تحليلات: فوز نتنياهو سيغذي المعركة على حصانته

أحد المحللين يقول إنه "لم يكن هناك أمل بالفوز لساعر، ولو حارب نتنياهو حماس مثلما حارب في الانتخابات الداخلية لليكود لتهوّد السنوار". وغانتس وبيرتس يقولان إن الليكود انتخب متهما بالفساد، وليبرمان يرجح استمرار الأزمة السياسية

تحليلات: فوز نتنياهو سيغذي المعركة على حصانته

نتنياهو وزوجته في مقر صندوق اقتراع في القدس، أمس

يبدو أن نتيجة الانتخابات الداخلية على رئاسة حزب الليكود كانت مطابقة لرغبة الفائز فيها، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأن توضح الفارق الكبير بين شعبيته داخل حزبه وشعبية خصمه، عضو الكنيست غدعون ساعر. فقد حصل نتنياهو على 72.5% من الأصوات مقابل 27.5% لساعر.

وأي مرشح آخر مقابل نتنياهو كان سيحصل على نسبة تأييد مشابهة، أو فوق الـ20% من أعضاء الليكود. ففي الانتخابات الداخلية على رئاسة الحزب، عام 2012، حصل موشيه فايغلين على 23% من الأصوات، وداني دانون حصل على 21% في العام 2014، وبعدها أبعده نتنياهو إلى نيويورك كسفير في الأمم المتحدة.

واعتبر المحلل السياسي في صحيفة "معاريف"، بن كسبيت، أنه "لم يكن هناك أمل لساعر"، لأنه "تم تجنيد الجهاز الحزبي لليكود ضده بكامل القوة. أنصار رئيس الحكومة، وقسم منهم موظفو دولة، هددوا أنصار ساعر بكلمات فظة. ودستور الانتخابات وجهاز التصويت جرى تغييرهما وفقا لإملاءات بلفور (منزل رئيس الحكومة). وأسماء الآلاف من مؤيدي ساعر أزيلت من سجل الناخبين لأسباب ’تقنية’. كما أنه اضطر إلى مشاهدة مسيرة النفاق وحضيض قيادة الليكود، الذين رأيهم بنتنياهو أسوأ من رأيه، يتجندون بكل قوتهم ضد ضده فقط من أجل منعه من خلافة نتنياهو، التي يتطلعون إليها... ولو قاتل نتنياهو حماس مثلما قاتل في الانتخابات الداخلية، لتهوّد (رئيس حماس في قطاع غزة يحيى) السنوار".

وفاز نتنياهو في 99 صندوق اقتراع وساعر في في سبعة صناديق فقط. وأعلن 24 عضو كنيست عن تأييدهم لنتنياهو من أصل 32 عضوا في كتلة الليكود، حسب المراسلة السياسية في موقع "واللا" الإلكتروني، طال شاليف، التي رأت أن النتيجة تدل أيضا على أن ساعر لم يحصل في هذه الانتخابات على لقب "خليفة" نتيناهو.

وأضافت شاليف أن "الإنجاز الذي حققه في الانتخابات الداخلية، يزود ويغذي نتنياهو جيدا بوفرة من المحبة والدعم الليكودي في الانتخابات (الثالثة للكنيست) في آذار/مارس المقبل. وحقيقة أن المنتسبين للحزب يواصلون معانقته بكل القوة، رغم لوائح الاتهام الخطيرة، تنطوي على أهمية دراماتيكية لاستمرار المعركة على حصانته وبراءته".

وتابعت أن "نتنياهو يستمد قوتها كلها من كونه رئيسا لليكود، زعيم الحزب الأكبر في كتلة اليمين. ومن هناك، تأتي تحالفاته مع شركائه الطبيعيين – الحريديين والمستوطنين – الذين سينشئون من أجله غلاف حماية سياسي يبقيه في الحكم، ومستعدون أن يبتلعوا من أجله الفساد والاتهامات بالرشوة".

وعقب رئيس كتلة "كاحول لافان"، بيني غانتس، بالقول إن "حركة جابوتينسكي ومناحيم بيغن انتخبت شخصا متهم بثلاثة لوائح اتهام". وقال رئيس حزب العمل، عمير بيرتس، إن "نتائج الانتخابات الداخلية في الليكود تظهر انقطاع الليكود عن الشعب. وانتخب لرئاسة الحركة الشعبية والرسمية التي قادها مناحيم بيغن شخص متهم بثلاثة لوائح اتهام خطيرة. والليكود انتهى اليوم نهائيا".

وقال رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، في منشور نشره في "فيسبوك"، "استيقظوا لأنه لا جديد تحت الشمس والعالم يسير كالمعتاد. ونتائج الانتخابات الداخلية في الليكود لم تغيّر شيئا. علينا أن نتدارك أنفسنا وندرك أن التصويت لنتنياهو أو لغانتس في الانتخابات القريبة ستؤثر بصورة مباشرة ومؤلمة على جل واحد وواحدة منكم" في إشارة إلى استمرار الأزمة السياسية وعدم المقدرة على تشكيل حكومة بعد الانتخابات المقبلة.

التعليقات