكومة الاسرائيلية الجديدة بعد الانتخابات.

ورفض ايالون في رده على سؤال، وجود اي شبه في الخط السياسي بينه بصفته قيادي في حزب العمل وبين الخط السياسي الذي يطرحه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون.

وقال ايالون ان "شارون لا يمثل بتاتا اي شيء يمكنني ان اتفق معه عليه.

"فهو لا يمثل افكاري لا من الناحية السياسية ولا من الناحية الايديولوجية الاجتماعية والاقتصادية كما ان شارون لا يمثل ايضا ما يتوجب علينا ان نطرحه بقوة وهو ما يتعلق بطهارة الحكم وليس فساد الحكم اضافة الى سموّ القانون فوق الجميع".

وتأتي اقوال ايالون في هذا السياق ردا على اقوال في الحلبة السياسية الاسرائيلية خصوصا في حزب العمل مفادها ان شارون وحزب العمل يطرحان افكارا سياسية متقاربة وصلت حدّ اطلاق نشطاء في العمل لدعوات بتوحيد العمل مع حزب شارون الجديد "كديما" خصوصا في قضايا تتعلق بالانفصال عن الفلسطينيين والانسحاب من الضفة الغربية مع الابقاء على الكتل الاستيطانية وضمها لاسرائيل والبناء في منطقة إي-1 بين القدس ومستوطنة معاليه ادوميم وكان رئيس حزب العمل قد وافق الاسبوع الماضي على بناء 310 وحدات سكنية جديدة في مستوطنة معاليه ادوميم وهو امر يتناقض مع خطة خارطة الطريق.

وفي رده على سؤال حول ما هي الفوارق بين الحزبين اعتبر ايالون ان "هناك فرقا جوهريا بين الاثنين وهو اننا ندعو الى الانفصال عن الفلسطينيين من اجل التوصل الى اتفاق ثابت يقضي بوجود دولتين لشعبين تكون فيه اسرائيل دولة الشعب اليهودي وفلسطين هي دولة الشعب الفلسطيني وتتمتع بتواصل جغرافي واضح ليس ناجما عن جسور وانفاق وانما عن سيطرة حقيقية على اراض وتواصل حقيقي مع العالم بواسطة حدود واضحة في غور الاردن مع الاردن ومع مصر في قطاع غزة".

واضاف "انا اعتقد ان الوثيقة التي صغتها سوية مع البروفيسور سري نسيبة هي البرنامج السياسي لحزب العمل.

"فاذا اطلعت على البرنامج السياسي لحزب العمل فانك سترى ان وثيقة ايالون – نسيبة توضح لك ما يقصده حزب العمل عندما يقول /دولتين للشعبين/ ونحن نتحدث عن حدود 1967 كأساس لاتفاق يتضمن مبادلة اراضي مقابل الكتل الاستيطانية التي سيتم ضمها لاسرائيل".

وتابع ايالون ان "هذه رؤيتي لكن شارون لم يتحدث ابدا ان حدود 1967 مع تبادل اراضي هو الاساس للحل الدائم ولذلك فانني لا اعرف ما اذا كان شارون عندما يتحدث عن دولة فلسطينية يقصد بحدود 67 او اعطاءهم اراضي مقطعة الاوصال وليس واضحا كيف يمكن اقامة دولة فيها مثل خطة الكانتونات التي يراها شارون دولة فلسطين في المستقبل".

واوضح ايالون "ان ثمة امورا يتوجب عليّ ان انفذها ميدانيا بشكل مستقل مثل اخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية لان هذه مشكلة اسرائيلية ولا يتوجب علي انتظار اتفاق مع الفلسطينيين من اجل تنفيذ ذلك فهذه مسألة تتعلق بالحفاظ على القانون في اسرائيل".

ووجه ايالون انتقادا لحزب العمل بسبب بقائه في حكومة شارون بعد تنفيذ خطة فك الارتباط وقال ان "حزب العمل ارتكب خطأ كبيرا عندما بقي في الحكومة بعد الانتهاء من تنفيذ فك الارتباط لانه علينا ان نوضح للجمهور ما هي الفوارق بيننا وبين شارون واعتقد ان هناك فروق".

ورغم محاولة ايالون اظهار الفروق بين حزب العمل وشارون الا انه بدا متفقا مع شارون فيما يتعلق بالمستوطنات.

وقال ان "الكتلة الاستيطانية معاليه ادوميم والكتلة الاستيطانية غوش عتصيون (بين القدس الشرقية والخليل) هي جزء من الكتل الاستيطانية التي سيتم ضمها الى اسرائيل".

كذلك لا يرى ايالون اي اشكالية في مواصلة البناء في هذه الكتل الاستيطانية "اذ لا احد يفكر في اخلاء معاليه ادوميم او غوش عتصيون" وذلك على الرغم من ان خطة خارطة الطريق تنص على وجوب تجميد اسرائيل لنشاطها الاستيطاني في هذه المرحلة.

واضاف "انا اختلف مع شارون من ناحية ان خارطة الطريق هي وسيلة وليست هدفا فهي من جهة مسار للقاءات ومحادثات بيننا ومن الجهة الاخرى تسمح خارطة الطريق لكل طرف الا يفعل شيئا واتهام الطرف الاخر.

"فهي تطالب الفلسطينيين بتفكيك التنظيمات مثل حماس وكتائب شهداء الاقصى وغيرها من اسلحتها.

"هل بامكان ابو مازن القيام بذلك؟

"هو يقول انه لا يمكنه تنفيذ ذلك وعندها كلنا نتحدث عن خارطة الطريق ولا نفعل شيئا وبعد عشر سنين سنسأل انفسنا اين كنا وماذا فعلنا".

"وانا ارى ان خارطة الطريق هي مسار محادثات جميل لكنه لن يفضي الى اي نتيجة طالما لا نقول ما هي غايتنا.

"والغاية التي يتحدث عنها الجميع باقامة دولة فلسطينية هو امر صحيح لكنه غير كاف فهذا ما يقوله شارون ايضا.

"وانا اقول اكثر من ذلك بان تكون الغاية واضحة وتتعامل مع تلك القضايا المؤلمة والمعقدة".

واعتبر ايالون ان "الغاية هي دولة فلسطينية لكن اللاجئين الفلسطينيين يعودون الى فلسطين فقط وليس الى داخل اسرائيل واليهود يعودون الى اسرائيل فقط وهذا يعني اعادة المستوطنين اليهود الذين يسكنون اليوم شرقي الحدود التي سنتفق عليها الى داخل دولة اسرائيل".

واعتبر ايالون ان "القيادة الفلسطينية ضعيفة" للاسباب ذاتها التي يضعها شارون عندما يتحدث عن "عدم وجود شريك فلسطيني للسلام"، واضاف "انها ضعيفة لان على الفلسطينيين تنفيذ ما هو مطلوب منهم وفقا لخارطة الطريق من اجراء انتخابات واصلاحات سياسية وتفكيك التنظيمات الارهابية من اسلحتها وتوحيد اجهزة الامن وهناك امور اخرى كثيرة يتوجب عليهم تنفيذها".

وفي موازاة ذلك اعتبر ايالون انه "حتى ينفذ الفلسطينيون التزاماتهم فانني ملزم بمواصلة بناء الجدار الامني رغم ان هذا مؤلم وصعب لكني ملزم بمواصلة محاربة الارهاب".

واضاف "لا اعتقد ان الجدار سيكون الحدود الدولية.

"فحتى سور برلين تم هدمه لكن في حالتنا يمكن القيام بذلك في واقع لا يهاجمنا الارهاب ولذلك فانني اواصل بناء الجدار طالما لا ينفذ الفلسطينيون التزاماتهم لكن يمكنني ان اعلن ان كل ما هو شرق الجدار لن يكون في المستقبل دولة اسرائيل".

وعلى صعيد اخر يرفض ايالون ان تكون اسرائيل دولة جميع مواطنيها وقال ان "دولة اسرائيل ستكون دولة الشعب اليهودي وفيها اغلبية يهودية والبحث حول حقوق متساوية للمواطنين العرب في اسرائيل ولغير اليهود هو بحث اسرائيلي داخلي وهو بحث صعب ومؤلم لكني اعتقد انه سيكون تنفيذه اسهل بعد ان ننفصل عن الفلسطينيين ولا نشعر أننا مهددون بشعور دولة جميع مواطنيها".

وقال ايالون انه يطرح افكاره هذه امام بيرتس واضاف "اننا منهمكون الان في اعادة صياغة /المفهوم الامني/ في حزب العمل ولا اريد الان ان اقول ان افكاري مقبولة على عمير (بيرتس) ولكني اريد ان آمل بانني ساتمكن من اقناعه مثلما علي ان اقنع كل رفاقي في حزب العمل".

التعليقات