هل أنهى الهجوم الإسرائيلي على سورية "العلاقة العاطفية" مع موسكو؟

"المشكلة في هذه المرة هي أن الأميركيين والروس أخرجوا إسرائيل من حيز الضبابية، وأخرجوا الإيرانيين من حيز الإنكار"

هل أنهى الهجوم الإسرائيلي على سورية

بوتين ونتنياهو - من الأرشيف

اعتبر المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء، يوسي يهوشوع، أن الهجوم المنسوب لإسرائيل على مطار "T4" شرقي حمص بسورية هو الثالث من نوعه، وهو الأهم بينها، قد أنهى العلاقة "العاطفية" بين إسرائيل وروسيا، والتي كانت تتجلى في التنسيق بين الطرفين بكل ما يتصل بالهجمات الإسرائيلية على سورية.

وبحسبه فإن لذلك أسبابا كثيرة، أولها عدد القتلى حيث سقط 14 قتيلا، بينهم 4 إيرانيين، وربما 7 إيرانيين، بضمنهم ضابط برتبة عقيد.

كما أن الهدف، بحسب المراسل العسكري، يعتبر استثنائيا، حيث أن الحديث عن وسائل قتالية متطورة جدا، وكانت جزءا من إرسالية.

ويضيف أن ان التنفيذ كان استثنائيا أيضا، حيث كان الهجوم ضد هدف متحرك، وليس ثابتا.

ويضيف أن الهجوم الذي نسب لإسرائيل يشير إلى تطور سياسي – أمني درامي، فهو يمثل نهاية العلاقة العاطفية بين روسيا وإسرائيل. وإذا كان يصح وصف العلاقات بين الطرفين في السنوات الأخيرة بهذا الوصف، فهو لأن إسرائيل هاجمت إرساليات سلاح من إيران إلى حزب الله على الأراضي السورية بينما كانت تطلع الروس على ذلك، في الوقت الذي التزموا فيه بعدم الرد بإطلاق النار.

ويتابع أنه يجب التوضيح أن الهجوم الأخير ليست له أي علاقة بالهجوم الكيماوي للنظام السوري، كما أن إيران تلقت ضربة قاسية، وربما الأشد منذ اغتيال الجنرال الإيراني في الجولان السوري. ورغم أن الضابط الأخير الذي قتل كان برتبة أقل، إلا أن ناشطين بارزين في مجال الطائرات المسيرة قد قتلوا أيضا في الهجوم.

وكتب أيضا أن الحديث ليس عن عملية عادية، حيث أن المطار الذي استهدف مقسم لثلاثة أقسام: إيراني وسوري وروسي، ولم يستهدف إلا القسم الإيراني، حيث من المرجح أن "الإرسالية" كانت هناك في طريقها إلى حزب الله.

وبحسبه، فإن "المشكلة في هذه المرة هي أن الأميركيين والروس أخرجوا إسرائيل من حيز الضبابية، وأخرجوا الإيرانيين من حيز الإنكار، حيث كان من الواضح أن الحديث ليس عن عقاب أميركي ردا على الهجوم الكيماوي، فالأميركيون، خلافا لإسرائيل، لا يمكنهم تنفيذ مثل هذه العملية الدقيقة خلال فترة زمنية قصيرة".

واختتم بالقول إن "للروس مصلحة في الحفاظ على الاستقرار في سورية، ولذلك يمكن التقدير أن الإيرانيين سيحصلون في هذه المرة على بطاقة تحذير. ولكن التصريحات الروسية، يوم أمس، تشير إلى أنه من الآن فصاعدا ستكون كل عملية إسرائيلية في سورية أكثر خطورة. والسؤال المركزي الذي لا يوجد جواب عليه بعد هو: هل سيحاول الروس بعد اليوم إسقاط طائرة حربية إسرائيلية تحلق في الأجواء السورية؟ يمكن الإجابة على ذلك بلا، ولكن من الجائز الافتراض أن بوتين سيطلب توضيحات من نتنياهو. وسيكون الاختبار في المدى الزمني الآني هو: هل سيقرر إلغاء آلية التنسيق مع إسرائيل؟ لم يحصل ذلك بعد، وإذا حصل، فسيكون ذلك بمثابة بطاقة حمراء".

التعليقات