تقليص حجم قوات الاحتلال في الضفة الغربية لصالح زيادة النشاط الاستخباري

حجم قوات الاحتلال المنتشرة في الضفة الغربية هو الأقل منذ اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، في المقابل تمت زيادة الموارد المخصصة للنشاط الاستخباري والرصد وتفعيل وحدات خاصة..

تقليص حجم قوات الاحتلال في الضفة الغربية لصالح زيادة النشاط الاستخباري
قالت صحيفة "هآرتس" إن عدد جنود الاحتلال المنتشرين في الضفة الغربية اليوم هو الأقل منذ اندلاع الانتفاضة الأولى 1987.
 
وجاء أن ما يسمى "فرقة يهودا والسامرة/ الضفة الغربية" تنشر اليوم أقل من نصف عدد الوحدات القتالية التي تم نشرها في أوج الانتفاضة الثانية.
 
ونقل عن مصادر عسكرية في ما يسمى بـ"قيادة المركز" قولها إن تقليص حجم القوات ليس دلالة على انخفاض حافزية فصائل المقاومة الفلسطينية لتنفيذ عمليات، وإنما في تحسين قدرة الجيش والشاباك على منع ذلك.
 
وبحسب مصادر في الجيش فإن هناك عدة عوامل أدت إلى تقليص حجم قوات الاحتلال بهذا الحجم الملموس في الضفة الغربية، وأهمها القرار الذي اتخذ في أعقاب الحرب العدوانية على لبنان في تموز/ يوليو 2006، والذي تضمن زيادة الفترة المخصصة لتدريب القوات النظامية، وتقليص استدعاء كتائب الاحتياط للفعاليات العملانية.
 
وأشارت إلى أن جيش الاحتلال ينشر عشرات الكتائب النظامية والاحتياط في الضفة الغربية منذ الانتفاضة الأولى، وتم تقليصها مع تراجع الانتفاضة في مطلع التسعينيات، وتوقيع اتفاقيات أوسلو والخروج من المدن الفلسطينية.
 
وتم تسجيل أكبر انتشار لقوات الاحتلال في النصف الأول من العقد الحالي، حيث أنه بالإضافة إلى القوات الكبيرة التي كانت منتشرة في قطاع غزة، فإن كافة فرق المشاة والوحدات الميدانية كانت تعمل غالبية الوقت في الضفة الغربية. وتم تشكيل فرقة "كفير" التي ضمت 6 كتائب كان هدفها الوحيد العمل في الضفة الغربية.
 
وأضافت أن التقليص الحالي في حجم قوات الاحتلال العاملة في فعاليات ما يسمى بـ"الأمن الجاري" بدأ بعد تنفيذ خطة "فك الارتباط". وكان خروج قوات الاحتلال من قطاع غز ة في صيف 2005 أتاح تقليص قوات المشاة والمدرعات المنتشرة في محيط قطاع غزة بشكل ملموس.
 
وبشكل مواز، وفي السنوات الأربع الأخيرة تم تقليص القوات المنتشرة في الضفة الغربية بشكل متواصل، وكان التقليص الأخير في العام 2010، حيث تم إخراج كتيبتين من بين كتائب الألوية الستة في "فرقة يهودا والسامرة".
 
وكان من اللافت أنه مع تقليص حجم الكتائب المنتشرة في الضفة الغربية، فقد تمت زيادة الموارد المخصصة للنشاط الاستخباري والرصد وتفعيل قوات خاصة، بينها وحدات المستعربين "دوفدوفان"، وكتيبة "نيتسان" لجمع المعلومات الاستخبارية التابعة لقيادة المركز والتي تقوم بتفعيل وسائل الرصد الثابتة والمتحركة في كافة أنحاء الضفة، ووسائل استخبارية أخرى.
 
كما كتبت "هآرتس" أن هناك عاملا آخر أدى إلى تقليص حجم قوات الاحتلال وهو نقل المسؤولية الأمنية عن عدد من المدن الفلسطينية إلى أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، وخاصة إلى القوات التي تم تدريبها من قبل الجيش الأمريكي، أو ما تعرف باسم "كتائب دايتون".
 
ونقل عن ضباط في "قيادة المركز" قولهم مؤخرا إن عمليات الاغتيال الموضعية التي تم تنفيذها حتى ما قبل 4 سنوات، إضافة إلى التحسن المتواصل في القدرات الاستخبارية أدت إلى توجيه ضربة قوية لجهود فصائل المقاومة الفلسطينية في تنفيذ عمليات نوعية، إلا أن الحافزية لا تزال قائمة، ولا يزال ينشط في الضفة الغربية عدد من الخلايا، وخاصة تلك التابعة لحركة حماس.
 
ومع تقليص حجم قوات الاحتلال في الضفة الغربية، فقد عادت الكتائب النظامية إلى إجراء فترتي تدريب واسع سنويا، كما تم تقليص عدد أيام الاحتياط، وزيادة تدريب قوات الاحتياط.

التعليقات