زيارة نتنياهو إلى الإمارات: حملة الليكود تبحث عن الصورة

رغم حرص حملة الليكود على تجنب التعاطي مع زيارة نتنياهو إلى الإمارات، والتزام مكتب الأخير الصمت حيال الزيارة الخاطفة، وتسويقها على أنها مهمة سياسية بحتة إلى أن الأجواء الانتخابية الإسرائيلية تحوم فوق مطار أبو ظبي

زيارة نتنياهو إلى الإمارات: حملة الليكود تبحث عن الصورة

مظاهرة في الناصرة ضد جولة نتنياهو، 13 كانون الثاني/يناير الحالي (أ.ب.)

رغم حرص حملة الليكود على تجنب التعاطي مع زيارة زعيم الحزب ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى الإمارات، والتزام مكتب الأخير الصمت حيال الزيارة الخاطفة، وتسويقها على أنها مهمة سياسية بحتة، إلا أن المؤشرات تدل على أن نتنياهو يعتزم تعزيز حملته الانتخابية عبر زيارته إلى أبو ظبي.

لن يحظى نتنياهو بفرصة للتجول علنا في أبو ظبي، أو الاستفادة من استقبال حافل. غير أن المراسلين السياسيين لموقع "واللا" الإخباري، تال شاليف وباراك رافيد، يريان أن اللقاء الذي "انتزعه" نتنياهو من ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، قبل 12 يوما من انتخابات الكنيست الـ24 المقررة في 23 آذار/ مارس، يأتي للتأكيد على أن زيارته المقبلة سيجريها كرئيس للحكومة وليس كممثل للمعارضة.

وأشار شاليف ورافيد إلى أن اللقاء بين نتنياهو وبن زايد، الذي من المتوقع أن ينضم إليه سرا، ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يعقد في صالة في مطار أبو ظبي، وقد يستمر لساعات قليلة، قبل أن يعود نتنياهو للاجتماع برئيسي وزراء جمهورية التشيك والمجر، في القدس.

كما أن الجهود الخاصة التي بذلها مقربو نتنياهو لتنظيم الزيارة إلى أبو ظبي، تشير إلى أنها تأتي في سياق انتخابي خالص، خلافا لما يحاول الليكود بثه، علما بأن زيارة نتنياهو إلى الإمارات والبحرين تأجلت ثلاث مرات في الأشهر الثلاثة الأخيرة. وألغيت زيارة إلى أبو ظبي والمنامة، في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بطلب من البحرين، وإثر ذلك تم إلغاء زيارة مشابهة لوزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، في ظل حرص نتنياهو على أن يكون أو مسؤول إسرائيلي رفيع يزور الخليج بزيارة وأن يحظى باستقبال احتفالي.

وتصدرت أفعال نتنياهو السياسية المشهد الانتخابي لليكود في حملاته للانتخابات الأخيرة، وحرص على أن يحظى بدعم حلفائه وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بما في ذلك الإعلان عن "صفقة القرن" والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، والتلميحات حول إنشاء حلف دفاعي مع الولايات المتحدة، وتعهدات بشأن التزام أميركي بدعم خطة الضم. حرص البيت الأبيض خلال عهد ترامب بدعم حملة الليكود في كل انتخابات، في اللحظات الحاسمة، ولكن مع تغيير الإدارة الأميركية في كانون الثاني/ يناير الماضي، تغيرت قواعد اللعبة. من إدارة بايدن - لا يملك نتنياهو أن يطلب أي نوع من أنواع الدعم.

في الأسابيع الأخيرة، حاول الليكود الاستعانة باتصالات نتنياهو مع مديري أكبر شركات اللقاحات في العالم لتعويض صوره في المكتب البيضاوي، خلال زياراته إلى العاصمة الأميركية واشنطن التي سبقت كل انتخابات، وأمل أن تحل حملة "ملك اللقاحات" محل الدعم الأميركي. لكن نجاح حملة التطعيم لم يؤد إلى القفزة التي طال انتظارها في استطلاعات الرأي؛ ولا تزال حملة الليكود تبحث عن "أمر ناقص" لزيادة قوته وتأمين 61 عضو كنيست في معسكره لتشكيل الحكومة المقبلة.

ووفقا لشيلو ورافيد، فإن الزيارة إلى أبو ظبي ليست حلا سيئا بالنسبة إلى نتنياهو. وتكمن أهمية اللقاء بين نتنياهو وبين بن زايد، الخميس، في الصورة التي سيتم التقاطها. "قنوات التلفزة الإسرائيلية ستفتح نشراتها المسائية بالصورة التي تجمع نتنياهو برجل الإمارات القوي، وستعمل الحملة الانتخابية لليكود على استخدامها في الفيديوهات الدعائية واللافتات الانتخابية، ليس مستبعدا أن يتحدث نتنياهو مع أنصاره على الهواء مباشرة من الطائرة عندما يمر فوق السعودية"، ويتحدث عن أهمية اللقاء وسياسته التي جعلت من إسرائيل حليف قوي لدول المنطقة.

تهدف الزيارة السريعة إلى الإمارات إلى إبراز الميزة الأبرز لنتنياهو على منافسيه الآخرين، وخاصة منافسيه من معسكر اليمين - غدعون ساعر ونفتالي بينيت - وسوف تنعش الذاكرة العامة لدى الجمهور الإسرائيلي لـ"اتفاقيات التطبيع التاريخية" التي تم توقيعها العام الماضي.

ولن يفوت نتنياهو فرصة مغازلة الصوت العربي، وأن يذكر الناخبين العرب بمن لم يدعم "اتفاقيات السلام"، في إشارة إلى القائمة المشتركة. إذ رصد الليكود عبر جامعي البيانات والاحصائيات أن الشعور الإيجابي لدى الناخبين العرب في الحصول على "فرصة اقتصادية" جديدة ستنفتح أمامهم في الخليج، تعزز بعد اتفاقيات التطبيع؛ "وفي نهاية المطاف - الزيارة ستذكر الناخب العربي بمن حقق الإنجاز، و من سيفتقدها" لو خسر نتنياهو الانتخابات القريبة.

وكان نتنياهو قد جنّد رئيس الموساد، يوسي كوهين، في حملته، وأوفده إلى الإمارات للضغط على المسؤولين هناك لإجراء الزيارة قبل الانتخابات الإسرائيليّة. وبيّنت بيانات شركات الطيران أنّ طائرة خاصّة إسرائيليّة، يرجّح أن رئيس الموساد استقلّها، حطّت في الإمارات والبحرين خلال اليومين الماضيين.

وأشارت التقارير إلى أن المسؤولين في الإمارات حاولوا التهرب من زيارة نتنياهو، مشددين على أن أبو ظبي لا تريد التدخل في الانتخابات الإسرائيلية، لكنها استسلمت في النهاية إلى الضغوط وردت بالإيجاب.

التعليقات