التقييم الإستراتيجي لـINSS: مواصلة الغارات بسورية واحتمالات التصعيد بغزة

وفي الناحية السياسية، أوصى بخطوات مستقلة ومنسقة مع السلطة الفلسطينية، من أجل وقف الانزلاق إلى واقع الدولة الواحدة، وتحسين العلاقات مع الأميركيين اليهود والمعارضة الأميركية لترامب

التقييم الإستراتيجي لـINSS: مواصلة الغارات بسورية واحتمالات التصعيد بغزة

(أ ب)

أصدر "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب تقريره السنوي بعنوان "تقييم إستراتيجي لإسرائيل 2018 – 2019"، وسلم التقرير للرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، أمس الأربعاء. ويلخص هذا التقرير العام الماضي، الذي وصفه بأنه "فترة تميزت بحدوث تحولات في محيط إسرائيل القريب وأحداث جرت في محيطها الأبعد، التي كان لها أيضا تأثير مباشر التحديات والفرص الماثلة أمامها".

واعتبر التقرير أنه "تكمن في الديناميكية والاتجاهات المستمرة في هذه التغييرات تهديدات أمنية، من حيث التصعيد أو الجمود المليء بالمخاطر. وفي الوقت نفسه، يمكن العثور في صورة الوضع هذه على فرص للقيام بخطوات ووضع سياسات تساعد إسرائيل على مواجهة التحديات الأمنية الماثلة أمامها، وتحسين موقعها إزاء التهديدات على مكانتها الإقليمية والدولية".    

وتركز فصول التقرير على الدلالات الأساسية للتحولات التي جرت في الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة، وتصاعد بؤر التوتر، التي مصدرها في المنطقة والحلبة الدولية ذات العلاقة بها. وصدر التقرير هذا العام مقلصا قياسا بتقارير صدرت في السنوات الماضية عن المعهد.  

ويتناول الفصل الأول في التقرير الحالي، إيران وأنشطتها وعملياتها في الشرق الأوسط، إذ تعتبر إسرائيل أن إيران تشكل التهديد الأكبر عليها. ويتحدث هذا الفصل عن سعي إيران لتوسيع تأثيرها في الشرق الأوسط، وخاصة تبعات السياسة الإيرانية في سورية ولبنان، إلى جانب الحلبة الإيرانية الداخلية والسياسة الخارجية الإيرانية.

ويتطرق الفصل الثاني إلى جبهة إسرائيل الشمالية والتدخلات الإقليمية والدولية في الحرب السورية، والمساعي الدولية من أجل استقرار سورية، إضافة إلى تسلح حزب الله في سورية ولبنان، واحتمالات التصعيد جراء ذلك بنظر إسرائيل. وفي هذا الإطار، تطرق هذا الفصل إلى الوجود الروسي في سورية والدور الذي تؤديه هناك في بلورة التطورات بما في ذلك احتمالات الاستجابة إلى مطالب إسرائيل بخروج الإيرانيين من سورية.

ويتناول الفصل الثالث تأثير الديناميكية الدولية عموما، وبين الدول العظمى خصوصا، على الشرق الأوسط، وخاصة على المصالح الأمنية والسياسية الإسرائيلية في سورية ولبنان وفي حلبة الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.

ويتعرض الفصل الرابع على الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، لكنه يركز بالأساس على الصراعات الفلسطينية الداخلية، ويطرح خطوات يتعين على إسرائيل القيام بها من أجل تحسين واقعها السياسي والأمني.   

ويتطرق الفصل الخامس إلى الحلبة الإسرائيلية الداخلية ورصد الفجوات بين التقييمات المختلفة حول تبعات خطوات نفذتها الحكومة الإسرائيلية مؤخرا على النظام الديمقراطي فيها، كأساس يساعد في "الحفاظ على إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية".

ويختم التقرير فصل التوصيات، الذي أعده رئيس المعهد، عاموس يدلين، الذي تولى في الماضي منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية. ويوصي التقرير أمام الحكومة وصناع القرار، بأن تستعد إسرائيل بالتنسيق مع الولايات المتحدة لاحتمال أن تتوقف إيران عن تطبيق بنود الاتفاق النووي أو انطلاقها نحو صنع قنبلة نووية؛ استمرار منع نقل أسلحة نوعية إلى حزب الله طالما أنه بالإمكان تنفيذ ذلك في سورية، ومن خلال الإدراك لوجود مؤشرات على إغلاق هذه الإمكانية. وفي هذه الحالة رأت تقييمات المعهد أنها تستوجب إعادة النظر في شكل مواجهة حزب الله وتسلحه؛ استمرار خوض إسرائيل "معركة محدودة النطاق" في سورية ضد التموضع الإيراني هناك، وفي موازاة ذلك الاستعداد لتصعيد عسكري في قطاع غزة إلى جانب استعداد لبحث تسوية مع حماس، لضمان الهدوء في قطاع غزة.   

وفي الناحية السياسية، أوصى التقرير باستغلال "نافذة فرص" لخطوات مستقلة ومنسقة في الحلبة الفلسطينية، من أجل وقف الانزلاق إلى واقع الدولة الواحدة؛ المبادرة إلى أنشطة ترمي إلى توثيق العلاقات مع قطاعات مختلفة في الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، التي يسود توتر كبير بينها وبين الحكومة الإسرائيلية، إلى جانب إجراء حوار مع المعارضة الأميركية لإدارة الرئيس دونالد ترامب، كي يلحق الضرر بعلاقات إسرائيل معها.  

التعليقات