"احتلال قطاع غزة يستغرق 5 سنوات على الأقل ومئات القتلى من الجنود"

الجيش الإسرائيلي عرض على المجلس الوزاري المصغر سيناريو احتلال قطاع غزة وأن أحدا من الوزراء لم يصوت على ذلك * مصدر عسكري يصف الوضع بالقول: سنشتاق إلى جنوب لبنان

قال تقرير نشرته القناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية، مساء اليوم الثلاثاء، إنه لو قرر المستوى السياسي في إسرائيل إصدار تعليمات للجيش باحتلال قطاع غزة للقضاء على المقاومة الفلسطينية وتدمير الوسائل القتالية، فإن ذلك يعني مئات القتلى في صفوف الجيش واختطاف عدد من الجنود وآلاف القتلى في وسط الفلسطينيين، إضافة إلى أن القتال سوف يستمر لـ5 سنوات.

وجاء أنه خلال إحدى جلسات المجلس الوزاري المصغر (السياسي الأمني)، الأسبوع الماضي، طلب من الوزراء البت في مسألة توسيع أو وقف "الحملة العسكرية" على قطاع غزة، وجرى خلال الجلسة فحص خيارات مختلفة لمواصلة عمليات الجيش في قطاع غزة. وقد عرض الجيش على الوزراء السيناريو الكامل في حال تقرر احتلال قطاع غزة.

ووصف السيناريو بأنه "صعب جدا"، وبحسبه فإن معركة "تنظيف قطاع غزة من عشرات آلاف الوسائل القتالية والصواريخ والمواد المتفجرة والصواريخ المضادة للدبابات و 20 ألف مقاتل" سوف يستغرق 5 سنوات على الأقل، يسقط فيه مئات الجنود الإسرائيليين قتلى خلال احتلال قطاع غزة وبعده. كما تضمن السيناريو وقوع جنود إسرائيليين أسرى بيد حماس، إضافة إلى جثث جنود إسرائيليين.

كما جاء أنه عرض على المجلس الوزاري سيناريو يصف وضعا يستغرق فيه بناء سيطرة استخبارية حقيقية في قطاع غزة سنوات كثيرة، وأنه حتى ذلك الحين سوف تسود الفوضى المطلقة في القطاع.

وتضمن السيناريو أيضا أن آلاف الفلسطينيين سوف يقتلون في إطار عملية احتلال القطاع، غالبيتهم من المدنيين.

ونقلت القناة الثانية عن المصدر العسكري الذي عرض هذه المعطيات على الوزراء أنه وصف هذا الوضع بحيث أنه "سنشتاق إلى جنوب لبنان".

وعلى المستوى السياسي، جاء أن اتفاقيات السلام مع مصر والأردن معرضة لخطر حقيقي، إضافة إلى مواجهات في الضفة الغربية وفي وسط العرب في الداخل الفلسطيني. كما أن تكلفة عملية احتلال قطاع غزة المباشرة على الاقتصاد قدرت بـ 10 مليار شيكل، ومع تخصيص أموال لإعادة إعمار القطاع فإن التكلفة سوف تصل إلى 15 مليار شيكل.

إلى ذلك، اعتبر عدد من الوزراء في المجلس الوزاري المصغر أن هذه المعطيات تهدف إلى إعطاء صورة سوداوية بهدف عدم اتخاذ قرار باحتلال قطاع غزة، وعندها أكد عناصر في الجيش الإسرائيلي أن هذه المعطيات تشير إلى الوضع الذي سينشأ في قطاع غزة وأن المعطيات ليس مبالغا بها.

وجاء أن نتانياهو، وبعد عرض هذه المعطيات، طلب إجراء تصويت، وعندها لم يرفع أحد من الوزراء يده مؤيدا لخطة احتلال القطاع.

ونقل عن وزراء في المجلس الوزاري قولهم إن الجيش غير متحمس للمعركة، وأنه "بشكل عام فإن المستوى السياسي يصادق على 50% مما يطلبه الجيش في الحروب، ولكن المجلس الوزاري صادق على 120%، ومنذ اليوم الأول كان هناك إحساس بأنه يجب حث الجيش على العمل".
 

التعليقات