كاتس لـ"إيلاف" السعودي: ربط ميناء حيفا بالسعودية والخليج

في مقابلة موجهة للعالم العربي يقلل من أهمية تصريح ترامب بشأن القدس ويدعو لدور سعودي أكبر في "عملية السلام" بداعي الارتياح الإسرائيلي لهذا الدور ويؤكد على مشروع إقليمي يصب في المصالح الاقتصادية لإسرائيل بربط ميناء حيفا بالسعودية والخليج

كاتس لـ

في مقابلة مع موقع "إيلاف" السعودي، نشرت اليوم الأربعاء، تناول الوزير الإسرائيلي للمواصلات والشؤون الاستخبارية، يسرائيل كاتس، جملة من القضايا، أبرزها ربط إسرائيل بدول العالم العربي من خلال إعادة إحياء "قطار الحجاز"التاريخي"، ولكن ضمن مشروع إقليمي يصب في المصالح الاقتصادية لإسرائيل.

كما كرر الدعوة إلى دور سعودي أكبر في ما يسمى "عملية السلام" والارتياح الإسرائيلي لمثل هذا الدور، وإقامة ميناء بحري على جزيرة اصطناعية قبالة قطاع غزة، وتصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن القدس. كما تتطرق إلى السعودية وتركيا والأردن وسورية وإيران ولبنان وحزب الله، وتهديداته بإعادة لبنان إلى العصر الحجري في الحرب القادمة.

في بداية الحوار تحدث كاتس عما أسماه "المشروع الإقليمي"، في إشارة إلى المخطط الإسرائيلي لإحياء قطار الحجاز، وربط ميناء حيفا بالخليج العربي، عن طريق استكمال السكك الحديدية من بيسان إلى جسر الشيخ الحسين، وإكمال السكك الحديدية في الأردن لترتبط بالسعودية.

وأشار إلى أن إسرائيل تقترح على دول الخليج طريقا قصيرة للوصول إلى حيفا، واستقبال البضائع الأوروبية والأميركية عبر المتوسط، وليس عبر مضيق هرمز وباب المندب "غير الآمنين"، على حد توصيفه.

وتابع أنه يقترح سلاما اقتصاديا بموازاة مسيرة سلمية سياسية مع الفلسطينيين، وبضمن ذلك ربط المناطق الفلسطينية بميناء حيفا، واستعمال الخطوط الحديدية للتواصل مع الأردن ودول الخليج، بحيث تستفيد الأردن هذه المرة من اتفاقية السلام، لافتا إلى أن تركيا تنقل بضائعها للخليج عبر ميناء حيفا، وبالشاحنات إلى الأردن، ومن هناك لدول الخليج، ونحو 25% من التجارة التركية تمر عبر ميناء حيفا، إلى دول الخليج عبر الأردن.

وردا على موقف الأردن من قرار ترامب الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، قال كاتس إن الاستقرار بالأردن هو مصلحة قومية وأمنية وإستراتيجية عليا لإسرائيل بالرغم من كل شيء، مشيرا إلى أن نحو 20% من التصدير الأردني يمر عبر ميناء حيفا.

وقلل كاتس من شأن قرار ترامب الاعتراف بالقدس في ظل معارضة الدول العربية، وبضمنها الدول التي تصنف "معتدلة"، مثل السعودية ومصر والإمارات والأردن، في المقابلة الموجهة للعالم العربي أساسا، وادعى أن ترامب لم يتحدث عن "القدس الموحدة" كعاصمة لإسرائيل، وأنه قال "إن مسألة شرقي القدس والحدود يتم بحثها في المفاوضات بين الطرفين، وهو أبقى الباب مفتوحًا أمام مسألة القدس الشرقية، ونحن نرى القدس الموحدة عاصمة لنا، لدولة اسرائيل التي عاد اليهود لبنائها بعد ألفي عام، وقبلنا قرار التقسيم حتى وإن كان صعبا، لأنه تضمن الاعتراف بحقنا كيهود بإقامة دولتنا هنا وفق وعد بلفور، وانطلاقا من حقنا كيهود، وها هو ترمب يعلن ما هو معمول به أصلا، وهو أن القدس عاصمتنا".

وادعى أن نصف الفلسطينيين يريدون الحرب ونصفهم يريد السلام، وأن الوضع الفلسطيني ضعيف بسبب الانقسام، وأن الفلسطينيين ليسوا جاهزين لأي حل، مضيفا أن "شارون انسحب من غزة إلى حدود 1967 فماذا حصل؟ صواريخ وتأثير إيراني على غزة، ونحن لن نقبل بأن تصبح قلقيلية وطولكرم ونابلس قواعد إيرانية جديدة لإطلاق الصواريخ علينا ومحاربتنا".

ويقترح كاتس إجراء مفاوضات على أساس "مبادرة الملك فهد"، وليس "المبادرة العربية"، بداعي أن المبادرة العربية غيرت مسألة اللاجئين، بينما ترفض إسرائيل عودة 5 ملايين لاجئ فلسطيني إليها، ويقترح ترميم وتطوير المخيمات في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وعن خطة السلام الأميركية، قال كاتس إنه لم يتم إطلاع إسرائيل على تفاصيلها، بل سئلت عما يمكن أن تقبله، لافتا إلى أن ما تطرحه واشنطن سيكون خيارا وليس فرضا.

وادعى في هذا السياق أن الفلسطينيين ضعفاء، ولا يستطيعون التوجه للمفاوضات بمفردهم، وأنهم بحاجة إلى جهة عربية قوية تدعم قيادتهم. وقال إنه "مستعد للدخول في مفاوضات كهذه شريطة أن ترعاها عربيا، بمظلة أميركية، جهة عربية قوية تتفق معنا في رؤية الخطر الإيراني على المنطقة وعلى العالم".

وأضاف أنه كوزير للاستخبارات يؤكد "نحن على استعداد، وبقيادة الولايات المتحدة، للتعاون مع كل من يشاركنا في التصدي للخطر الإيراني، ومنعها بكل الوسائل من الحصول على قدرة نووية، وسنمنعها من ذلك مهما كلف الأمر".

وأضاف أن إسرائيل ستتصدى بالقوة لكل من يهدد أمنها، وأنها ترفض تموضع إيران في سورية، وأنها أبلغت روسيا بذلك، مدعيا أن "إيران تشكل خطرا على المصالح الروسية ذاتها في سورية من خلال بناء القواعد العسكرية ومصانع الأسلحة والصواريخ"، وأن إسرائيل تمنع إيران من إقامة قواعد جوية وبرية وبحرية في سورية، وأن النظام السوري بات مدركا لذلك.

وردا على سؤال بشان مساهمة إسرائيل في الحفاظ على نظام بشار الأسد، قال كاتس "نحن لم نحدد هدفا، الحفاظ على نظام الأسد، أو إسقاطه، لم ولن نتدخل، ولكن نحن نحافظ على مصالحنا وخطوطنا الحمراء في سورية، ولن نسمح بالمس بسيادتنا أو الهجوم علينا من هناك، أو نقل أسلحة متطورة من إيران لحزب الله".

وهدد كاتس بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، مشيرا في السياق ذاته إلى تهديدات وزير سعودي بإعادة "حزب الله إلى الكهوف في الجنوب". وأضاف كاتس أنه "كلما كانت صواريخ حزب الله أكثر دقة كلما أصبحت الضربة الاسرائيلية أقوى وأوسع، وهذه المرة كل لبنان سيكون أهدافًا، وإن ما حصل في 2006 سيكون بمثابة نزهة في الطبيعة مقارنة مع ما يمكننا أن نقوم به، وأذكر مؤخراً أن وزيراً سعودياً قال إنه سيعيد حزب الله للكهوف في الجنوب، أنا أقول سنعيد لبنان للعصر الحجري".

وعن مستقبل المنطقة، كرر كاتس رؤيته لما أسماه "فرصا جديدة" للخروج من الوضع الحالي، وقال إن "المشروع الإقليمي لربط الخليج العربي بالسكك الحديدية مع الأردن، ومعنا إلى ميناء حيفا، ومنح الفلسطينيين ميناءً بريًا يربطهم مع الأردن والخليج هو فرصة جيدة وممتازة، لأننا أجرينا دراسات، ووجدنا أن حجم التبادل مع السعودية في حال نجاح المشروع للأردن وللفلسطينيين ولنا سيكون بنحو 250 مليار دولار سنويا".

وتابع أن هناك "ارتياحًا لدى الإسرائيليين من التطورات الحاصلة في السعودية، والتي باتت تعتبر قائدة العالم العربي إلى جانب مصر، لذلك من المهم أن تنضم السعودية إلى جهود السلام، وأن تكون محورًا للسلام والمشاريع الاقتصادية الكبيرة، وتشكل حلفًا إستراتيجيًا مع الولايات المتحدة في مواجهة التطرف الإيراني والإرهاب بشتى أشكاله".

وأضاف أن هذا "المشروع الإقليمي" مخطط له وبالتعاون مع الولايات المتحدة واليابان والصين وتركيا ودول أوروبية، مدعيا أن ذلك ممكنا بالتوازي مع مسيرة سلمية ومبادرة إقليمية، وأنه عملي وسيعود بالفائدة على الفلسطينيين والمنطقة، إضافة إلى أنه يتيح "أيضا من الناحية الأمنية الاستخباراتية التعاون مع الجميع لمواجهة خطر ايران".

كما لفت إلى اقتراح سابق له في إقامة جزيرة اصطناعية في البحر مقابل غزة، بالاتفاق مع نتنياهو والحكومة.

التعليقات