رسائل إسرائيل وأميركا من خلال الانفجار في منشأة نطنز

محلل إسرائيلي: "الانفجار في نطنز ينضم إلى انفجار في قاعدة بارتشن شرق طهران، الأسبوع الماضي، والانفجار في عيادة بطهران يوم الثلاثاء الماضي"، لكن محللا آخر يؤكد أن الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية ترى أن انفجار بارتشن نجم عن خلل تقني

رسائل إسرائيل وأميركا من خلال الانفجار في منشأة نطنز

موقع الانفجار في العيادة في طهران، الثلاثاء الماضي (أ.ب.)

رجح محلل إسرائيلي اليوم، الجمعة، أن الانفجار الذي وقع في المنشأة النووية الإيرانية نطنز قبيل فجر أمس، الخميس، يشكل تصعيدا في المعركة ضد إيران، وأن هذا الانفجار حمل رسائل إلى القيادة في طهران.

وحسب محلل الشؤون الأمنية والعسكرية في موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، رون بن يشاي، فإن "سلسلة الانفجارات والحرائق الغامضة في إيران، لم تكن عفوية، بشكل يتزايد تأكيده".

وأضاف أنه "على الأرجح أنه بالإمكان التقدير أن جهة ما مهتمة بالبرنامج النووي والصاروخي الإيراني حاولت تمرير رسالة للقيادة في طهران، وتقضي بوقف تخصيب اليورانيوم أكثر من الكمية التي يسمح بها الاتفاق النووي مع الدول الكبرى، التوقف عن تطوير وبناء أجهزة طرد مركزي حديثة وسريعة لتخصيب اليورانيوم، والتوقف عن تطوير وبناء صواريخ طويلة المدى وبإمكانها إطلاق سلاح نووي".

وبحسب بن يشاي، فإن "الحدث الذي يؤكد هذه الرسالة بأوضح صورة، وقع قبيل فجر أمس، حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل، عندما اشتعلت نيران كبيرة في الزاوية الشمالية الغربية لمنشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز، على بعد 250 كيلومتر تقريبا عن طهران".

وتابع بن يشاي أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت قد كشفت منشأة نطنز، في العقد الماضي، بادعاء أنها جزء من البرنامج النووي الإيراني، لكنه ادعى أن هذه المعلومات تستند إلى "مصادر أجنبية"، وهي عبارة تستخدم في وسائل الإعلام الإسرائيلية عندما لا يكون هناك اعتراف إسرائيلية بعمليات عسكرية. وأشار إلى أنه تعمل في نطنز اليوم أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم بمستوى تخصيب متدنٍ.

وكشفت صور التقطتها أقمار اصطناعية أميركية عن حريق في مبنى من الطوب منخفض الارتفاع، واعتبر بن يشاي أنه بالإمكان الاستدلال منها على حدوث انفجار داخل المبنى الذي احترق أو تحته الذي تسبب بالحريق وأضرار جسيمة.

ونقل بن يشاي عن خبراء أميركيين قولهم إنه أقيم في هذا المكان قبل فترة قصيرة مصنع لتطوير أجهزة طرد مركزي متقدمة لتخصيب اليورانيوم، وأن معهدي أبحاث أميركيين خاصين رصدوا الأضرار التي حدثت في المنشأة في نطنز.

وأضاف أنه "يتضح من هذه المعطيات لماذا ينتاب القلق كل من يخشى أن تطور إيران قدرات لصنع سلاح نووي. وليس من كميات اليورانيوم المخصب التي جمعتها إيران، خلافا للاتفاق النووي، وإنما من وجود أجهزة الطرد المركزي بالأساس".

وأشار بن يشاي، بالاستناد إلى "تقارير أجنبية" أيضا، إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة ألحقت أضرارا بمنشأة نطنز بواسطة هجمات سايبر، قبل 12 عاما. بالتعاون بين الوحدة 8200 في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي ووكالة التجسس الإلكترونني الأميركية، تم حينذاك زرع فيروس إلكتروني، يطلق عليه اسم "ستكينت" في حواسيب المنشأة وتسبب بتدمير قسم كبير من أجهزة الطرد المركزي.

واعتبر بن يشاي أن الانفجار في نطنز أمس، ينضم إلى واقعتين أخريين. ففي ليلة الخميس – الجمعة الأسبوع الماضي، وقع انفجار في منشأة عسكرية في منطقة جبلية شرق طهران، وقال الإيرانيون أنه وقع في قاعدة بارتشن، وأن نجم عن انفجار بالون غازن بينما يدعي بن يشاي أن الانفجار وقع في منشأة يتم فيها تطوير صواريخ ووقود صواريخ.

والواقعة الثانية كانت يوم الثلاثاء الماضي، عندما انفجرت عيادة في طهران، وقالت السلطات الإيرانية أن الانفجار نجم عن تسرب غاز، وأسفر عن مقتل 19 شخصا.

وأشار بن يشاي إلى الجهات التي لديها مصلحة بتمرير رسالة إلى إيران، والتسبب خلال ذلك بتشويش كبير في جهود إيران لتطوير برنامجها النووي: "واضح جدا أن إسرائيل والولايات المتحدة على رأس القائمة، لكن لدولا أخرى في المنطقة، مثل السعودية والإمارات، اهتمام واضح بتخريب هذا البرنامج".

من جانبه، أفاد محلل الشؤون الاستخبارية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رونين برغمان، بأنه في الأيام الأخيرة جرت اتصالات بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وأجهزة الاستخبارات الأميركية، "كما تم جمع معلومات استخبارية عن الانفجار في بارتشن من مصادر مختلفة. وتوصلت الاستخبارات الإسرائيلية من كل ما تم جمعه، أن الحديث يدور عن خلل تقني، مصدرت في حاويات الغاز الموجودة داخل مصنع الصواريخ في حجير".

التعليقات