دراسة: إسرائيل ساعدت تايوان ببناء برنامج نووي سري

تايوان عملت بصورة سرية على تطوير هذه أسلحة نووية وكيميائية وبيولوجية بهدف ردع الصين، والشخصية المركزية الإسرائيلية في هذا المشروع هو البروفيسور دافيد أرنست برغمان، الملقب بـ"أبو القنبلة النووية الإسرائيلية"

دراسة: إسرائيل ساعدت تايوان ببناء برنامج نووي سري

مفاعل ديمونا (أرشيف)

تكشف دراسة ستنشر اليوم، الجمعة، عن أن إسرائيل ساعدت بصورة سرية جهود تايوان لتطوير أسلحة غير تقليدية، على مدار عقدين، من منتصف الستينيات وحتى الثمانينيات. وسعت تايوان حينذاك إلى تطوير أسلحة نووية وكيميائية وبيولوجية وصواريخ بالستية بإمكانها حمل هذه الأسلحة.

ووفقا للدراسة، التي أعدها رئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن، ديفيد ألبرايت، وأندريا ستريكر، فإن تايوان عملت بصورة سرية على تطوير هذه الأسلحة بهدف ردع الصين، التي ترى بأن جزيرة تايوان تابعة لها. وفي نهاية المطاف، أرغمت الولايات المتحدة تايوان على وقف هذا المشروع.

وكانت الشخصية المركزية الإسرائيلية في هذا المشروع البروفيسور دافيد أرنست برغمان، وهو فيزيائي من معهد وايزمان ومن مؤسسي سلاح الفضاء في الجيش الإسرائيلي وتولى رئاسة لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية في الماضي. وأشارت صحيفة "معاريف" إلى أن برغمان يوصف بأنه "أبو القنبلة النووية الإسرائيلية".

وعمل برغمان خلال وجوده في لجنة الطاقة الذرية وبعد مغادرتها، في العام 1966، مستشارا للبرنامج النووي التايواني. وزار تايبيه عدة مرات، والتقى في زيارته الأولى، عام 1965، مع مؤسس الدول ورئيسها تشيانغ كاي شيك. واجتمع في الزيارات اللاحقة مع علماء وجنرالات تولوا مناصب مركزية في هذا البرنامج النووي العسكري. كذلك زار إسرائيل خبراء نوويون من تايوان، وبينهم نائب وزير الدفاع، الجنرال تانغ.

وتذكر الدراسة الأميركية أن أحد الباحثين الأوائل الذين تناولوا العلاقات بين إسرائيل وتايوان هو البروفيسور يتسحاق شاحور، من الجامعة العبرية في القدس. وتقول الدراسة إن برغمان أوصى "ببلورة خطة لخمس إلى سبع سنوات، يتم خلالها بناء مفاعل نووي يستند إلى مياه ثقيلة، ومنشأة لإنتاج المياه الثقيلة ومصنع لفصل البلوتونيوم وتجهيزه لإنتاج سلاح نووي. ولكن في المقابل، الادعاء أن جميع هذه المنشآت لأهداف سلمية".

ولفتت الدراسة إلى أن توصية برغمان هذه "تكاد تبدو نسخة عن مجمع منشآت السلاح النووي الإسرائيلية في ديمونا". وشددت الدراسة على أن توصية برغمان جاءت "فيما كانت إسرائيل في أوج تطوير سلاح نووي، وكانت قريبة من بناء قنبلتها النووية الأولى".

وأضافت الدراسة أنه "ربما أن برغمان، الذي كان مسؤولا عن توجيه المقتنيات والعتاد للبرنامج النووي الإسرائيلي، أوصى أمام التايوانيين حول نوعية العتاد وفي أي دول يتم شراء ما يحتاجه تطوير سلاحهم النووي".

وذكرت الدراسة أن مدير عام وزارة الأمن الإسرائيلية، مناحيم ميرون، التقى في العام 1983 مع وفد تايواني رفيع، طلب إنشاء منظومة ثلاثية، تشمل جنوب أفريقيا، التي قدمت مساعدات للبرنامج النووي الإسرائيلي وأجرت إسرائيل تجارب نووية قبالة سواحلها في المحيط.

لكن الدراسة أشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية تخوفت من رد فعل الصين والولايات المتحدة، ولذلك كانت مساعداتها لتايوان بهذا الخصوص محدودة. وتقتبس الدراسة عن تشيانغ كاي شيك قوله إن "إسرائيل أمرت برغمان ألا ينشغل كثيرا في المجال النووي، وأن يقدم توصيات بشأن اتجاه وغايات البرنامج فقط".    

التعليقات