حائط البراق "يفجر" أزمة بين إسرائيل ويهود أميركا

عدم المصادقة على مخطط "حائط البراق" والقاضي بالسماح للنساء بالصلاة في الساحة، كما وحذرت الجالية اليهودية من رفض اتفاق يدعى "مخطط الحائط الغربي" وتداعياته على العلاقة ما بين اليهود بالعالم وإسرائيل.

حائط البراق

أعربت الجالية اليهودية في أميركا عن غضبها حيال قرار الحكومة الإسرائيلية، عدم المصادقة على مخطط "حائط البراق" والقاضي بالسماح للنساء بالصلاة في الساحة، علما أنه يتم الفصل بين الرجال والنساء، ولا يسمح للنساء أن يمارسن في القسم المعد لهن طقوسا دينية معينة تعتبر خاصة بالرجال من ناحية تقليدية.

وحذرت الجالية اليهودية من رفض اتفاق يدعى "مخطط الحائط الغربي"، حيث يسيطر تيار الأرثوذكسية اليهودية في إسرائيل في أوساط اليهود المتدينين ويعتبر تيارا متشددا. بينما في أوساط يهود أميركا، تسيطر التيارات الأكثر ليبرالية ويدعى أتباعها باليهود المحافظين والإصلاحين.

ووصفت "يديعوت أحرونوت" نقلا عن أوساط بالجالية اليهودية بأميركا ما حدث بـ"جريمة تدفيع الثمن"، وأن قرار الحكومة يسهم في تعميق الشرخ ما بين اليهود بالعالم وإسرائيل، وعليه تبحث أوساط الجالية اليهودية إمكانية التوجه بالتماس للمحكمة العليا الإسرائيلية للطعن بقرار الحكومة.

وقال رئيس الحركة الإصلاحية في أميركا، الحاخام ريتشارد جاكوبس: "يشكل القرار صفعة على وجه كلا التيارين اليهوديين المتدينين الكبيرين في الولايات المتحدة". وصل الحاخام جاكوبس إلى إسرائيل في زيارة طارئة للالتقاء برئيس الحكومة نتنياهو والتعبير عن معارضته".

وحذرت الجالية اليهودية من تداعيات عدم المصادقة على مخطط وتجميده، وهددت أوساط يهودية في واشنطن وجميع أنحاء العالم من مغبة انعكاسا ذلك سلبا على العلاقات مع إسرائيل والمساس بالتبرعات السنوية للجالية اليهودية بأميركا والتي تقدر بنحو مليار دولار تحول سنويا لإسرائيل، وكذلك التهديد برفع اليد عن حملات حركة المقاطعة العالمية (BDS)، وعدم التدخل في جميع انحاء العالم لمنع توسع نفوذها ضد إسرائيل.

يشار إلى أن تيارات اليهودية المحافظة والإصلاحية تحارب من أجل حقوق النساء لإقامة الصلاة وممارسة طقوس دينية وفق رغبتهن، خلافا لرأي اليهود الأرثوذكسيين.

في بداية عام 2016، صادقت الحكومة الإسرائيلية على مخطط تسوية بين التيارات، حيث تقام بموجبه باحة صلاة أخرى، في حائط البراق، يستطيع المصلون فيها تأدية الصلاة وفق تقاليد التيارات غير الأرثوذكسية.

لم يقبل اليهود الأرثوذكسيون وممثلوهم في الحكومة الإسرائيلية حقيقة فوز التيار الإصلاحي، لذا مارسوا ضغطا سياسيّا على نتنياهو.

حقق الضغط السياسي أهدافه، وحتى اليوم هذا لم يطبق المخطط الهام، الذي يدعى "مخطط الحائط الغربي". حتى أن نتنياهو أعلن خلال جلسة الحكومة وبشكل رسمي عن تجميد المخطط حتى إشعار آخر.

قرار آخر والذي لا يقل أهمية واتخذته الحكومة هو المصادقة على "قانون اعتناق اليهودية"، وبموجبه سيتم الاعتراف باعتناق اليهودية الذي تتم مراسمه بإشراف الحاخامية الكبرى في إسرائيل، التابعة للتيار الأرثوذكسي المتشدد، وبموجب القوانين.

بالمقابل، فإن كل اعتناق لليهودية يتم في إسرائيل أو خارجها، بموجب مراسم اعتناق اليهودية الخاصة باليهود الإصلاحيين والمحافظين، لن يعترف به في دولة إسرائيل أو لن يعترف به التيار الأرثوذكسي في أنحاء العالم الذي يعمل بموجب الحاخامية الرئيسية.

وفي أعقاب هذه القرارات، ألغي، لقاء احتفالي بين نتنياهو وزعماء الجاليات اليهودية في الشتات الذي كان من المتوقع إجراؤه برعاية الوكالة اليهودية التي قالت في بيانها: "قرارا الحكومة يخالفان الالتزامات التي قطعت على ممثلي الحركتين الإصلاحية والمحافظة، وقد يؤديا إلى شرخ عميق في أوساط يهود الشتات".

تجدر الإشارة إلى أن عدد أتباع الحركة الإصلاحية اليهودية بأكثر من مليوني يهودي في أنحاء العالم ومعظمهم في أميركا الشمالية. هناك في اليهودية الإصلاحية في أميركا الشمالية نحو 870 كنيسا يهوديا من بين 1170 كنيسا تابعا للحركة الإصلاحية في العالم.

التعليقات