"إسرائيل وحزب الله غير معنيين بالتصعيد"

تشير تطورات الأحداث، الإثنين، على الحدود الشمالية إلى أنه رغم تعهدات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بالرد على اغتيال سمير قنطار، وتهديدات إسرائيل بأن الجيش سيرد على كل التطورات، فإن أحدا من الطرفين لم يسارع إلى كسر قواعد اللعبة

تشير تطورات الأحداث، الإثنين، على الحدود الشمالية إلى أنه رغم تعهدات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بالرد على اغتيال سمير قنطار، وتهديدات إسرائيل بأن الجيش سيرد على كل التطورات، فإن أحدا من الطرفين لم يسارع إلى كسر قواعد اللعبة.

وبحسب التقارير الإسرائيلية فإن تفجير العبوة الناسفة في مزارع شبعا كان خلافا للتقديرات الأمنية الإسرائيلية، إلا أنه لم تقع إصابات، ووقعت أضرار لجرافة ثقيلة. وبعد أن قام ضباط سلاح الهندسة في قيادة الشمال العسكرية في الجيش الإسرائيلي بفحص حقيقة ما جرى، خلصوا إلى نتيجة مفادها أن "حزب الله قام بمغامرة، حيث أنه لو أسفرت العملية عن وقوع قتلى ومصابين، فإن الجيش سيضطر إلى رد أشد".

وجاء أن وزير الأمن، موشي يعالون، أجرى، مساء الإثنين، جلسة مشاورات أمنية في مكتبه بشأن الأحداث الأخيرة، شارك فيها رئيس أركان الجيش غادي آيزنكوط، ورئيس الاستخبارات العسكرية هرتسي ليفي، ورئيس شعبة العلميات نيتسان ألون، وضباط آهرون.

وعلم أن الجيش يعد لسلسلة من الردود المحتملة، بينها الاكتفاء بالقصف المدفعي، كما حصل، الإثنين، حيث أطلقت نحو 40 قذيفة باتجاه مواقع مختلفة.

تجدر الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي كان قد رفع مستوى التأهب على الحدود في الجولان السوري المحتل وعلى الحدود مع لبنان، باعتبار أنه من غير الواضح من أين سيكون الرد على اغتيال القنطار المنسوب لإسرائيل.

وأكد المتحدث باسم الجيش، موشي ألموز، أن الأهداف التي قصفها الجيش الإسرائيلي كانت محددة مسبقا.

تجدر الإشارة، في هذا السياق، إلى أن حزب الله كان قد هاجم دورية إسرائيلية في كانون الثاني/ يناير من العام 2015، على الحدود مع لبنان، ما أسفر عن مقتل ضابط وجندي، وذلك ردا على اغتيال جهاد مغنية وضابط إيراني كبير. وفي حينه اكتفى المستوى السياسي بالرد بالقصف المدفعي. وفي حينه أيضا انتقد ضباط إسرائيليون الرد، وطالبوا برد أشد لردع حزب الله مستقبلا، بيد أن الطرفين لم يرغبا في تصعيد الوضع على الحدود الشمالية.

وكتب المحلل العسكري، أمير بوحبوط، في موقع "واللا" الإلكتروني، إن الجيش الإسرائيلي لم يسارع إلى كسر قواعد اللعبة، باعتبار أن الطرفين غير معنيين بالتصعيد، خاصة وأنه لم تقع إصابات في الجانب الإسرائيلي، وإنما اقتصرت على أضرار مادية لإحدى الجرافات.

في المقابل، كتب المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل أن الأداء المدروس للجيش الإسرائيلي أحبط عملية التفجير، وأن حزب الله لم يشر إلى أن الحديث عن عملية أولى ضمن سلسلة عمليات مخطط لها، كما أن إسرائيل تجد صعوبة في تصديق أن مقتل القنطار سوف يؤدي إلى حرب ثالثة مع لبنان.

وأشار إلى أن رد حزب الله كان متوقعا، وأن نصر الله قد قال ذلك ثلاث مرات على الأقل، ومع ذلك فإن حزب الله اختار الرد في ساحة محدودة مسبقا، يمكن من خلالها احتواء أي أن تصعيد عسكري، حيث لا توجد بلدات إسرائيلية، وأن جل النشاط فيها عسكري.

وأشار هرئيل إلى أن إسرائيل بعثت إلى حزب الله، في الأسابيع الأخيرة، رسائل تحذير عن طريق قنوات دبلوماسية غير مباشرة.

كما أشار إلى أنه نظرا لانتهاء الحادث في مزارع شبعا بدون إصابات، فإن "مطاردة نشأت ملحم" عادت لتحتل العناوين في إسرائيل.

وبحسب هرئيل، فإن من قرر اغتيال قنطار قد افترض أن "نصر الله غير متماثل بشكل عميق معه، وأن حزب الله قد قلص علاقاته بقنطار منذ نحو سنة، خاصة وأن هاجسه هو الحرب في سورية، وليس المخاطرة بفتح جبهة جديدة مع إسرائيل".

ويختم مقالته بالقول إن إسرائيل تجد صعوبة في تصديق أن اغتيال قنطار، الذي كان احتجازه في السجون الإسرائيلية ذريعة لاندلاع الحرب عام 2006، سيكون ذريعة في مقتله لاندلاع حرب ثالثة مع لبنان في العام 2016.

 

التعليقات