قضية الغواصات؛ هددوا الألمان: لا صفقة غواصات بدون غنور

مسؤول إسرائيلي يسرد كيف تم استبعاده من منصبه كوسيط لشركة حوض بناء السفن الألمانية لصالح تعيين ميكي غنور بدلا منه

قضية الغواصات؛ هددوا الألمان: لا صفقة غواصات بدون غنور

كشف إسرائيلي يدعى يشعياهو بركات (شايكا)، كان يعمل وسيطا في صفقات شراء الغواصات الخمس الأولى للبحرية الإسرائيلية من ألمانيا كيف تم استبعاده من منصبه، لصالح ميكي غنور، مشيرا إلى أن مسؤولين كبارا في إسرائيل وضعوا شروطا أمام حوض بناء السفن الألماني مفادها أنه بدون تعيين غنور وسيطا لن يتم شراء غواصات من ألمانيا.

يقول شايكا إنه في صيف عام 2009 أنهى لقاء مع المدير العام الألماني لحوض بناء السفن الذي يبني الغواصات لإسرائيل، وولتر فرايتيج، مقابل مسؤولين كبار في وزارة الأمن. وبعد أن كال المسؤولون الإسرائيليون المديح للمشروع ولبركات، توجهوا للقاء التالي مع قائد سلاح البحرية إيليعيزر مروم. وفي الطريق إلى اللقاء كان في انتظارهما في موقف السيارات مرافقان آخران، أحدهما رئيس إحدى دوائر وزارة الأمن، والثاني هو أفريئيل بار يوسيف الذي كان يعرفه بشكل سطحي منذ أن كان في منصب ضابط كبير في سلاح البحرية.

ويتابع أن بار يوسيف قال لفرايتيج، فور رؤيته لبركات، إن قائد سلاح البحرية لا يريد أن يشترك بركات في اللقاء. وعندها رد فرايتيج بالقول إنه بدونه لن يتم اللقاء. وأجاب بار يوسيف بالقول في هذه الحالة فإن قائد سلاح البحرية يقول إن اللقاء لن يتم.

وبحسبه فإنه تدخل في هذه اللحظة، وطلب من فرايتيج أن يتوجه إلى اللقاء بدونه، باعتبار أن اللقاء مهم جدا، وأنه سيلتقي به في ساعات المساء لاحقا.

بهذه الكلمات وصف بركات لصحيفة 'يديعوت أحرونوت' ما يمكن أن يتطور إلى قضية جديدة أخرى تتصل بقضية الغواصات.

وبحسب بركات فإن الحديث عن شبهات فساد منظم وخطير جدا، يضع علامات استفهام على كل من كان له دور في صفقة شراء الغواصة السادسة. ويقول إنه حصلت عملية ابتزاز لحوض السفن الألماني من أجل استبعاده بعد أن مثله مقابل وزارة الأمن الإسرائيلية مدة 12 عاما، وذلك بهدف إحلال ميكي غنور مكانه.

ويقول، استنادا إلى ما سمعه من فرايتيج، إن التهديد الإٍسرائيلي كان يعني: 'إذا لم يستبدل الألمان بركات بغنور، إن إسرائيل ستقوم بشراء القطع البحرية من أحواض سفن أخرى منافسة في مواقع أخرى في العالم'.

كما يشير إلى أنه قبل بضعة شهور من اللقاء المشار إليه، بدأت تتراكم لديه شكوك حول ما يحصل، حيث أن قائد سلاح البحرية سبق وأن سأل في وقت سابق في زيارة له لحوض السفن، وهو يشير إليه 'ما الذي لا يزال يفعله هنا؟، وعندها أجابه فرايتيج بأن 'شايكا هو جزء من الطاقم'. وكان من الواضح أن ذلك لم يرق لقائد سلاح البحرية مروم.

ويتابع أن الأمور بدت أكثر وضوحا على وجبة عشاء بعد سلسلة لقاءات، حيث جلس إلى جانب شخص لم يكن يعرفه، وتبين له أنه يدعى ميكي غنور. كما  تبين له أنه تم استخدام مركبات غنور لتنقل الوفد الألماني من مكان لآخر، وأنه بعد اللقاء مع قائد سلاح البحرية، سافروا سوية للقاء وزير كبير في القدس، ثم عادوا لاحقا إلى وجبة العشاء في تل أبيب. وخلال هذه اللقاءات أبلغ فرايتيج أنه يجب على حوض  السفن الألماني أن يجري الاتصالات مع إسرائيل عن  طريق غنور، وإلا فإن إسرائيل ستتجه إلى جهات أخرى، وبحسب فرايتيج فقد كان الحديث عن فرنسا.

وبحسب بركات فإن فرايتيج قال له إن غنور طلب عمولة كبيرة تصل إلى 5%، وهي نسبة أكبر بكثير مما كان يتلقاه في صفقات سابقة.

ويضيف أنه أقنع المدير العام لحوض السفن بمواصلة العمل معهم، وذلك بعد أن قال له إنه لا يريد أن يعقد صفقات 'مع هؤلاء الأشخاص'. ويقول إنه بالرغم من ذلك، واصل الحوض التشاور معه بشأن الغواصتين السادسة والسابعة، ولكن في الواقع كان غنور هو الذي يصعد إلى الطائرة إلى ألمانيا كوكيل لهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن شايكا خدم مدة 30 عاما في سلاح الجو، وكان قد ترأس دائرة الاستخبارات في سلاح الجو خلال الحرب عام 1967. وينسب لنفسه إنشاء العلاقة مع حوض السفن الألماني في أواسط سنوات الثمانينيات حينما التقى ممثلين عنه. وفي أعقاب ذلك توسط، بناء على طلب وزارة الأمن، في صفقات الغواصات الثلاث الأولى.

ونقلت الصحيفة عن مروم قوله إنه كقائد سلاح البحرية عارض شراء الغواصة السادسة، وأنه بعث برسالة إلى متخذي القرار تشير إلى معارضته.

التعليقات