"الشباب الأميركيون كمصدر قلق للجمهوريين وإسرائيل"

رغم أن الاستطلاعات تشير إلى أن غالبية الجمهور الأميركي تدعم إسرائيل، إلا أن هذا الدعم يتراجع مع تصاعد نشاط حركة المقاطعة لإسرائيل ومواصلة تحقيق إنجازات، وخاصة في وسط الطلاب والأكاديميين في الأحرام الجامعية، وخاصة الشباب غير المتدينين والليبراليين وأبناء الأقليات

نشاط لسحب الاسثمارات من إسرائيل (عن "هآرتس")

رغم أن الاستطلاعات تشير إلى أن غالبية الجمهور الأميركي تدعم إسرائيل، إلا أن هذا الدعم يتراجع مع تصاعد نشاط حركة المقاطعة لإسرائيل ومواصلة تحقيق إنجازات، وخاصة في وسط الطلاب والأكاديميين في الأحرام الجامعية، وخاصة الشباب غير المتدينين والليبراليين وأبناء الأقليات.

وبحسب تقرير أعده مراسل صحيفة 'هآرتس' في نيويورك، حيمي شاليف، فإنه لم يتراجع دعم الجمهور الأميركي لإسرائيل في السنوات الأخيرة، وإنما العكس. وبحسب استطلاع 'غالوب' الأخير، فإن 70% من الجمهور الأميركي لديه رأي إيجابي تجاه إسرائيل، في حين أن 62% يفضلون إسرائيل على الفلسطينيين. بيد أنه يضيف أنه بالرغم من تصاعد الدعم لإسرائيل بشكل متتابع في وسط 'المسيحيين والبيض والمحافظين والبالغين'، فإنه يتراجع في وسط 'غير المتدينين والأقليات والليبراليين والشبان الصغار'.

ويقول التقرير إن قادة حركة مقاطعة إسرائيل، المعروفة باسم 'BDS'، تقوم بحملة تهدف للوصول إلى 'عقول وقلوب نخبة الشباب في أميركا'. وأن العملية التكتيكية المركزية للوصول إلى هذا الهدف قد جرت في 4200 حرم جامعي في الكليات والجامعات المنتشرة على طول وعرض الولايات المتحدة، وفي وسط المحاضرين والطلاب على حد سواء.

وجاء أنه بعد 10 سنوات من النشاط، فإن حركة المقاطعة تستطيع أن تشير إلى إنجازات عملية. وخلافا لعدد من الكنائس، فإن الجامعات الأميركية لم تقرر بعد سحب استثماراتها في إسرائيل. ولكن، ومن جهة ثانية، من الصعب إنكار أن مؤيدي المقاطعة في ازدياد في الآونة الأخيرة، ونشاطهم يتعاظم، بل وحققوا إنجازات رمزية ملحوظة في وسط الاتحادات الطلابية والنقابات الأكاديمية في بعض الولايات، مثل كاليفورنيا.

كما أشار التقرير إلى أن الأجواء لا تسخن في داخل الأحرام الجامعية بين مؤيدي ومعارضي المقاطعة فحسب، وإنما في داخل اليهود أيضا، حيث أن مؤيدي المقاطعة اليهود ناشطون في منظمة 'طلاب من أجل العدل في فلسطين'، مقابل معارضي المقاطعة في منظمة 'هيلل'، ومنظمات يمينية أخرى. وفي الوسط، بين المنظمتين، هناك 'حركة جي ستريت'.

ويتابع التقرير أنه في ولايتي تينيسي وإنديانا صودق على قرارت ضد نشاط 'BDS'، كما من المتوقع أن يسن الكونغرس قانونا ضد المقاطعة من قبل أوروبا أو السلطة الفلسطينية. ولكن هذه الجهود قد تؤدي إلى نتائج مغايرة (بوميرانغ)، حيث ينظر إليها باعتبار أنها ثمرة تعاون بين الحكومة الإسرائيلية وبين اللوبي اليميني الذي ينشط من أجلها في واشنطن،  وبين المحافظين، وبتمويل ومراقبة أصحاب رؤوس الأموال اليمينيين، والتي ينظر إليها الطلاب الشباب والليبراليون (يهود وغير يهود) على أنها لا تثير التعاطف أو التماثل معها.

ويضيف أن معارضي المقاطعة يفضلون تجاهل العلاقة المباشرة بين صورة إسرائيل وإجراءاتها في السنوات الأخيرة وبين حالة الابتعاد عن إسرائيل المتصاعدة في الأحرام الجامعية والنشاط المتسارع لـ'BDS'.

ويفضل معارضو المقاطعة تبرير ذلك بالنسبة العالية لأبناء الأقليات في الأحرام الجامعية، بمن فيهم المسلمون، والأجواء التي خلقها الرئيس باراك أوباما، بدل الربط بين زيادة نشاط المقاطعة وبين 'العمليات/الضربات الإعلامية'، مثل 'وقف عملية السلام، وأضرار الحرب الأخيرة على غزة، والحرب على المهاجرين الأجانب، والحرب بين نتنياهو وأوباما، وانتخاب حكومة يمين متطرفة في إسرائيل'.

ويختم التقرير بالقول إن مؤيدي إسرائيل اعتادوا أن يعزوا أنفسهم بأن الطلاب سوف يكبرون ويدعمون إسرائيل مثلما فعل ذووهم، ولكن الأبحاث التي أجريت في السنوات الأخيرة تظهر أن البلوغ لا يغير بشكل حاد نظرتهم الأساسية للعالم. وبالنتيجة فإن الجيل الحالي، على ما يبدو، سيواصل التمسك بمواقفه الليبرالية الواضحة بشأن الاقتصاد والدين والمجتمع والميل للتصويت للديمقراطيين، الأمر الذي يقلق الجمهوريين، ويفترض أن يقلق إسرائيل بدرجة ليست أقل. 

التعليقات