حتى 2065: انخفاض نسبة العرب والحريديون يتضاعفون 3 مرات

مثلما توضع الخطط البعيدة والقصيرة الأجل للتعاطي مع قضايا العرب و"أخطارهم المستقبلية" على إسرائيل، فيما يتعلق بالقضية الديمغرافية خصوصا، يجري أيضا إعداد خطط موازية للتعاطي مع قضايا المجتمع الحريدي و"الأخطار" التي يمثلها على إسرائيل كدولة صهيونية علمانية

حتى 2065: انخفاض نسبة العرب والحريديون يتضاعفون 3 مرات

(توضيحية)

برغم الاختلاف والتفاوت فيما بينهما، يضع الكثير من الباحثين الإسرائيليين في مجال علم الاجتماع والديمغرافيا، العرب في إسرائيل والحريديين في سلة واحدة، بادعاء أن هاتين المجموعتين تمثلان تحديا أمام المجتمع الإسرائيلي.

ومثلما توضع الخطط البعيدة والقصيرة الأجل للتعاطي مع قضايا العرب و"أخطارهم المستقبلية" على إسرائيل، فيما يتعلق بالقضية الديمغرافية خصوصا، يجري أيضا إعداد خطط موازية للتعاطي مع قضايا المجتمع الحريدي و"الأخطار" التي يمثلها على إسرائيل كدولة صهيونية علمانية.

ورغم انحياز الحريديين، في السنوات الأخيرة، بشكل كبير إلى اليمين السياسي والأيديولوجي الإسرائيلي، بكل ما يعنيه ذلك من عملية صهينة، فان التخوف من اللقاء بين الجمهور العربي وجمهور الحريديين، بصفتهما مجموعتين "انفصاليتين" تتمتعان بمميزات وخصائص مختلفة تسعيان إلى تكريسها كل على طريقتها، هو تخوف ما انفك يراود هؤلاء الباحثين في مستقبل الدولة العبرية، خاصة في ضوء الزيادة الطبيعية لهاتين المجموعتين.

وحسب معطيات دائرة الإحصاء المركزية، فإن العرب والحريديين سيشكلون معا 51% من سكان الدولة في العام 2065، مقابل 49% للجمهور اليهودي التقليدي والعلماني، حيث ستبلغ نسبة العرب 19% (مقابل 16% نسبتهم اليوم من دون احتساب الفلسطينيين في القدس المحتلة) بينما يتوقع أن تصل نسبة الحريديين إلى 32% من السكان (مقابل 12% اليوم).

وفي حين تحقق السياسة الرسمية نجاحات نسبية في التعامل مع العرب (رغم التحريض الأرعن ضدهم)، في مجالات التعليم والتشغيل، كما تشير المحللة الاقتصادية، ميراف أرلوزوروف، في صحيفة "ذي ماركير"، وهي تقصد تدني نسبة النمو الطبيعي عند العرب وثبات نسبتهم بين السكان وحتى تدنيها، ما يعني زوال "الهاجس الديمغرافي"، فإنها ترى أن هذه السياسة منيت بهزيمة محققة مع الحريديين، حيث فشلت سياسة دمجهم في المجتمع الإسرائيلي.

وأشارت أرلوزوروف إلى أن السياسة الرسمية منيت في العقد الأخير بفشل ذريع في ثلاث جبهات رئيسية، هي معدلات تجنيد الحريديين للجيش ودمجهم في التعليم الأكاديمي ودمج الرجال منهم في سوق العمل.

ولفتت في هذا السياق الى معطيات الجيش الإسرائيلي، التي تسربت مؤخرا، وتكشف أن عدد المجندين، الذين يعتبرهم الجيش حريديون، اليوم، يبلغ 2480 جنديا مقابل 3070 جنديا عام 2017، أي بانخفاض مقداره 20%. وهذا في حين تسجل نسبة الزيادة الطبيعية السنوية بين الحريديين 4%، وفي وقت تشمل المعطيات المتعلقة بتجنيد الشبان الذين انسحبوا من المجتمع الحريدي وتحولوا إلى علمانيين، والذين ارتفعت نسبتهم من 15% من المجندين عام 2017 إلى 40% عام 2018.

وفي مجال دمج الحريديين في التعليم الأكاديمي لا تبدو الصورة أقل سوءا، بنظر الإسرائيليين العلمانيين. ففي حين ارتفع عدد الملتحقين بالجامعات من ستة آلاف طالب، عام 2010، إلى 11,500، عام 2015 ، توقف في السنوات الثلاث الماضية عند 11 ألف طالب، علما أن من ينهون تعليمهم الأكاديمي أقل بكثير، لأن نسبة التسرب بين الإناث تبلغ 28% ونسبة التسرب بين الذكور الحريديين تبلغ 46%.

وفي سوق العمل، فإن الزيادة الطفيفة التي تحققت حتى عام 2015، في عهد حكومة نتنياهو التي خلت من الحريديين، قد تلاشت بعد ذلك حيث تبلغ نسبة الرجال الحريديين العاملين (بين سن 25- 64 عاما) اليوم 48% فقط، مقابل 87% بين الرجال اليهود غير الحريديين.

وبحسب أرلوزوروف، فإن تحسنا طرأ على هذه المجالات في عهد حكومة نتنياهو التي خلت من الحريديين، ليعود الوضع إلى سابق عهده بعد عودتهم إلى الحكومة علم 2015. وهي تؤيد في هذا السياق دعوة رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، إلى عدم الانصياع "لإملاءات" الحريديين، "الذين ستصل نسبتهم عام 2065 إلى 32%، وإذا لم يتم دمجهم فلن يكون لنا مستقبل، خاصة إذا ما أدركنا أنهم سيشكلون مع العرب 51% من السكان".

التعليقات