ضابط إسرائيلي: العلاقات مع العرب ليست بمعزل عن الفلسطينيين

علينا أن نستعد لنهاية عقد تميّز بالهدوء النسبي والتنسيق الأمني المتحسن، أي لواقع يكون فيه الاستقرار أقل. وعلينا التأكد أيضا من أن هذه الأمور لا تنعكس على جوانب إستراتيجية أوسع، مثل الوضع في الأردن وعلاقاتنا مع دول سنية براغماتية أخرى

ضابط إسرائيلي: العلاقات مع العرب ليست بمعزل عن الفلسطينيين

مواجهات مع الاحتلال واقع يومي (أ.ف.ب.)

تعتبر إسرائيل أن أمامها في الفترة الحالية فرصا لتحسين علاقاتها مع تصفها بـ'الدول السنية' بسبب التوتر بين هذه الدول وإيران وما يسمى 'المحور الشيعي' عموما، كحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن. لكن رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، اللواء نيتسان ألون، حذر من النظر بهذا الشكل إلى الوضع الجيو – سياسي في المنطقة، وأشار في مقابلة أجرتها معه صحيفة 'يسرائيل هيوم'، أمس الثلاثاء، إلى أن هذه النظرة الإسرائيلية نحو هذه الفرص ليست ثابتة بالضرورة وأنه قد تحصل تطورات أو أحداث تبدد هذه الفرص.

وقال ألون إن 'وضعنا جيد بالمفهوم الإستراتيجي، لكن ثمة خطرا بوقوع حدث يتراوح ما بين عملية عدائية كبيرة وهجوم مفاجئ صغير، وبالأساس من جهة الجبهة الفلسطينية وخاصة من جهة غزة. هذه سيناريوهات ممكنة واحتماليتها ليست ضئيلة. ونحن نفعل ما بوسعنا من أجل مواجهتها، ومنعها في المستوى الإستراتيجي، لكني لن أفاجأ بتاتا إذا استيقظت في الليل على وقع حدث كهذا'. وتأتي أقوال هذا الضابط عشية يوم الغفران، الذي يصادف اليوم الأربعاء، وتحيي فيه إسرائيل ذكرى إخفاقها في توقع نشوب حرب أكتوبر عام 1973.

في هذا السياق، تحدث ألون عن 'حدث تكتيكي'، مثل عملية تفجيرية أو أسر جندي إسرائيلي، يمكن أن يتطور إلى حدث أكبر بكثير وأن 'يؤدي، مثلا، إلى حرب واسعة في غزة'. وأضاف أنه 'يوجد في غزة ارتداع عميق من الدخول إلى حرب ضد إسرائيل، لكن هذا لا يمنحنا أمنا مطلقا. إذ توجد هناك جهات أخرى بإمكانها المبادرة إلى عملية ما، وعلينا أن نأخذ بالحسبان إمكانية أن يتدحرج هنا حراك تصعيدي'.

ألون

وتطرق ألون إلى الهبة الشعبية الفلسطينية الحالية، ولم يستبعد احتمال تصاعد الهبة. إلا أن الأهم في أقوال ألون في هذا السياق هو 'أننا موجودون في نهاية عقد بدأ بنهاية الانتفاضة الثانية (عام 2005 – 2006)، وهو عقد تميّز بالهدوء النسبي والتنسيق الأمني المتحسن، وعلينا أن نستعد لنهايته، أي لواقع يكون فيه الاستقرار أقل مما شهدنا في العقد الفائت'.  

وربط ألون بين الوضع وهذه التوقعات في الساحة الفلسطينية وبين 'الفرص' التي تراها إسرائيل في الساحة العربية – الإقليمية. وقال إن 'مهمتنا هي الاهتمام بلجم تفجر أوضاع كهذا، وتوفير رد له استخباريا عملانيا وأن نكون طوال الوقت متقدمين خطوة قبل الأحداث والرد عليها لدى بدئها، ولكن علينا التأكد أيضا من أن هذه الأمور لا تنعكس على جوانب إستراتيجية أوسع، مثل الوضع في الأردن وعلاقاتنا مع دول سنية براغماتية أخرى'.

واعتبر في هذا السياق أن 'التوتر السني – الشيعي ينشئ واقعا مختلفا. فإذا كنا قد اعتدنا في وعينا أن نعتقد أن دولة إسرائيل هي دولة صغيرة محاطة بالأعداء، والجميع ضدنا، فإن هذا الواقع مختلف اليوم، وفي واقع كهذا، الذي ينظر فيه العالم السني إلى إيران على أنها عدو مركزي، وبالإمكان أن نضيف تهديدات أخرى مثل داعش والجهاد العالمي، نشأ حيز ما من المصالح المشتركة بين إسرائيل وجزء من الدول السنية'.

رغم ذلك، لفت ألون إلى صعوبة وجود علاقات علنية بين إسرائيل ومعظم 'الدول السنية' لأن 'المشاعر المعادية لإسرائيل ستخيم فوقها وكذلك القضية الفلسطينية غير المحلولة. علينا أن نعمل داخل هذا الحيز بحكمة ومفضل بعيدا عن الأضواء'.

يعالون يصافح الأمير السعودي تركي الفيصل

واعتبر ألون أن الحرب في سورية 'وعلى الرغم من المآسي الإنسانية في أماكن معينة، فإن هذا يقلل التهديدات والقدرة على محاربتنا. لكن يحظر أن يتسبب هذا الوضع بأن نكون مبتهجين. صحيح أن احتمال شن حرب ضدنا ضئيل الآن، لكن من واجبنا الاستعداد لتغيرات وسيناريوهات أخرى'.

ورأى ألون فرصا بالوجود الروسي في سورية، ونشر سورية صواريخ 'إس 300' المضادة للطائرات، مشيرا إلى أن هذه الصواريخ 'ليست موجهنا نحونا حاليا... وعلينا أن نضمن لأنفسنا أنه على الرغم من هذا الوجود فإننا نحتفظ لأنفسنا حرية العمل وفقا لمصالحنا' في إشارة إلى قصف أهداف في سورية وبينها قوافل تدعي إسرائيل أنها تنقل أسلحة إلى حزب الله في لبنان.

وقال ألون، الذي عاد من زيارة إلى الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، إن العلاقات بين إسرائيل وروسيا، التي تحسنت بالفترة الأخيرة ويوجد تنسيق أمني بين الدولتين، لا تؤثر على العلاقات الإسرائيلية – الأميركية. 'الأميركيون هم حلفاؤنا المركزيون، ولدينا تفاهمات معهم نحافظ في إطارها على مصالحنا'.  

وفي ما يتعلق بإيران، قال ألون إنه 'طالما أنها تعمل بموجب أيديولوجية مدعومة بموارد، فإنها تشكل تهديدا على إسرائيل بكل تأكيد، لكنها لا تشكل تهديدا وجوديا علينا'. وشدد على أنه 'ثمة شك في ما إذا كان هناك أحد بإمكانه أن يلقي بنا إلى البحر منذ العام 1948'.

اقرأ/ي أيضًا | بيرس: الأردن هي فلسطين.. لا أريد دولة عرفاتية

وسعى ألون إلى تدريج التهديدات على إسرائيل، وقال إنه 'يوجد التهديد الداهم والمتعلق بالحلبة الفلسطينية بجبهتيها (الضفة وغزة). وهناك تهديدات أخطر متعلقة بالأساس بالقدرات العملانية العسكرية لحزب الله بدعم إيراني. وهناك تهديدات أبعد، لكنها هامة بالتأكيد، مثل إمكانية مستقبلية لتطوير سلاح نووي إيراني. ومن الخطأ التدريج بصورة أحادية الأبعاد، وليس لدينا القدرة في الجيش الإسرائيلي على التفضيل لأن علينا مواجهة كافة هذه التهديدات'.   

التعليقات