ورقة موقف إسرائيلية: اتفاق نووي جديد لـ30 عاما

"لا ينبغي أن تعود الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، وأنما السعي إلى اتفاق جديد، يتعامل مع كافة القضايا الإشكالية وفي مقدمتها بند ’الرسوب’، وفي موازاة ذلك، ينبغي صدور قرار دولي، يتطرق للصواريخ البالستية والإرهاب والتدخل الإيراني في أنحاء الشرق الأوسط"

ورقة موقف إسرائيلية: اتفاق نووي جديد لـ30 عاما

استعراض عسكري في طهران، أيلول/سبتمبر الماضي (أ.ب.)

دعت ورقة موقف إسرائيلية إلى استمرار ممارسة ضغوط على إيران "من جميع الاتجاهات"، من أجل إنشاء تحالف دولي واسع، "يوضح بصورة موثوقة ومقنعة، أنه ليس فقط أن جميع الخيارات ضد إيران موضوعة ’على الطاولة’، وإنما هي جاهزة للاستخدام بصورة موثوقة من أجل تنفيذها، إذا دعت الحاجة". كما اعتبرت الورقة، التي نشرها، هذا الأسبوع، "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، وأعدها رئيسه عاموس يدلين، الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن الاتفاق النووي، بين إيران وبين الدول الكبرى الست، في العام 2015، تضمن "سبع سنوات جيدة" تليها "سبع سنوات سيئة جدا".

و"الإيجابيات الفورية" للاتفاق النووي، حسب يدلين، كانت بالأساس إعادة البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء وفرض إبطاء تقدمه لمدة عشر سنوات. وفي المقابل، تمثلت "المساوئ الخطيرة" للاتفاق بأنه سمح لإيران بمواصلة تطوير تكنولوجية تخصيب اليورانيوم. واعتبر أن بند "الرسوب" (نهاية فترة الرقابة) يمنح شرعية كاملة "لبرنامج نووي إيراني غير محدود ويسمح بالوصول، هلال فترة قصيرة جدا، إلى سلاح نووي عندما تقرر إيران الانطلاق نحو القنبلة". وأضاف أن بين "مساوئ" الاتفاق النووي، فرض إشراف محدود على منشآت غير معلنة ومنشآت عسكرية، وتجاهل البعد العسكري للنشاط الإيراني، وعدم التطرق إلى الصواريخ البالستية و"النشاط الإيراني الضار في الشرق الأوسط".

وتابع يدلين أن فرضيات أساسية تبناها مؤيدو الاتفاق النووي ثبت خطأها، وبينها أن إيران لم تكن منفتحة على حوار حول قضايا ليست نووية، في الفترة التي سبقت انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، وأن إيران صعدت "سلوكها العدواني" في المنطقة، وأن حصولها على أموال كانت مجمدة، بسبب العقوبات، سمح لها بدعم نظام بشار الأسد وحزب الله والحوثيين في اليمن، ونشر مقاتلين وعتاد عسكري "يهدد إسرائيل والسعودية ودول أخرى في الخليج" من سورية ولبنان والعراق واليمن. "وعلى هذه الخلفية أقدمت إدارة ترامب، الأسبوع الماضي، على خطوة غير مألوفة وأعلنت عن الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية".    

وأضاف يدلين أن إيران تطور مساري تسلح إستراتيجيين يدعمان بعضهما، أحدهما نووي والآخر تقليدي. "إيران تسعى إلى أن تنشئ لنفسها مظلة نووية تساعدها في مواصلة نشاطها العدواني التقليدي كجزء من تطلعها إلى هيمنة إقليمية، وتعمل في موازاة ذلك على نشر قوات تقليدية وصواريخ دقيقة في سورية والعراق ولبنان، من أجل ردع إسرائيل والولايات المتحدة من العمل ضد برنامجها النووي. وإيران تعمل دون كلل من تقويض استقرار الدول البراغماتية في المنطقة من خلال التآمر واستخدام قوات موالية لها".

واعتبر يدلين أن الدعوة إلى العودة إلى اتفاق نووي شبيه بذلك الذي تم توقيعه في العام 2015 هو "اقتراح خطير". وأضاف أنه في العام 2021 ستنتهي "السنوات الجيدة"، وعندها ستحصل إيران على مصادقة دولية من أجل الوصول إلى عتبة نووية، "وهذا سيناريو رهيب ينبغي منع تحقيقه".

وأضاف يدلين أن الخيار بين "اتفاق أو حرب" ليس واقعيا، مشيرا إلى أنه كان شريكا في قصف إسرائيل للمفاعلين النوويين في العراق (عام 1981) وسورية (عام 2007)، من دون أن يقود ذلك إلى حرب. "ولذلك، فإن التوقع أن الانسحاب من الاتفاق النووي سيقود إلى حرب، كان معزولا عن الواقع الإستراتيجي والعسكري للشرق الأوسط".   

وأردف أن "إيران ليس دولة قادرة على فعل أي شيء، وإنما هي دولة ضعيفة جدا، تتحرك بسرعة  نحو صدام مباشر مع إسرائيل والولايات المتحدة. وبصورة تنطوي على تناقض، فإن عدم استعداد واضح لاستخدام القوة إنما يشجع العدوانية الإيرانية وحسب، بينما استعداد واضح لاستخدام القوة يساعد على خفض خطر الحرب".

ومضى يدلين أنه "لا ينبغي أن تعود الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي"، وأن "على الولايات المتحدة السعي إلى اتفاق جديد، يتعامل مع كافة القضايا الإشكالية وفي مقدمتها بند ’الرسوب’". ودعا إلى تمديد فترة "الرسوب" لتصل إلى 30 عاما على الأقل، واشتراط ذلك "بتغيير حقيقي ودائم في سلوك إيران. وينبغي أن تشمل التغييرات الأخرى رقابة عميقة وناجعة أكثر، وخصوصا إجراء تحقيق كامل للبعد العسكري للبرنامج النووي. وفي موازاة ذلك، ينبغي صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي، يتطرق إلى قضية الصواريخ البالستية والإرهاب والتدخل الإيراني في أنحاء الشرق الأوسط".

التعليقات