لافون أصدر أوامر بنشر بكتيريا سامة في غزة وفي سوريا في الخمسينات من القرن الماضي..

-

لافون أصدر أوامر بنشر بكتيريا سامة في غزة وفي سوريا في الخمسينات من القرن الماضي..
تكشف مقتطفات من مذكرات رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق موشي شاريت، لم تنشر من قبل، أن وزير الأمن السابق، بنحاس لافون، أصدر أوامر لرئيس أركان الجيش، موردخاي ماكليف، بنشر بكتيريا سامة في قطاع غزة وفي المناطق السورية الحدودية، في يناير/ كانون الثاني عام 1955 إلا أن مخططه لاقى رفضا من قبل القادة العسكريين، ولم يخرج إلى حيز التنفيذ..

نشرت صحيفة هآرتس في ملحقها، صباح اليوم، مقتطفات من مذكرات وزير الخارجية الأول، ورئيس وزراء إسرائيل الثاني، لم تنشر من قبل وتكشف بعضا من فصول العدوانية الصهيونية وجرائمها. وكان ابن شاريت قد نشر ذكريات أبيه عام 1978 في ثمانية أجزاء. وكان شاريت قد استقال من الحكومة قبل أربعة شهور من العدوان الثلاثي على مصر ولم يشترك في تخطيط الحرب ولم يطلع على أسرارها.

جزء كبير مما حذف من مذكرات موشي شاريت يتحدث عن وزير الأمن حينذاك بنحاس لافون. وكتب شاريت في 25 يناير/ كانون الثاني 1955: " أثبت لافون أن في طابعه وفي عقليته ثمة مزايا شيطانية. لقد خطط لأعمال فظيعة ولكنها منعت بفضل تمرد رؤساء الأركان- رغم استعداد هؤلاء لكل عمل مغامر". ويضيف: "كان موشي ديان على استعداد لاختطاف طائرات واختطاف ضباط من القطارات، إلا أنه ذهل مما اقترح لافون بأن نقوم به في قطاع غزة." ويضيف: "رئيس الأركان مردخاي) مكليف كان قد طلب يدا حرة لقتل (الرئيس السوري أديب) شيشيكلي، ولكنه تردد حينما وكله لافون بنشر بكتيريا سامة في المنطقة السورية منزوعة السلاح ".

ولم يذكر ابن شاريت حينما نشر المذكرات قضية البكتيريا السامة التي كان ينوي لافون استخدامها وذكر الأوامر التي أصدرها لافون بـأنها "أوامر فظيعة ووحشية" دون أن يوضح ما هي.

في 29 يوليو عام 1954 نقل شاريت عن شمعون بيرس قوله، إنه أخبر غولدا مئير أن لافون لم يكتف بتنفيذ أعمال إرهابية في مصر، بل أمر بقصف عدة عواصم في الشرق الأوسط من بينها بغداد، "كي يكون الجو سعيدا في الشرق الأوسط"، وحسب شاريت ، أدرك بن غوريون أنه أخطأ حينما عين لافون وزيرا للأمن. وفي رسالة وجهها لشاريت في 28 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1960 كتب بن غوريون: " لافون، هكذا أخبروني، أمر بضرب القنصلية البريطانية من أجل دب الخلاف بين بريطانيا والأردن- وموشي ديان ألغى الأمر".

ويقول شاريت في مقطع آخر: في 11 مارس/ آذار 1956، تم إحضار وحدة مظليين إلى القدس وحددت لها مهمة ما- في حالة أن أقدم الأردنيون على منع دخول القافلة التي تتوجه كل أسبوعين إلى "هار هتسوفيم" وفق اتفاقية وقف إطلاق النار منذ عام 1946. ومهمة المظليين، حسب شاريت: " مهاجمة واحتلال ضاحية الشيخ جراح والاهتمام بالوصول إلى منزل القنصل المصري الذي يسكن في الحي وقتله". واعتبر شاريت أن الخطوة المزمع تنفيذها فظيعة للغاية فدخل إلى رئيس الوزراء بن غوريون الذي لم يكن يعرف شيئا عن الموضوع".

ويضيف: وكانت القوافل المتوجهة لـ "هار هتسوفيم" تهدف إلى توصيل احتياجات رجال الشرطة الذين كانوا يحرسون الجامعة العبرية، وقد أخفي في تلك القوافل معدات عسكرية بين صناديق الغذاء، ورجال الشرطة كانوا جنودا في الجيش متنكرين لرجال شرطة.

وفي أحد المقاطع يقول إن "مسؤولين في مكتب وزارة الخارجية طلبوا من مفتش الشرطة فبركة آثار أقدام تظهر آثار أقدام مخربين تصل إلى الحدود اللبنانية. وقالوا أن ذلك يحدث في الجيش وتم في الماضي تنفيذ أعمال مشابهة".

تظهر المذكرات علاقات وثيقة بين شاريت وأيسر هارئيل المسؤول عن الاستخبارات "شين بيت". وفي 23 يوليو/ حزيران 1956 سأله شاريت عن الطرود المتفجرة، التي أدت إلى مقتل ملحقين عسكريين مصريين في غزة وفي عمان، وينقل شاريت عته قوله: عمليانيا كانت نجاحا مفاجئا. ولكن هرئيل تحفظ على الطريقة. لأن ذلك من شأنه، برأيه، أن يبرر أعمالا إرهابية لن نتمكن من توفير الحماية في وجهها وستكلفنا ثمنا باهظا. ويرى أنها اتخذت من خلال وجهة نظر ضيقة دون الأخذ بعين الاعتبار النتائج المتوقعة في البلاد ولأمن ممثلياتنا في الخارج".

كما وتشير المذكرات أن الاستخبارات زودت وزير الخارجية شاريت بمعلومات سياسية، إذ كتب في أحد الأيام: يبدوا أنهم تنصتوا لمكالمات السياسيين الهاتفية مع بن غوريون، أصبح لدي الآن قناة هامة لمعرفة تفكير بن غوريون".

وكتب شاريت في 10 أغسطس/ آب 1955: " حدثت لنا طامة قبل عدة أسابيع، الشرطة (كي.جي.بي) اقتحمت منزل أحد رجال اتصالنا حينما كان هناك لقاء بين أحد رجالنا وبين رجل الاتصال الرئيسي. واعتقل الأخير، واعتقلت زوجته وعدد من المجموعة. ولسبب ما لم يعتقل صاحب المنزل. ووقع بيد الشرطة مواد هامة، كراسات كنا قد طبعناها ليهود روسيا، ورسائل وعناوين". بعد عدة أيام توفرت لشاريت معلومات جديدة وكتب: " واضح أن التسريب كان من داخل المجموعة – أحدهم تمكن من التسلل إلى المجموعة – لقد تم التحقيق مع المعتقلين وكشف ما كشف. وطرد الاتحاد السوفياتي ثلاثة من مسؤولي السفارة الإسرائيلية".

ويكشف شاريت عن زيارة رئيس حزب الأمة السوداني، إلى إسرائيل ولقائه معه ومع بن غوريون وغولدا مئير. ويقول أن السوداني شرح للإسرائيليين أن لديهما عدو مشترك- وهو الرئيس المصري، جمال عبد الناصر. ويضيف شاريت: تعهدت له بمبلغ مالي لشراء ماكينة طباعة وبإرسال شخص لفحص إمكانية فتح بنك في الخرطوم ". وبعد أيام عاد شاريت ليكتب: " أخشى أن نكون قد تورطنا. بدأنا مع محدثنا من حزب الأمة بأمور بسيطة ووصلنا إلى صفقات كبيرة. الآن يتطلب منا تجنيد اعتماد مالي بمبلغ كبير لزراعة القطن لزعيم الأمة سيد عبد الرحمن المهدي، والأمر منوط بخسائر لحكومة إسرائيل. من الواضح أننا لن لا نستطيع منح الضمان ولكن رفضنا سيتسبب في خيبة أمل".

أدخل محتوى طرد وصل إلى مكتبه في صباح 18 مايو 1955 السرور لشاريت، كان في الطرد نص اتفاقية للمساعدة في الأبحاث النووية قدمتها الولايات المتحدة. ويكتب شاريت: الولايات المتحدة عقدت اتفاقا مماثلا مع تركيا. إذا استجبنا للعرض سنكون الدولة الثانية التي تدخل معها بمثل هذه الشراكة. وستزيد من مكانة إسرائيل واحترامها وأهميتها. اتصلت بـ بن غوريون ودخل فورا إلى غرفتي . قرأنا الاتفاقية ولم نجد فيها ما ينتع التوقيع، إذ لا يتضمن أي شي يقيدنا".

ويقول شاريت أنه بعد ستة أسابيع من عدوان عام 1956 قال له ابنه حاييم الذي كان جنديا في الجيش: "قبل يوم أو يومين من الحرب فجرنا بأيدينا بئر ماء في "نيريم" لنقول أن الفدائيين هم من قاموا بذلك من أجل تبرير رد فعلنا".

التعليقات