تسيبراس: إسرائيل تقتل أطفالا

إسرائيل الرسمية هنأت اليونان بنتائج الانتخابات، ولكنها من وراء الكواليس تخشى من حصول مس بعلاقاتها معها، وخاصة في المجال الأمني، كما تخشى من أن يتم تعيين أحد المشاركين في أساطيل الحرية إلى قطاع غزة في منصب وزير الدفاع

 تسيبراس: إسرائيل تقتل أطفالا

في أعقاب انتخاب الحزب اليساري اليوناني 'سيريزا'، ورئيسه أليكسيس تسيبراس، الأحد، هنأت إسرائيل الرسمية اليونان بنتائج الانتخابات، ولكنها من وراء الكواليس تخشى من حصول مس بعلاقاتها مع اليونان، وخاصة في المجال الأمني، كما تخشى من أن يتم تعيين أحد المشاركين في أساطيل الحرية إلى قطاع غزة في منصب وزير الدفاع.

وكتب إيتمار آيخنر، في موقع صحيفة 'يديعوت أحرونوت' على الشبكة، اليوم الاثنين، أن اليونان ساعدت إسرائيل في السابق في عرقلة وصول أساطيل الحرية إلى قطاع غزة لكسر الحصار المفروض عليها، كما أن الحزب المنتخب يقوده شخص كان قد اتهم إسرائيل بقتل الأطفال خلال الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة.

من جهته قال سفير إسرائيل السابق في اليونان، أرييه مكيل، إن اليونان مشغولة حالية في مواجهة الاتحاد الأوروبي، مضيفا أنه يتوقع في المدى البعيد فتورا في العلاقات التي تعتبر اليوم حميمة جدا.

ويضيف الكاتب أنه يوجد لإسرائيل أسباب لا يستهان بها للقلق على علاقاتها مع اليون، حيث أن 'حزب اليسار الراديكالي، سيريزا، نظم أثناء الحرب الأخيرة على قطاع غزة عدة مظاهرات ضد إسرائيل، كما أن زعيم الحزب، أليكسيس تسيبراس، صرح حينئذ بأن 'إسرائيل تقتل أطفالا في فلسطين، وهذا أمر غير مقبول، وعلى العالم أن يتوحد وأن يعبر عن تضامنه مع الشعب الفلطسيني'.

وبالرغم من ذلك، فإن المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، عمانوئيل نحشون، قال يوم أمس إن إسرائيل تتوقع استمرار التعاون المثمر مع الحكومة اليونانية الجديدة، والحفاظ على منظومة العلاقات الخاصة بين اليونان وإسرائيل.

ويضيف آيخنر أن هذا التصريح لا يعكس ما تشعر به إسرائيل، حيث أن هناك مخاوف واضحة من إمكانية 'نهاية العلاقة الخاصة بين إسرائيل واليونان. وعن ذلك يقول مكيل، الذي يعمل باحثا كبيرا في 'مركز بيغين – السادات للدراسات الإستراتيجية في جامعة بار إيلان' إنها شهدت في السنوات الأربع الماضية ازدهارا لم يسبق له مثيل، بما في ذلك في المجال الأمني'.

وأضاف مكيل أن ذلك لن يحصل بين عشية وضحاها، حيث أن هناك قضايا عاجلة بالنسبة لليونانيين، مواجهة الاتحاد الأوروبي وتمويل المصاريف، خاصة وأنها تنوي التراجع عن سياسة التقشف، إلا أنه أشار إلى أن العلاقات سيشوبها الفتور على المدى البعيد، وأن ذلك سيتجلى بشكل أساسي في المجال الأمني، وعلى التعاون في 'مكافحة الإرهاب'.

وبحسب 'يديعوت أحرونوت' فإن إسرائيل تستخدم المجال الجوي اليوناني لتدريبات سلاح الجو الإسرائيلي، الأمر الذي سيصبح موضع شكل مع فتور العلاقات. كما سبق وأن منعت اليونان انطلاق أساطيل الحرية ضد إسرائيل، وأوقفت السفن التي خرجت من دول أخرى، أم اليوم فمن المتوقع أن يتم تعيين أحد المشاركين في أساطيل الحرية في منصب وزير الدفاع.

وكتبت الصحيفة أن ثيودوروس دريتسز، أحد المسؤولين في الحزب، كان على متن إحدى السفن ضمن أساطيل الحرية التي كانت تنوي التوجه إلى قطاع غزة لكسر الحصار المفروض عليها. وأن تعيينه في منصب وزير الدفاع يثير المخاوف لدى إسرائيل، حيث أنه من المستبعد أن يواصل التعاون مع إسرائيل في عرقلة أساطيل الحرية.

وعلاوة على ذلك، فإن إسرائيل تخشى من أن يؤدي انتصار اليسار إلى وضع حد للمبادرة التي بادر إليها وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، في عقد تحالف بين إسرائيل وبين دول البلقان، حيث تشكل اليونان المحور المركزي فيه.

ويضيف السفير الإسرائيلي السابق، مكيل، أنه بالرغم من أن تركيبة الحزب، التي تتألف من 14 مجموعة صغيرة توحدت قبل سنوات معدودة، تضم ذوي آراء مختلفة، إلا أنها بالنتيجة أقرب إلى الجانب الفلسطيني منه إلى الإسرائيلي، وأنه مما لا شك فيه فإن الحزب اليساري اليوناني سيكون نقديا جديا تجاه إسرائيل.

وأشار مكيل إلى أن تسيبراس قد التقى في صيف عام 2012، مع الرئيس الإسرائيلي في حينه، شمعون بيرس، في لقاء هو الوحيد من نوعه مع مسؤول إسرائيلي.

ويضيف أنه لا يتوقع أن يكون للحكومة اليونانية الجديدة أي تأثير على عدد السائحين الإسرائيليين الذين يتدفقون سنويا إلى اليونان، بعد تأزم العلاقات مع تركيا.

يذكر في هذا السياق أن عدد السائحين الإسرائيليين الذين زاروا اليونان في العام الأخير وصل إلى 400 ألف سائح.

التعليقات