انتهاء الضبابية الإسرائيلية ضد إيران قد تقود لحرب

عزت ورقة صادرة عن inss توقيت تصريحات نتنياهو حول مهاجمة إسرائيل لأهداف إيرانية في سورية إلى المعركة الانتخابية للكنيست، وإلى أنها تأتي بعد إعلان ترامب الانسحاب من سورية، وطرح إسرائيل معادلة: لا استقرار بسورية بوجود إيران

انتهاء الضبابية الإسرائيلية ضد إيران قد تقود لحرب

قوات إيرانية في أحد التدريبات في إيران (ا ب)

أثارت تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، التي أكدوا من خلالها الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف لإيران وحزب الله في سورية، وتهديدهما بمواصلة هذه الهجمات، انتقادات في صفوف عسكريين ومحللين حيال إنهاء سياسة "الضبابية" التي اتبعتها إسرائيل طوال السنوات الماضية، بعدم تعليقها على هذه الهجمات وعدم تحمل  مسؤوليتها.

وقالت ورقة موقف صادرة عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، اليوم الثلاثاء، أن"الجديد في التصريحات الإسرائيلية هو تحمل مسؤولية رسمية، شاملة وكمية لسياسة الهجمات ضد أهداف لإيران في أنحاء سورية في السنوات الأخيرة، من خلال التصريح بنوايا حيال مواصلة الهجمات وتصعيدها وفقا للحاجة... وهذه التصريحات هي النقيض لسياسة الضبابية في الجبهة السورية، التي أخذت تتبدد في السنتين الأخيرتين".

وعزت الورقة توقيت هذه التصريحات إلى "حاجة إسرائيل إلى توضيح خطوطها الحمراء في سورية لجميع اللاعبين في هذه الجبهة، وخصوصا في أعقاب إعلان الرئيس دونالد ترامب حول انسحاب الولايات المتحدة (من سورية)، ومقولته إنه بالنسبة له ’بإمكان الإيرانيين فعل ما يشاؤون’ في سورية".   

وأضافت الورقة أن سببا آخر للتصريحات الإسرائيلية هو "تصعيد الخلاف بين سورية وروسيا وبين إيران، كي تخرج الأخيرة من سورية، إذ أنه طالما أن سورية تشكل ساحة قتال بين إيران وإسرائيل، فإن ثمة خطرا على أمن النظام السوري ويصعب التقدم في عملية إعادة الإعمار"، أي أنه لن يسود استقرار في سورية، المعني به النظام وروسيا، طالما هناك قواعد لإيران في سورية.

واعتبرت الورقة أن أقوال آيزنكوت حول تكلفة الوجود الإيراني في سورية، وبحسب ادعائه أنفقت 16 مليار دولار خلال السنوات السبع الماضية، كانت موجهة إلى المعارضين داخل إيران لتمويل أنشطة إيران خارج البلاد، فيما تواجه الدولة عقوبات أميركية وأزمة اقتصادية.

وأكدت الورقة أيضا على أن لهذه التصريحات الإسرائيلية، وخاصة التي أطلقها نتنياهو، سبب داخل، كونها تتحدث عن نجاحات إسرائيل ضد إيران، خلال معركة الانتخابات العامة للكنيست، وأن نتنياهو يريد أن يظهر كرجل أمن قوي.

"تلخيص النجاحات الإسرائيلية سابق لأوانه"

حذرت الورقة من أن التصريحات الإسرائيلية "ليست مفيدة وحتى أنها قد تصعّد المخاطر باتجاه التصعيد وتضييق حيّز المناورة الإسرائيلية في سورية". وأضافت أنه "إذا كان لسياسة الضبابية في الماضي مساهمة في منع حرب، فإن تبني المسؤولية على هجمات الماضي والتصريح بالنية بمواصلة الهجمات في المستقبل قد يكون تأثير معاكس".

كذلك فإن الإيرانيين ينظرون إلى التصريحات الإسرائيلية بأنها "مباهاة ومحاولة للإذلال، ولذلك فإنها قد تزيد الضغوط على قادة إيران من أجل القيام بردِ. وكلما لاقت إيران صعوبة بالرد من سورية، فإنها قد تحاول الرد من خارج سورية".

ولفتت الدراسة إلى أن هذه التصريحات "من شأنها أن تعزز التزام إسرائيل بمواصلة سياسة الهجمات، ولو من أجل إظهار تواصل كي لا تتضرر مصداقيتها الردعية، الأمر الذي سيصعد مخاطر تدهور الوضع". كما أن هذه التصريحات "من شأنها أن تزيد معارضة روسيا لعمليات إسرائيلية في سورية وتقليص حيز العمل الذي توجد حوله تفاهمات بشكل أكبر".

وقالت الورقة إن الصراع بين إسرائيل وإيران متعدد الجبهات ويبدو أنه بعيد عن الانتهاء، بحيث أن "تلخيصات النجاح علنا تبدو سابقة لأوانها، خاصة وأن إيران لا تزال تحتفظ بوجود عسكري في سورية وحتى أنها تعمل على تحسين قدراتها للعمل من لبنان والعراق أيضا. إضافة إلى ذلك، فإنه لا يوجد سبب لتوسيع الحساب المفتوح بين إيران وحزب الله وسورية وبين إسرائيل بواسطة تبني مسؤولية أحداث من الماضي".

وأوصت الورقة في النهاية، بأنه "من الأفضل لإسرائيل الحفاظ على تصريحات مستوى منخفض وأن تكون انتقائية أكثر في اختيار الأهداف ووفقا لاعتبارات مخاطر مقابل النجاعة، وذلك قبل أن يتقلص حيز المناورة بشكل أكبر. وتصاعد التوتر في الجبهة الشمالية يستوجب أيضا استعدادا مسبقا لحالة التصعيد".

التعليقات