معلقون إسرائيليون والخشية من سياسات أوباما

-

معلقون إسرائيليون والخشية من سياسات أوباما
لا يخفي المعلقون السياسيون الإسرائيليون، خشيتهم من سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في عهد باراك أوباما. ورغم أن إسرائيل الرسمية تفضل عدم الخوض في تداعيات نتائج الانتخابات الأمريكية وفوز أوباما، ولم تصدر تصريحات لمسؤولين سياسيين تعبر عن التأييد لأحد مرشحي السياسة، إلا أنهم دون شك عبروا عن تلك الخشية لأصدقائهم في الولايات المتحدة ولعدد من الصحفيين الإسرائيليين.
وأشارت صحيفة هآرتس يوم الأربعاء الماضي إلى أن هناك عدة تساؤلات تشغل بال كبار المسؤولين الإسرائيليين، والتي سيتقرر بموجبها طبيعة العلاقات المستقبلية بين إسرائيل والإدارة الجديدة. وتتركز تلك التساؤلات في 4 قضايا مركزية: "عملية السلام مع الفلسطينيين وسورية، ومواجهة إيران وحلفائها، ومستقبل المساعدات العسكرية والتعاون الأمني، وإلغاء حاجة الإسرائيليين إلى تأشيرة دخول للولايات المتحدة". وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل ستحاول الحصول من الرئيس الأمريكي الحالي على ضمانات وتعهدات مكتوبة تتعلق بالملفات الرئيسية، واستغلال ما تبقى لبوش في منصبه لإبرام اتفاقات حول المساعدات الأمريكية وصفقات سلاح.
ويقول، مارتن إنديك، الذي كان سفير الولايات المتحدة في إسرائيل وتربطه علاقة وثيقة مع المسؤولين الإسرائيليين: " أسمع من كثير من أصدقائي الإسرائيليين أحاديث تعبر عن خشيتهم من تداعيات فوز أوباما على سلامة إسرائيل". ويضيف إنديك الذي كان مؤيدا لهيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، في مقالة نشرها في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوم الثلاثاء الماضي كرسها لتبديد المخاوف الإسرائيلية، إنه يعتقد أن تلك الخشية لا اساس لها. واستعان إينديك بخطاب أوباما في مؤتمر "أيباك" ليؤكد لأصدقائه أن لا شيء يستدعي القلق.
ولكن المعلق السياسي في صحيفة يديعوت أحرونوت، شمعون شيفر، بدد طمأنة إنيديك في مقالة مجاورة، ويرى إن في حال فوز أوباما وصدق التنبآت بسيطرة الديمقراطيين على الكونغرس فإن إسرائيل ستفقد تأثيرها على الإدارة الأمريكية. ويقول شيفر إن إدارة بوش أرجأت إقامة علاقات ديبلوماسية مع إيران بضغط إسرائيلي، ولكن في إدارة باراك أوباما فإن الضغط الإسرائيلي لن يجد أذنا صاغية.
ويتوقع شيفر أن ينتهج أوباما سياسة الحوار المفتوح ويرفع الحظر المفروض على أشخاص وحركات سياسية معينة. ويقول أن اثنين من مقربي أوباما والذين يتوقع أن يتبوأا مناصب رفيعة في إدارة أوباما التقيا مؤخرا برئيس الدائرة السياسية لحركة حماس خالد مشعل في دمشق، وزيتوقع أن تفتح إدارته قنوات الحوار مع حماس ومشعل. ويضيف: " لن يكون لدى أوباما دولا أو أشخاص أو حركات خارج الجدار. وسيشرع مبعوثوه بحوار مع الجميع. وبالتأكيد إسرائيل ستحتج، وإذا كان نتنياهو رئيسا للوزراء سيطلق تصريحات نارية، ولكن ذلك لن يجدي. وإذا ما سيطر الديمقراطيون على الكونغرس، كما تفيد الاستطلاعات، لن يكون بمقدور إسرائيل استخدام مجلسي النواب الأمريكيين من أجل مناكفة الرئيس كما اعتادت في الماضي".
ويتابع شيفر: " لم يخف أوباما مواقفه حول السبل لعلاج الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. وحسب الرسائل التي نقلها أمريكيون التقوه لممثلين إسرائيليين، سيعمل أوباما على تجديد المفاوضات بين إسرائيل وسوريا برعاية أمريكية، لأنه يعتقد أن أن الحديث يدور عن صفقة يمكن إبرامها بسرعة، بخلاف الصعوبات التي تعتري المفاوضات مع الفلسطينيين. ويمكن الاعتقاد أن وزير الخارجية الذي سيحل مكان كونداليزا رايس لن يغفل دمشق مثلها خلال جولاته في الشرق الأوسط.

العمل على مستشاري أوباما

وينهي شيفر مقالته بالقول: ولكن رغم كل شيء، ينبغي أن نتذكر أن في الدائرة الأكثر قربا من أوباما يوجد ثلاثة أشخاص على الأقل، من المجموعة اليهودية في شيكاغو ، والذين كانوا إلى جانبه منذ بداية الطريق، وسيكونون هناك أيضا في الايام التي ستعتريها صعوبات في العلاقات مع إسرائيل.
وعن هؤلاء المستشارين، قالت صحيفة معاريف، يوم الاثنين الماضي، إن مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية «يبذلون جهوداً كبيرة للتقرب من مستشاري اوباما، بهدف إيجاد علاقات طيبة معهم»، حيث يعتبر المسؤولون أن «الطريق إلى أذن اوباما تمر عبر مستشاريه».
واشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين في الخارجية الإسرائيلية «تنفّسوا الصعداء لدى تعيين (السيناتور) جون بايدن نائباً لأوباما، الذي يعبر عن تعاطف كبير مع إسرائيل».
اسرائيل تخشى ان تكون تأكيدات باراك اوباما كلاما في الهواء
وتخشى إسرائيل حسب «معاريف» «من أن تكون تصريحات أوباما المؤيدة لإسرائيل، من دون رصيد حقيقي، وأنها ترمي فقط إلى إقناع الناخب اليهودي، ولا سيما المتبرعين اليهود، بأنه صديق لإسرائيل».
وقالت الصحيفة إن هناك «أمراً واحداً يزعج المسؤولين الإسرائيليين ألا وهو أن إيران قريبة من امتلاك سلاح نووي، وإذا فاز اوباما، فإن سياسته ستكون مختلفة عن سياسات ماكين حيال إسرائيل والشرق الأوسط، إذ إنه يفضل الدبلوماسية الفعالة في مقابل الحلول العسكرية». وأضافت إن «أوباما لا يربط المفاوضات التي ينوي إجراءها مع الإيرانيين بتنفيذهم شروطاً مسبّقة، ويرى أن قصف المنشآت النووية الإيرانية، ليس إلا مخرجاً أخيراً»، وهو ما يخالف رأي ماكاين، الذي يضع شروطاً مسبّقة على الإيرانيين، ويرى ضرورة «قصف إيران إذا لمس منهم خطراً».

أولمرت: كلاهما أصدقاء إسرائيل

ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود اولمرت، تأييد أي من المرشحين، معتبرا أن كليهما صديقان حميمان لإسرائيل. وقال "كل رئيس ينتخب سيكون ودودا لإسرائيل. أعرفهما- ماكين وأوباما، ولا شك لدي بأنه يمكن الاعتماد عليهما". وتابع: " كلاهما زارا البلاد، ويعرفان الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، ويمكنني القول إنه تكوّن لدي انطباع أن كليهما سيكونان صديقين حقيقين لإسرائيل".
وأضاف أولمرت، قبل يوم واحد من صدور نتائج الانتخابات الأمريكية: "مشكلة إسرائيل ليست من يكون رئيسا للولايات المتحدة بل في القرارات التي ينبغي أن نتخذها بأنفسنا حول المستقبل وحول حدود الدولة والعلاقات مع جيراننا . لدينا دائما أوهام بأن الأمريكيين أو دولا أخرى ستحل من أجلنا مشاكلنا مع الفلسطينيين والسوريين. هذه أوهام وآن الأوان للخروج منها".
وعن بوش قال أولمرت: "مساهمته في أمن إسرائيل ستذكر لسنوات طويلة وهي محفورة بحروف الذهب على لوحة قلب دولة إسرائيل".

"فصل المقال"

التعليقات