نقل إسرائيل إلى "سنتكوم": فوائد التطبيع.. وأضرار البعد عن أوروبا

استبقت وزارة الدفاع الأميركيّة (البنتاغون) دخول الرئيس الأميركي الجديد، جو بايدن، بنقل إسرائيل إلى منطقة قيادتها المركزية في الشرق الأوسط ("سنتكوم") من منطقة عمليات القيادة الأوروبية للقوات الأميركيّة.

نقل إسرائيل إلى

قائد "سنتكوم" في إسرائيل الأسبوع الماضي (الجيش الإسرائيلي)

استبقت وزارة الدفاع الأميركيّة (البنتاغون) دخول الرئيس الأميركي الجديد، جو بايدن، بنقل إسرائيل إلى منطقة قيادتها المركزية في الشرق الأوسط ("سنتكوم") من منطقة عمليات القيادة الأوروبية للقوات الأميركيّة.

وتضمّ "سنتكوم" مصر ودول الخليج وإيران وأفغانستان وباكستان ولبنان وسورية والعراق.

وَيُعدّ النقل استمرارًا لجهود إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، في تطبيع العلاقات بين إسرائيل وبين دول عربيّة تتبع "سنتكوم"، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات العسكريّة لبناء تحالف عسكريّ لمواجهة إيران.

وأعدّ التقريرَ رئيسُ الوحدة الإستراتيّجيّة في قسم التخطيط في هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي سابقًا، أساف أوريون، ومديرُ المعهد، أودي ديكيل.

وذكر تقرير صادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" التابع لجامعة تل أبيب أن انضمام إسرائيل لـ"سنتكوم" سيسهّل التنسيق والتعاون مع القوات الأميركيّة، الموجود الآن، وستطوّر احتمال تكامل أفضل في التخطيط والتجهيز والعمليّات. كما سيساهم ذلك في دفع "تحالف إقليمي بمشاركة دول عربية وإسرائيل على وقع تهديدات إيران وجهات سلفية جهاديّة، وستوفّر منصّة لدفع العلاقات الأمنيّة بين حلفاء الولايات المتحدة وترتيبات الأمن الإقليميّة برعاية أميركيّة في مجالات الردع والاستخبارات، والحرب على الإرهاب، والدفاع الجوي، والدفاع من الصواريخ والتدريبات والإدارة بشكل تام".

وسيوفّر هذا التعاون الوثيق "نقلا تدريجيًا لجزء من عبء الأمن الإقليمي عن كاهل الولايات المتّحدة إلى عدد من شركائها. تحت مظلّة ’سنتكوم’، سيكون طبيعيًا وبسيطًا أكثر للجيش الإسرائيلي إنشاء اتصالات عسكريّة مع مصادر في المنطقة، وللاستعانة بالجيش الأميركي للتواصل مع جيوش مجاورة لا توجد بين دولها وبين إسرائيل علاقات سلام، ولتحسين التجاوب الإقليمي ضد التهديدات المشتركة". وسيكون مطلوبًا من الجيش الإسرائيلي انتداب ضباط اتصال إلى قيادة "سنتكوم" في تامبا بولاية فلوريا، "وربّما، في المستقبل، في مركز العمليّات الجوية في قطر".

جوانب سلبيّة

مع ذلك، ثمّة جوانب سلبيّة في النقل، بحسب التقرير. " إلى جانب التحديّات، تستعين قيادة أوروبا (في الجيش الأميركي) كذراع عملياتي أمامي لاستخلاص العبر العمليّاتيّة، وتقريبًا لم يكن مطلوبا منه تسوية توترات بين إسرائيل وبين شركائها الآخرين، باستثناء تركيا ربّما".

وشرح التقرير أنه "في أوقات الطوارئ عند إسرائيل وجدت قيادة العمليات الأوروبيّة متفرّغة ومصغية لحاجات إسرائيل، بما في ذلك نشر سفن عسكرية وبطاريات دفاع جوّي وتزويد بالسلاح. أمام ’سنتكوم’، أوقات الطوارئ في إسرائيل هي أزمات في المنطقة، وستضطر إسرائيل إلى التعامل مع موارد أقل، وستتنافس مع حاجيّات باقي شركاء الولايات المتحدة وقواتها في الإقليم".

ونصح التقرير بأنّ تحاول إسرائيل المحافظة على علاقاتها وتعاونها مع قيادة العمليات الأوروبيّة، بالتوازي مع مأسسة علاقاتها مع "سنتكوم"، وأن ترتّب سلفًا إمكانيّة استمرار الاستعانة بإيجابيّات قيادة العمليات الأوروبية في أوقات الأزمات الأمنية في المستقبل، وعلى ضوء دورها المركزية في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وتشرف "سنتكوم" على الأعمال العسكرية للولايات المتحدة في بلدان عدّة، بينها سورية واليمن والعراق وأفغانستان، وقضت تعليمات ترامب، حينها، بتوسيع مظلة القيادة المركزية لتضم إسرائيل بجانب الدول العربية، التي تقع ضمن نطاق عملياتها.

التعليقات