"فخ إسرائيلي: استعداد لاعتراض الصاروخ الإيراني وهجوم مخطط مسبقا"

الجيش الإسرائيلي يدعي أنه كان على علم مسبق بنية إيران إطلاق الصاروخ وجهز بطارية "القبة الحديدية" مسبقا لاعتراضه، وأنه جرى تنفيذ هجوم خطط له مسبقا على سلسلة أهداف إيرانية في سورية بداعي الرد على إطلاق الصاروخ

صاروخ في أجواء دمشق (أب)

يصف الجيش الإسرائيلي الهجوم على سلسلة أهداف إيرانية في سورية، بداعي الرد على إطلاق صاروخ إيراني باتجاه جبل الشيخ، بأنه "فخ للإيرانيين" و"كمين استخباري"، كما أن إسرائيل استعدت مسبقا لاعتراض الصاروخ الإيراني.

وأبرزت صحيفة "يديعوت أحرونوت" على صدر صفحتها الرئيسية عنوانا مفاده أن الحديث عن "فخ للإيرانيين"، وأن الهجوم قد خطط له مسبقا، وأن الصاروخ الإيراني لم يفاجئ الجهات الاستخبارية الإسرائيلية.

وبحسب الصحيفة فإنه يبدو أن "الاستخبارات النوعية" في الجيش الإسرائيلي تمكنت من نصب كمين ناجح، وجعل الإيرانيين يدفعون ثمنا جديا في سورية.

وكتبت أن إيران بحثت منذ أيار/ مايو الفائت على فرصة للرد على إسرائيل، باعتبار أن التطورات الأخيرة في سورية، وانتصار بشار الأسد في الحرب شكل فرصة مناسبة لجعل إسرائيل تدفع ثمنا مقابل الهجمات التي شنتها ضد البنى التحتية الإيرانية في سورية لردعها عن تكرار هجماتها أو تقليصها.

وبحسب التقرير فإن هذا "الإنجاز العملاني" مرتبط بالجدول الزمني الدقيق وتحليل المعلومات الاستخبارية. وفي هذا الإطار أشار إلى أن التقارير السورية أفادت أن الهجوم الإسرائيلي الأول نفذ في الساعة 13:00 من يوم الأحد، ورغم تفعيل المضادات الأرضية السورية فإن الهجوم قد نجح.

وبعد نحو ساعة من الهجوم، تم إطلاق الصاروخ الإيراني باتجاه شمالي الجولان السوري المحتل.

وجاء في التقرير، أنه رغم أن إطلاق الصاروخ الإيراني فاجأ كثيرين، إلا أنه لم يفاجئ ذوي الصلة في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، كما أنه ليس بمحض الصدفة أن يتم اعتراض الصاروخ بواسطة منظومة "القبة الحديدية" وليس "العصا السحرية"، والسبب هو "تقديرات مسبقة بشأن نوايا فيلق القدس الرد على الهجوم المنسوب لإسرائيل".

كما جاء أن الإيرانيين كرسوا وقتا وجهدا لإطلاق الصاروخ المتطور والذي يصل مداه إلى 200 كيلومتر، ويحمل رأسا متفجرا بزنة مئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، باعتبار أنه بالنسبة للإيرانيين فإن ذلك يعني "ردا جديا" في حال سقط في إحدى مدن الشمال، الأمر الذي من شأنه أن يغير المعادلة.

وأشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي كان على علم بالمخطط الإيراني، ولذلك تم تجهيز بطارية "القبة الحديدية" في الشمال، بحيث تغطي منطقة جبل الشيخ بينما كان آلاف المتنزهين هناك.

كما أشار التقرير إلى أنه في السنوات الأخيرة جرى تطوير قدرات الاعتراض لـ"القبة الحديدية" للصواريخ الثقيلة.

وبحسب الصحيفة، فإن إطلاق مثل هذا الصاروخ من قبل حرس الثورة، وليس من قبل قوى أخرى موالية، لم يتخذ في لحظة، حيث أنه يقتضي مصادقة المستويات العليا في الهرم القيادي في "فيلق القدس"، كما يقتضي تحضيرات مسبقة، والتي رجحت الصحيفة أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تمكنت من اكتشافها.

وتابع التقرير أن المعركة لم تنته، وأن الجيش الإسرائيلي سمح للمتنزهين بالنزول من جبل الشيخ، والانتظار حتى قدوم الليل للرد على إطلاق الصاروخ، من خلال استهداف عدة أهداف إيرانية في سورية، تشمل مخازن وسائل قتالية ومواقع تدريب ومنظومات مضادة للطائرات، بالإضافة إلى مخازن في مطار دمشق الذي طلبت روسيا من إسرائيل عدم استهدافه.

وبحسب التقرير، فإنه بموجب التفاهمات مع روسيا، والتي تم التوصل إليها بعد إسقاط الطائرة الروسية في أيلول/ سبتمبر الماضي، فقد أجري اتصال من مقر وزارة الدفاع في تل أبيب بقاعدة حميميم في سورية، وتم إطلاع الروس بشأن الهجوم الإسرائيلي "دون تعريض طائرات سلاح الجو الإسرائيلي للخطر".

واختتم التقرير بالإشارة إلى أن الحديث عن "انتصار تكتيكي" فقط، وأن الإيرانيين سيحاولون الرد ثانية وبقوة بعد هذا "الفشل"، الأمر الذي يقتضي "تعزيز الدفاعات الجوية والقدرات الاستخبارية والقدرات الهجومية، وكذلك عملية دبلوماسية مكملة مع الروس الذين تعهدوا بلجم إيران ولم يلتزموا بذلك".

التعليقات