في انتخابات تمهيدية الاثنين؛ 4 متنافسين على رئاسة ما تبقى من "العمل"

الانتخابات التمهيدية للحزب الذي يعتبر إسرائيليا "مؤسسا" ليست محط اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية

في انتخابات تمهيدية الاثنين؛ 4 متنافسين على رئاسة ما تبقى من
في انتخابات تجري بعد غد الاثنين الانتخابات العامة لرئاسة حزب العمل "البرايمريز"، والتي يتنافس فيها على رئاسة الحزب اربعة مرشحين هم، عمير بيرتس وشيلي يحيموفيتش ويتسحاق هرتسوغ وعمرام متسناع.
 
والمفارقة أن الحزب الذي كان يهز الدولة، بل كما يقولون في إسرائيل، بل مؤسس الدولة، حزب بن غوريون ويتسحاك رابين وشمعون بيرس، الذي حكم اسرائيل منذ إقامتها عام النكبة على مدى 30 سنة متواصلة، إلى أن أطاح به الليكود بزعامة مناحيم بيغن في حينه، لكنه سرعان ما استعاد انفاسه وعاد إلى السلطة شريكا بزعامة بيرس، ثم وحيدا بزعامة رابين وبراك، -المفارقة- أن انتخاباته التمهيدية لم تكن محط اهتمام وسائل الإعلام.
 
حزب العمل الذي تلقى أكثر من ضربة، كان آخرها انشقاق زعيمه، وزير الأمن الحالي إيهود براك، على خلفية الخلاف حول الانسحاب أو البقاء في حكومة نتنياهو، مع أربعة أعضاء كنيست وتشكيل كتلة مستقلة أطلق عليها اسم "استقلال/ "عتسمؤوت"، وهي الكتلة التي يمثلها اليوم في الحكومة، وانسحاب "العمل" من الحكومة بأعضائه الثمانية المتبقين.
 
انشقاق براك وجه ضربة شبه قاضية، للحزب الذي كان قد خرج من الانتخابات الأخيرة ليس بأفضل حال، بعد أن انخفض تمثيله البرلماني من 19 إلى 13 مقعدا، متحملا بذلك قسطه من الفشل العسكري والسياسي الذي منيت به إسرائيل في حربها على لبنان، حيث شغل زعيم الحزب في حينه عمير بيرتس وزيرا للأمن.
 
وكان بيرتس ذاته، الذي تنافس على زعامة الحزب عام 2005 قد تمكن من النهوض بالحزب في الانتخابات التي جرت عام 2006، بعد إكسابه أجندة جتماعية، كونه كان رئيسا لنقابة العمال العامة الهستدروت، إلا أن الأخير سرعان ما خلع جلده وتماثل مع المنصب الذي احتله كوزيرا للأمن في حكومة أولمرت التي شنت حربا شرسة، والأهم إسرائيليا، أنها فاشلة على لبنان أطاحت بأولمرت وبيرتس من سدة الحكم.
 
إلا أن المحللين يرون أن بداية الانهيارات في حزب "العمل" بدأت قبل ذلك بكثير، وتحديدا مع بداية عهد وزير الأمن الحالي إيهود براك، الذي مثل بداية انسحاب الحزب عن "مواقعه اليسارية" وإن كان بالمفهوم الصهيوني، أو الابتعاد به عن مركز الخارطة السياسية الإسرائيلية، والتوجه يمينا. وقد برز ذلك بوضوح بعد فشل مفاوضات "كامب ديفيد" واجتياح الأراضي الفلسطينية، وفي حرب ومحاصرة السلطة الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات في حينه.
 
منذ انتفاضة ال 2000 عاد براك، كما يقول المحللون، ليرتدي بزة الجنرال التي يفترض أنه خلعها فعليا ولعب دور وزير الأمن في حكومات الليكود وكاديما في عهود شارون وأولمرت ونتنياهو، حيث لعب دور جنرال الاجتياح وقمع الانتفاضة في حكومة شارون إلى أن أسقطه عمير بيرتس عام 2005 من زعامة الحزب، وسحب حزب العمل من حكومة شارون وقدم الانتخابات، ودور جنرال الحرب على غزة في عهد حكومة أولمرت.
 
 وأصر على استمرار لعب دور وزير الأمن في حكومة نتنياهو حتى بثمن شق حزب العمل، وتوجيه ضربة قاضية إليه، ولكن الأهم من ذلك أنه حول حزب العمل من حركة سلام مفترضة إلى ذراع عسكري لدى الأحزاب الأكثر يمينية وخاصة الليكود، الأمر الذي ساهم في القضاء على الذراع السلامي داخل الحزب وخارجه، فإضافة إلى مغادرة كافة العناصر "السلامية" التي كانت داخل الحزب، فقد ساهم ذلك أيضا بانحسار ما كان يوصف بـ"حركات السلام الإسرائيلية" واختفائها نهائيا عن ساحة العمل.     
 
مع ثمانية أعضاء كنيست وأربعة مرشحين لرئاسته، يجري حزب العمل، أو ما تبقى منه، بعد غد الاثنين، انتخاباته التمهيدية "البرايمريز" بدون زعيمه التقليدي إيهود براك، وبدون أحد زعمائه التاريخيين شمعون بيرس، الذي سبق وانشق عنه وانضم الى حزب "كديما" الذي أسسه شارون، عندما انشق هو الآخر عن الليكود عشية انتخابات 2006 .
 
يشار إلى أن اثنين من المرشحين، عمير بيرتس وعمرام متسناع، كانا قد شغلا هذا المنصب في السابق، علما أن متسناع هو جنرال احتياط، سبق وشغل منصب رئيس بلدية حيفا، وشغل منصب رئيس حزب العمل وخاض انتخابات 2002، التي هبط فيها تمثيل الحزب من 26 مقعدا إلى 19 مقعدا.
 
يذكر أيضا أن يتسحاق هرتسوغ كان قد شغل منصب وزير الرفاه الاجتماعي في حكومة نتنياهو، قبل انسحاب ما تبقى من حزب العمل منها، وشيلي يحيموفيتش، هي عضو كنيست جديدة، صاحبة أجندة اجتماعية، عملت قبل دخولها الى الكنيست الحالية في وسائل الاعلام الاسرائيلية وكانت تعتبر من "اليسار" الاجتماعي، مع التذكير بأنها كانت أول من رحب بمشاركة المستوطنين في خيام الاحتجاج في روتشيلد، وفي حينه تفاخرت بكون حزب العمل هو رائد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.

التعليقات