إيران في العراق: قيود عديدة تمنع هجمات إسرائيلية

تسعى الإدارة الأميركية إلى الضغط على العراق كي ينصاع للعقوبات ضد إيران، لكن تركيبة الحكومة الجديدة في بغداد ترفض هذه الضغوط، ويطالب بعضها بإخراج القوات الأميركية، ما أدى إلى توتر يحاول دبلوماسيون وعسكريون أميركيون تهدئته

إيران في العراق: قيود عديدة تمنع هجمات إسرائيلية

ترامب في العراق، كانون أول/ديسمبر الماضي (أرشيفية - أ ب)

أدت الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على العراق كي ينصاع للعقوبات على إيران، إلى توتر بين الجانبين، في الوقت الذي صرّح فيه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن "وجود القوات الأميركية في العراق يسمح للولايات المتحدة بالعمل في سورية إذا دعت الحاجة، والالتفات إلى إيران". وفي مقابل ذلك، أعلنت القيادة العراقية عن معارضتها لتصريح ترامب، وجرى طرح مشروع قانون في البرلمان العراقي يدعو إلى حظر وجود القوات الأميركية في العراق.

لكن يبدو أن لإسرائيل مصلحة في استمرار وجود القوات الأميركية في العراق، واعتبرت ورقة تقدير موقف صادرة اليوم، الإثنين، عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، أنه على الرغم من التوتر بين الولايات المتحدة والعراق، إلا أنه "توجد للعراق والولايات المتحدة مصلحة في استمرار الوجود العسكري الأميركي، خاصة على خلفية اعتراف بغداد بأن المساعدات الأمنية الأميركية ستكون مطلوبة في السنوات المقبلة أيضا". ويشار إلى أن عديد القوات الأميركية في العراق يبلغ 5200 جندي.

بناء على ذلك، اعتبر المعهد أن على الإدارة الأميركية "إبداء حساسية بالغة وتفهم عميق للفروق الدقيقة في السياسة العراقية الداخلية، خاصة على خلفية تعزز قوة الجهات الشيعية المتماثلة مع إيران وتعارض الولايات المتحدة، في أعقاب الانتخابات الأخيرة".   

وعبر المعهد عن توجسه من تشكيلة الحكومة العراقية الجديدة، "التي تستند إلى دعم جهات شيعية مؤيدة لإيران". وأشار إلى أن الإدارة الأميركية تسعى إلى وقف تزود العراق بالطاقة من إيران، واستبدال الأخيرة بدول عربية في الخليج "من دون نجاح ظاهر حتى الآن". وفي سياق العقوبات على إيران، فإن الإدارة الأميركية أعفت العراق من استيراد الغاز الإيراني لستة أشهر، واستيراد الكهرباء من إيران لثلاثة أشهر، بينما أعلن مسؤولون عراقيون إنه ليس في نية بغداد أن تكون جزءا من نظام العقوبات ضد طهران.

ورأى المعهد بتصريح ترامب حول وجود القوات الأميركية في العراق أنها ستسمح بالتدخل في سورية ومراقبة إيران، أنه يتناقض مع موقف الاستخبارات والجيش الأميركيين، اللذين يؤكدان أن الهدف الوحيد لهذه القوات هو مساعدة الجيش العراقي في حربه ضد التنظيمات الإرهابية. كما أن الرئيس العراقي، برهم صالح، ورئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، رفضا تصريح ترامب، وشددا على أنه لا يوجد لدى القوات الأميركية في العراق تفويضا بمراقبة إيران وأن العراق لن يكون نقطة انطلاق ضد إيران. وفي أعقاب ذلك صرح مسؤولون ودبلوماسيون أميركيون على أن الولايات المتحدة تحترم سيادة العراق.

ولفت المعهد إلى أنه إلى جانب التوتر الأميركي – العراقي، إلى عدم وجود ممثلية أميركية رفيعة المستوى في الحوار الدائم في المستوى الإستراتيجي، في أعقاب استقالة المبعوث الأميركي الخاص لترامب إلى التحالف ضد "داعش"، برت ماكغورك، الذي عقد لقاءات عديدة مع القيادة العراقية. واعتبرت أن هذه الأمور مجتمعة لا تساعد في الاتصالات الهادئة بين الجانبين حول تنفيذ قوات كوماندوز أميركية هجمات ضد "داعش" في سورية وانطلاقا من الأراضي العراقية.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن السابق، أفيغدور ليبرمان، قد تطرقا في الماضي إلى إمكانية شن إسرائيل هجمات ضد "أهداف إيرانية" في العراق. وأشار المعهد في هذا السياق إلى أن تصريحات كهذه تتطلب إدراك المصالح الأميركية في العراق والحساسيات الحالية مقابل الحكومة العراقية الجديدة.

وخلص المعهد إلى أن "ثمة أهمية لأن تأخذ إسرائيل بالحسبان أن هناك شك في أن يوافق الأميركيون على تطبيق السياسة الإسرائيلية، بتوسيع جهودها العسكرية ضد وجود إيراني إلى الأراضي العراقية أيضا، خاصة بسبب التخوف من مسّ محتمل بقواتهم المنشرة في العراق. وذلك، إلى جانب اعتبارات أخرى، بينها علاقات إسرائيل مع الأكراد الذين يشاركون في الحكومة العراقية".

التعليقات