دعوا العنصرية تحيا أمنون ليفي

دعوا العنصرية تحيا
أمنون ليفي
إذا كانوا يغلقون فم إيلي يشاي إن هو انتقد العنصرية، برغم أن الحقيقة إلى جانبه، فربّما كان حريّا خروج الشيطان الطائفي من القنينة

إفتتح مذيع الراديو برنامجه الشعبي، وتكلم بصوت يشي بالنفورعن أن هناك من يستعمل ثانية هذا السلاح الصدئ الذي اسمه الرسمي عنصرية، واسم "دلعه" الشيطان الطائفي. فمن كان يصدّق أن يلوذ الوزير إيلي يشاي في عصرنا هذا المشرق، إلى الإدعاء بأن التوجه إلى حزبه هو توجه عنصري. حيث أنه عندما يريد شاس مليارد شيكل ينظرون إلى طلبه على أنه ابتزاز منفّر، بينما الأمر مقبول عندما يطلب حزب العمل مليارا ونصف المليار.

مذيع الراديو وضيوفه، وكلهم نخبة من رجالات العلاقات العامة الذين ساعدوا رئيس حكومة واحدا على الأقل فجعلوه مقبولا على الجمهور، وكذلك فعلوا مع خصمه، استنكروا ادعاءات وجود عنصرية. حقا (قالوا) رفع الشيطان الطائفي رأسه ثانية؟.. ما هذا الهراء، أن يتّهم شخص بالعنصرية في أيامنا؟.. لقد غاب الخجل لدى هؤلاء "الشاسيين"، ولن يردعهم شيء.

لقد استمعت إلى الراديو وتساءلت، من جهة هنالك رجال علاقات عامة من النخبة يعرفون بالتأكيد ماذا يقولون، حتى لو أنه من الواضح أن ما يحرك ألسنتهم هو المال، يجب التعامل مع أقوالهم بجدية، ربما حتى أكثر من رجال عاديين، لأنهم لا يتكلمون عبثا، فما يقولونه يساوي مالا.

ومن الجهة الأخرى، فكرت فيما قاله ذاك الوزير، إيلي يشاي، وفكّرت أنه، يا للعار الكبير، ربما يكون صادقا، حيث من الممكن الموافقة على طلب شاس أو معارضته. لكن لماذا هذا ابتزاز قبيح ومنفّر بينما طلب إيهود براك أن يكون نائبا كبيرا لرئيس الحكومة هو ايديولوجية صرفة؟.. ولماذا يكون اهتمام شاس بالعائلات كثيرة الأولاد أمرا مستنكرا بل مثيرا للقرف، لكن عندما يطلب حزب العمل مليارد شيكل الله وحده يعلم لأي غرض، فإن ذلك يعتبر نضالا اجتماعيا عادلا؟ أين هو الإبتزاز إذا ما طولب بزيادة مخصصات الأولاد علما أن نحو 800 ألف ولد يعيشون تحت خط الفقر؟.. حيث أن إسرائيل تتموقع في المرتبة قبل الأخيرة في العالم الغربي فيما يتعلق بحجم مخصصات الأطفال..

مهما قلبت الأمر، فإنني غير واثق تماما بأن الوزير يشاي مخطئ إذ يقول إن الهجوم على شاس فيه نوع من العنصرية.. وربما المذيع المذهول هو المخطئ، ربما كان الشيطان الطائفي ما زال يعشش في دواخلنا..

بتصرّف عن "واينت"

التعليقات